مقالات

ضغط متزايد لتعويم شركات التكنولوجيا الكبيرة

هاشتاق عربي- والتر برايس الذي يُدير أربعة مليارات دولار من الأسهم لشركة أليانتز جلوبال إنفسترز، يقول إنه لا يستطيع أن يحصل على ما يكفي من أسهم التكنولوجيا. “كنت أبحث في محطة بلومبيرج وجميع شركات التكنولوجيا العامة التي اختفت. سيكون من الرائع الحصول على المزيد منها”.

إفراغ الأسواق العامة قلص الشركات المُدرجة في الولايات المتحدة من أكثر من ثمانية آلاف في عام 1996 إلى نحو 4300 اليوم. في قطاع التكنولوجيا، الحصول على حصة مُسيطرة في شركة خاصة، بما في ذلك ديل في عام 2013، وعمليات الاستحواذ، مثل استحواذ مايكروسوفت على “لينكد إن” هذا العام، يعمل على تقليص المجموعة.

لكن الأمر اللافت للنظر إلى حد كبير هو عدم وجود داخلين جُدد. جرت 14 عملية اكتتاب عام أولي فقط هذا العام، مقارنة بـ 371 عام 1999، في ذروة الفقاعة، وبمتوسط سنوي يبلغ 49 عملية منذ عام 1980. السبب بسيط، الشركات التي تُغيّر العالم، مثل أوبر وإيربنب – وحيدات القرن التي تزيد قيمتها على مليار دولار – اختارت البقاء شركات خاصة.

لكن بعد مرور عدة أعوام على طفرة التكنولوجيا، جفاف عمليات الاكتتاب العام الأولي يُظهر علامات على التحول، يتصاعد الضغط من المستثمرين والموظفين لبيع حصصهم من أجل المال، والحاجة إلى أسهم شركة ذات مكانة أعلى أو ذات سيولة أكبر لتمويل عمليات الاستحواذ تُصبح أكثر حدة، ومن الصعب أكثر جمع المال من المستثمرين الخاصين، وهناك طلب مكبوت من مستثمري السوق العامة، مثل برايس. الشركات التي تزيد قيمتها عن مليار دولار تُسرع أخيرا نحو عمليات الاكتتاب العام الأولي.

ضغط عكسي

يعتقد جيم جودنايت أن هذه الشركات لا بد أنها أصيبت بالجنون. في عام 1999، كاد مؤسس معهد ساس، وهو شركة لتحليل البيانات مقرها في كارولينا الشمالية، أن ينهار أمام حمى الـ “دوت كوم”.

يقول، “كان هناك كثير من الضغط داخليا من بعض أفراد الإدارة العُليا أننا يجب أن نُصبح شركة عامة”. لكن انفجار الفقاعة تدخل وشركة ساس ازدهرت في أيدي عدد من المستثمرين الخاصين، فهي تجني الآن إيرادات سنوية تزيد على ثلاثة مليارات دولار. في الوقت الذي يراقب فيه أقرانه من الشركات العامة وهم يتورّطون في التنظيم ويواجهون الضغط من مستثمريهم في الخارج، يستنتج جودنايت، “لماذا ترغب أن تُصبح شركة عامة وتُدمّر حياتك؟”.

جاك دانجرموند يتّفق معه. على مدى 50 عاما تقريبا، بنى “إسري” لتُصبح شركة برامج تجني إيرادات بقيمة مليار دولار. يقول، “لست مضطرا لأن تُصبح شركة عامة كي تحقق النجاح”.

حتى إن بعض الذين يعتاشون على عروض الأسهم يُقدّرون هذه المشاعر. جون كولز، المسؤول عن عمليات الاكتتاب العام الأولي للتكنولوجيا في بنك كريدي سويس، يقول إنه يسأل مؤسسي الشركات سؤالا مماثلا لسؤال جودنايت، “بالله عليك، لماذا ترغب أن تُصبح شركة عامة على الإطلاق؟ استمر بالقول إن هناك كثير من الأسباب الوجيهة، لكن ما لم تستطع تعدادها لي سأكون أول من يُخبرك أن تبقى شركة خاصة”.

كان جمع المال هو السبب البدهي، الشركة تبيع أسهما جديدة إلى الجمهور من أجل توسيع أعمالها في وقت تتعامل فيه مع حركة نقد قليلة. لكن طوفان المال من الشركات الخاصة – 261 مليار دولار منذ 2010، وفقا لبرايس وترهاوس ماني تري – عمل على تخفيف ذلك الضغط.

قبل أن تطرح جوجل أسهمها للجمهور في عام 2004 كانت قد جمعت 36 مليون دولار فقط بصورة خاصة. أوبر جمعت ما يقارب ضعف هذا المبلغ 100 مرة في جولة تمويل واحدة من مستثمر واحد – صندوق الثروة السيادي السعودي. وبصورة إجمالية كسبت شركة استدعاء سيارات الأجرة عبر الإنترنت 15 مليار دولار من بيع السندات والأسهم، وهو مبلغ لا يمكن تصوره بالنسبة للأجيال السابقة من أصحاب المشاريع.

لكن هذا العام تباطأ جمع المال من المستثمرين الخاصين في قطاع التكنولوجيا، مع وجود 355 صفقة في مراحلها الأخيرة في الربع الثالث، بحسب رابطة رأس المال المغامر الأمريكية، ويعد ذلك أقل عدد في أي ربع منذ ست سنوات. وينظر إلى وحيدات القرن الأصغر بشكل أكثر تشككا، بينما حتى الأكبر والأفضل لديها عدد أقل من الخيارات.

يقول مصرفي يغطي قطاع التكنولوجيا، “لا يوجد سوى عدد محدود من المستثمرين يمكن للشركات أن تذهب إليهم وتتحدث معهم. عدد الناس الذين ليس لديهم تعامل مع أوبر الذين هم من ذوي الحجم الكبير و(يستثمرون في) الشركات الخاصة هو عدد متضائل”.

بالنسبة لبعض الشركات، فرصة جمع الأموال في طرح عام أولي لا تزال تبدو جذابة. “إيفرنوت”، تطبيق الإنتاجية، لم يجمع المال من المستثمرين الخاصين لمدة سنتين، وعلى الرغم من أنه يولد أموالا الآن، إلا أن موارده محدودة.

الاكتتاب العام، كما يقول الرئيس التنفيذي كريس أونيل، قد يسمح بتوجيه الأموال نحو مشاريع جديدة. ويضيف، “أحب الاستثمار بمبلغ كبير جدا من المال في الصين”. لكن في الحالة الراهنة، “من الصعب لـ (مقترح الصين المحدد) التنافس مع الأشياء التي لها تأثير عالمي أوسع”.
الاقتصادية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى