ريادة

الشاويش: جامعي يعيد إصلاح السيارات الكلاسيكية النادرة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- كان يقف عند سيارة كلاسيك من موديل 1968 “فوكس فاجن”، يتأكد من كل تفصيل فيها من “الستيرنغ”، يد الباب، الشبابيك، العجلات، الراديو القديم.
كان ينظر إلى السيارة بفخر وكتحفة، ولسان حاله يقول: “أنا من جعلك على هذه الصورة.. أنا من أعدت الحياة لك”.
محمد الشاويش شاب عرف عند أصحاب السيارات الكلاسيكية باهتمامه بإصلاح وترميم السيارات القديمة، وخاصة “الفوكس فاجن”، فهم يلجؤون له لإصلاح سياراتهم وترميمها أو “نفضها”.
ويبلغ محمد من العمر 24 عاما ويدرس إدارة الأعمال، واتجه منذ 4 أعوام الى مجال إصلاح السيارات الكلاسيكية، وبدأ يختص بها وتحديدا في “الفوكس فاجن” الكلاسيك.
وجد نفسه يتخصص شيئا فشيئا في إصلاح وترميم السيارات الكلاسيكية، وبدأ يعرف تفاصيل هذه السيارات ابتداء من شكلها الخارجي ومرورا بكهربائها وميكانيكها، وانتهاء بإكسسواراتها وإضافاتها.
يتعامل محمد مع متخصصين في “البودي” و”ميكانيكيين وكهربائيين” كي يصلح السيارات، وقد يضطر أحيانا لأن يقوم بنفسه بعملية الإصلاح، إذا لم يتمكن من إيجاد من يعرف بها.
يتابع كل التفاصيل ويقوم بمراسلة موردين لقطع غيار نادرة لهذا النوع من السيارات، كما يتابع عبر الإنترنت كل ما له علاقة بهذا المجال وتصليحه.
يقول محمد “بدأت رحلتي مع تصليح هذا النوع من السيارات قبل حوالي 4 سنوات عندما اشتريت أول سيارة لي وهي “فوكس بيتش بوبي” موديل 1968، أحببت شكلها، جعلتني أشعر بشعور آخر وعالم آخر”، مضيفا “أشعر بالسعادة والتميز عند قيادتها”، لذلك أقدّر اهتمام كل من يمتلك ويهوى قيادة هذه السيارات”.
ويضيف “بعد أن اشتريت السيارة، كان لا بد أن أقوم ببعض التصليحات، وكنت مصرا على أن أبقي على شخصية ومواصفات السيارة كما هي؛ أي كما تمّ تصنيعها بالأصل، وهذا نهجي في إصلاح جميع السيارات”، وعندما وجدت صعوبة في العثور على متخصصين في هذه السيارات بدأت أقوم بالقراءة والبحث كي أقوم بإصلاحها، لأكتشف أنني “مهووس بهذا الشيء”.
ويزيد “بدأت أبحث وأقرأ عن السيارة وبدأت أفهم تفاصيلها حتى في الميكانيك”، واستفدت من خبرة ميكانيكيين يعملون في هذا المجال، واشتريت كتابا خاصا بالـ”فوكس فاجن” والذي يوضح تفاصيل قطع كل سيارة من 1964 الى 1975، وإضافة الى ذلك، فإن “كل سيارة قمت بإصلاحها كانت تزيدني خبرة”.
ويضيف “اكتشفت هواياتي في الميكانيك بعد ذلك”، ويقول “إنّ الخبرة والبحث في أي مجال هي الأساس في التطور”، تجعلك متمكنا من العمل الذي تقوم به”.
يقول محمد “اكتشفت أنني أحب التحدي في كل ما أقوم به، فما إن أجد شيئا صعبا أو لا يمكن إصلاحه، أبدأ بالبحث والمحاولة والمتابعة حتى أتمكن من إنجازه”، ويضيف “هذا أكثر ما أحبه في عملي، فأنا لا أحب كلمة “صعب” أو “مستحيل”، فدائما هناك حل”.
ويتابع “قد يستغرق مني إيجاد حل لإصلاح قطعة أياما أو أسابيع، وقد يستغرق ساعات، لكنني أستمر في المحاولة والمتابعة الى أن أجد حلا.
أقوم باستيراد قطع من الخارج خصيصا من تجار قطع غيار قديمة، وقد أضطر أحيانا لإعادة استصلاح قطع لا يمكن إيجادها في السوق، وهذا أكثر جزء يجعلني مستمتعا بما أقوم به”.
ويقول “إنّ أكثر ما يميز عملي هو أنني أصر على أن تعود السيارة الى ما كانت عليه عند تصنيعها بكل تفاصيلها، فأنا أحرص على أن تكون بهويتها وشخصيتها” فـ”جمال السيارة بأصلها”.
ويضيف “أكون في غاية السعادة عندما أرى الرضا في أعين من أصلح لهم سياراتهم، وخصوصا أولئك كبار السن الذي عادة ما يربطهم مع سياراتهم ذكريات”.
يفكر محمد بأن يبدأ باستثماره الخاص قريبا بعد أن يتخرج من جامعته ليبدأ مشواره في هذا المجال”، عمله حاليا يدر له دخلا مناسبا، إلا أنه يطمح للتوسع بعد تخرجه وإنهاء التزاماته الجامعية.
ويعتبر محمد أن أفضل شيء في الحياة هو أن يحب الإنسان العمل الذي يقوم به، وأن يمارس هوايته المفضلة التي تجعله فنانا حتى في أبسط الأمور، وهو يرى بأنه لا بد لأي هواية أن يتم تنميتها من خلال البحث والدراسة والممارسة.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى