هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
هذه المرة يأتي الإنجاز للأردن من طفلة اردنية …. نشمية صغيرة …. لتثبت تفوق طلاب وطالبات والشباب الاردني في كل المجالات، فقد أحرزت الطالبة الاردنية – ابنة التسعة أعوام – رؤى حمو المركز الثاني في مسابقة ” تحدّي القراءة العربي” التي اعلنت نتائجها يوم امس في امارة دبي بحضور حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ومثلت الطالبة الاردنية رؤى حمو – منمدرسة الأهلية للبنات – الأردن يوم أمس في في حفل تتويج ” بطل تحدي القراءة العربي 2016 ” الذي خاض غمار المنافسة فيه 18 طالبا عربيا من 15 دولة عربية وهي: الإمارات العربية المتحدة، والجزائر، والبحرين، والسعودية، وقطر، الكويت، وعُمان، والأردن، وفلسطين، ولبنان، والمغرب، وموريتانيا، تونس والسودان، ومصر.
ويعتبر ” تحدي القراءة العربي” أول أولمبياد عربي للقراءة حيث استقطب في دورته الأولى أكثر من 3.5 مليون طالب وطالبة من 54 جنسية مقدما جوائز بقيمة 11 مليون درهم إماراتي.
وفاز في المركز الأول الطفل الجزائري محمد عبدالله فرج وبالمركز الثاني الطفلة الأردنية رؤى حمو وبالمركز الثالث البحرينية ولاء البقالي، وحصل فرج على جائزة المركز الأول والمقدر قيمتها 150 ألف دولار، فيما فازت مدرسة طلائع الأمل من فلسطين بجائزة المليون دولار عن فئة المدارس.
وقال محمد بن راشد إن “تحدي القراءة أبرز أفضل ما في أجيالنا العربية من إصرار وعزيمة وهمة عالية ولَم نتوج اليوم 18 فائزا بل 3.5 مليون في جيل عربي يبعث على التفاؤل”.
وأضاف أن “ذلك تم بتعاون 60 ألف مشرف من 54 جنسية في 21 دولة على مشروع معرفي واحد.. تحدي القراءة دليل بأننا كعرب نستطيع العمل معا لإنجاز الكثير”.
وقال إن “القراءة والمعرفة هي طريقنا الأسرع لاستئناف الحضارة في منطقتنا.. ومتفائلون بجيل مثقف منفتح متسامح قادر على نشر الأمل وبناء المستقبل”.
يذكر أن الدورة الأولى من مشروع تحدي القراءة العربي حققت نجاحاً مبهراً على مختلف المستويات، من حيث حجم المشاركة العربية التي تجاوزت 3.5 مليون طالب وطلبة من أكثر من 30 ألف مدرسة أتموا قراءة أكثر من 150 مليون كتاب.
وقبل مشاركتها في نهائيات المسابقة كانت الطالبة رؤى حمو قالت للإعلام : ” مدت في هذا التّحدّي إلى طرق أبواب مختلفة من الموضوعات، بما يحاكي عمري، فقرأت الكتب العلميّة، الّتي روت لي شغفي وجدّدته: ككتاب “الحرف اليدويّة في العالم العربي “، و”الزّلازل”، و”الظلل” ،و”الشّمس”، و”الفلوت”، و”الصّورة”، و”الشّاي”. وما يخصّ الأرض: ككتاب “الكون والأرض”، و”تضاريس الأرض ومعالمها”، و”انقراض المساكن الطّبيعيّة والكائنات الحيّة”، وكتب عن الحيوانات؛ فقرأت “صغار الحيوانات”، و”الضّفدع”، و”الشّعاب المرجانيّة”.
وأضافت رؤى: “كأيّ طفل في عمري، تلهّفت للقصص الخياليّة والأدبيّة؛ لما فيها من انفتاح فكري وثقافي على العالم الخارجيّ؛ فتطرّقت للأدب السّويديّ في قصص: “ميرابل”، و”لغز الزّعفران”، و”ليلى ترحل من البيت”، و”جنان ذات الجورب الطّويل”. وكذلك الأدب الإنجليزيّ في قصّة “مونفليت”، و”كنز البرج”. ولم أنس الأدب العربي الّذي يحاكي واقعنا ويمدّنا بثروات من الفكر والتّربية، فكانت “قبّعة رغدة”، و”الشلة”، و”العازفة الصّغيرة”، و”قرية النّمل”، و”رسالة طفلة فلسطينيّة”، و”أرجوحة أحمد العقّاد”، و”أحمد العقّاد”، و”أحمد العقّاد وآلة الزّمن”، و”أحمد العقّاد وسرّ المومياء”، و”زائر غير مرغوب فيه”، و”دردشة منتصف اللّيل”، و”عودة السّندباد”.
وبينت رؤى بأنها تحب القصص الدينية أيضا لما تدخله من سكينة في قلوبنا، وتعمّق إيماننا، وتذكي شعلة الحقّ في نفوسنا؛ فقرأت كتاب “رحلة مع ثلاثين قصّة من القرآن الكريم” بأجزائه الثّلاثة، و”قصص الأنبياء”، و”الخلفاء الرّاشدون”، و”النّاقة والمسافر”. وأضافت أما عن السير الذاتية الّتي تطلعنا على شخصيّات مؤثّرة في المجتمع؛ فكان لها نصيب من قراءاتي، كقصّة “عبد الله بن الزّبير”، و”معاذ بن عمرو بن الجموح”، و”هيلين كيلر”، و”ليوناردو دافنشي”، و”خير الدّين الأسديّ “، و”سليمان البستانّ “، و”باخ “ الذي يعد من أعلام الموسيقى. ومن باب الترفيه عن النفس والترنم بالكلمات فقد قرأت رؤى “حديقة الأناشيد”.
واوضحت رؤى بأن تجربتها في قراءة تلك المجموعة من الكتب، كانت قيّمة وفريدة من نوعها؛ مبينة بأنها تحدت نفسها أولا وباقي المتسابقين ثانياً، وأنها قادت نفسها عبر دروب المعرفة والاكتشاف يحركها الفضول وتدفعها الرغبة بالوصول إلى الإنجاز من خلال إيمانها بأن لكل مجتهد نصيبا.
ويشكل “تحدي القراءة العربي” الذي يسعى إلى تعزيز قيم التسامح وبناء جيل عربي مثقف ومنفتح بعيد عن التطرف جزءا من استراتيجية متكاملة لغرس عادة القراءة في حياة الأجيال الجديدة واستكمالا لحملة “أمة تقرأ” التي أطلقتها دولة الإمارات خلال شهر رمضان الماضي بهدف توفير 5 ملايين كتاب للطلاب والمدارس المحتاجة حيث سيتم استخدام هذه الكتب في تجهيز 900 مكتبة جديدة في كافة أرجاء العالم العربي في المرحلة المقبلة.
واستطاع “تحدي القراءة العربي” أن يترجم أهدافا عدة لعل أهمها تشجيع العمل العربي المشترك وهو ما تجلى من خلال حجم الاستجابة العربية الكبيرة لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومستوى الاهتمام والتفاعل الرسمي والشعبي معها الأمر الذي مثل نجاحا معرفيا وثقافيا كبيرا لدولة الإمارات حيث شاركت 30 ألف مدرسة تقريبا من 21 دولة حول العالم في الدورة الأولى وحرصت وزارات التربية والتعليم في هذه الدول على التعاون التام لدعم أهداف التحدي وتيسير إجراءاته كما أقبل أكثر من 60 ألف معلم شغوفين بالقراءة على المشاركة كمشرفين في “تحدي القراءة العربي” وأشرفوا بأمانة وتفان على المتسابقين وهم يقرأون ويلخصون الكتب في ما يقارب 14 مليون دفتر تلخيص خلال العام الماضي كما بلغ عدد المحكمين 48 محكما معتمدا يضاف إلى ذلك مشاركة أكثر من 200 متطوع في كل دولة يتعدى مجموعهم الـ 3000 متطوع أسهموا جميعا بإنجاح المشروع في مراحله الثلاث الأولى.
ومر مشروع “تحدي القراءة العربي” خلال الفترة من سبتمبر من العام الماضي 2015 وحتى مايو من العام الجاري بثلاث مراحل تصفية للمشاركين قبل بلوغ المرحلة الرابعة والأخيرة التي تستضيفها دبي حيث نفذت المرحلة الأولى على مستوى المدارس المشاركة من مختلف الأقطار العربية وتمت عملية التقييم من قبل محكمين من تلك المدارس ثم تم ترشيح أعلى ثلاثة مراكز على مستوى المراحل الصفية من كل مدرسة لخوض التحدي على مستوى المنطقة التعليمية أو المحافظة في تصفيات المرحلة الثانية التي خضعت بدورها للتقييم على يد محكمين معينين من قبل وزارات التربية والتعليم في كل دولة وبإشراف فريق عمل تحدي القراءة العربي وخلال هذه المرحلة تم ترشيح المراكز العشرة الأولى على مستوى كل منطقة أو محافظة أو مديرية.
وفي المرحلة الثالثة التي كانت على مستوى الدول العربية المشاركة تم تحديد المراكز العشرة الأولى في كل دولة ومن ثم ترشيح ممثل عن كل دولة للتنافس في المرحلة النهائية في الحفل الختامي في دبي.
ويعد “تحدي القراءة العربي” مشروعا عربيا برؤية عربية انطلق من دولة الإمارات بهدف تشجيع القراءة على مستوى العالم العربي بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام الدراسي بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز التشجيعية للمدارس والطلبة والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي.
وتتمحور رسالة المشروع حول إحداث نهضة في معدلات القراءة باللغة العربية وغرس المطالعة كعادة متأصلة في حياة طلبة المدارس في العالم العربي وفي مرحلة لاحقة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها.