هاشتاق عربي- فشلت تغييرات دورسي في إنعاش نمو أعداد المستخدمين، كما أن التوقعات حول إيرادات الإعلانات بدأت تترنح.
تعتبر منصة تويتر ساحة القرية المحمومة على الإنترنت، مشغولة مع المتحاورين الذين يشعرون بالمرارة حول مغادرة بريطانيا، والذين يعيشون في الغرب الأوسط الأمريكي يشاهدون بثا مباشرا لمباراة كرة القدم الأمريكية، ودونالد ترامب، أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية، الذي يقضي ساعات الهزيع الأخير من الليل مهاجما منافسته على المنصة.
على أن الشركة نفسها تبدو وحيدة ومستبعدة. بعد أسابيع من فحص المشترين المحتملين لمنصة التراسل – ابتداء من ألفابت، التي كانت تعرف سابقا بشركة جوجل، إلى أسماء كبيرة في وسائل الإعلام والاتصالات مثل شركات فوكس للقرن العشرين وفيرايزون – يبدو أن الاهتمام قد انهار، إن لم يكن قد تبخر.
بالأمس، أصبحت شركة Salesforce.com أحدث شركة تستبعد أن تتقدم بعرض للاستحواذ على تويتر، حيث إن رئيسها التنفيذي مارك بينيوف قال لصحيفة فاينانشيال تايمز: “في هذه الحالة ابتعدنا عن الموضوع. لم تكن الشركة مناسبة لنا”.
وقال شخصان مطلعان على عملية البيع إن شركة سيلزفورس هي صاحبة العرض الجاد الوحيدة التي بقيت في السباق بعد أن فتحت تويتر نفسها لعروض الاستحواذ. وقال شخص مقرب من الإدارة العليا لتويتر إن عملية البيع تعتبر ميتة تقريبا.
لقد باتت “تويتر” موطن الرسالة المكونة من 140 حرفا، تعاني بسبب التباطؤ في نمو أعداد المستخدمين بعد فترة وجيزة من تحوُّلها إلى شركة عامة في أواخر عام 2013، عندما تمكنت من أن تسجل قيمة بلغت 18 مليار دولار مقارنة بأقل من 13 مليار دولار اليوم.
لم تكسب منصة تويتر أبدا صافي أرباح، والخسائر تراجعت بنسبة أقل من 10 في المائة العام الماضي. تراجعت أسهمها بعد أن قدمت تقرير أرباحها الأخير في تموز (يوليو) الماضي، عندما حذرت من أن أعمال الإعلانات التجارية لديها قد تتوقف أو حتى تتراجع في الربع الثالث.
في العام الماضي، أدلى مجلس إدارة شركة تويتر بما يأمل أن يكون تغييرا كبيرا عن طريق إعادة المؤسس المشارك جاك دورسي ليشغل منصب الرئيس التنفيذي خلفا لديك كوستولو.
بعد مرور سنة، فإن التعديلات التي أدخلها دورسي على صفقات شراكة المنتجات ووسائل الإعلام، التي تمت تحت إشراف أنتوني نوتو، كبير الإداريين الماليين، لم تعمل على إنعاش نمو أعداد المستخدمين – كما أن التوقعات لإيرادات الإعلانات بدأت تترنح.
ما مستقبل شركة تويتر، إذا ما أجبر الطائر الصغير على الطيران وحده؟ وهل هناك أي أسراب أخرى يمكن أن ينضم إليها؟ فيما يلي النتائج المحتملة:
شركة تويتر تفشل في جذب المشترين
الخيار الأكثر احتمالا في الوقت الراهن. المستثمرون كانوا يأملون في الماضي أن تكون شركة تويتر هي شركة فيسبوك المقبلة، ولكن في الوقت الذي قامت فيه شركة فيسبوك بتنمية قاعدة المستخدمين لتصل إلى 1.7 مليار مستخدم نشط شهريا، تقبع شركة تويتر بما لديها من 313 مليون مستخدم فقط يقومون بتسجيل الدخول إلى الموقع كل يوم.
إذا كانت ستسير في هذا الطريق وحدها، تحتاج شركة تويتر إلى قبول حقيقة أنها منصة أصغر وأن تخفض التكاليف، كما يجادل روبرت بيك، المحلل في شركة سون تراست روبنسون همفريز.
وقال “تعتبر شركة تويتر أحد الأصول الكبيرة، وهي مُلكية مذهلة. الشيء الوحيد الذي تغير هنا هو أنها ليست في سبيلها للوصول إلى مليار مستخدم أو حتى 500 مليون. ستصل إلى 300 مليون إلى 350 مليون مستخدم، لذلك سيطالب المساهمون بأن تُبقي هيكل التكاليف ضمن الحدود”.
يقدر بيك أن تويتر يمكن أن تخفض القوة العاملة لديها بنسبة 10 في المائة، من خلال تسريح الكثير من الأشخاص من المبيعات والتسويق، حيث أنفقت الشركة 39 في المائة من إيراداتها في الربع الأخير – وهي نسبة أعلى بكثير من شركة فيسبوك، التي أنفقت 14 في المائة من الإيرادات.
يعترف بيك بأنه من الصعب خفض الأجور أو إحداث مزيد من زعزعة الروح المعنوية من خلال التسريحات في سوق المواهب التنافسية مثل صناعة التكنولوجيا في الساحل الغربي.
وقال “تخيل لو كنت مهندسا على أرفع مستوى، أمامك مجال واسع للاختيار بين سناب شات ما قبل الاكتتاب العام (الطرح العام الأولي)، أو أي من شركات فيسبوك أو جوجل أو أوبر، أو يمكنك العمل في عكس مسار الشركة الأخرق في تويتر”.
تستطيع تويتر أيضا أن تتقلص عن طريق التخلي عن المشاريع التي لا تعتبر أساسية بالنسبة إلى منصة الرسائل الرئيسة، ابتداء من بيع الشركات التي اشترتها في صفقات سابقة مثل MoPub، منصة الإعلانات على الجوال التي دفعت مقابل الحصول عليها 350 مليون دولار في عام 2013، إلى Vine، تطبيق الفيديو لست ثوان التي استحوذت عليها في عام 2012.
ويمكن أيضا أن توقف الاستثمار في منصة تطوير البرامج التابعة لها Fabric. تويتر ألغت منذ الآن مؤتمر فلايت السنوي للمطورين لمصلحة مناسبات أصغر في هذه السنة.
حتى حين تتقلص الشركة، قد لا تتمكن تويتر من البقاء على قيد الحياة وحدها. ليس من المتوقع لأرباح الربع الثالث للشركة في نهاية الشهر أن تظهر الكثير من التقدم، ولكن من المتوقع أن يستفيد الربع الرابع من التعاملات بسبب الانتخابات الأمريكية والإيرادات من صفقتها من بث مباريات الرابطة الوطنية لكرة القدم.
“في الربع الرابع، سنبدأ حقا برؤية أن كل هذه الأحداث لها تأثير إيجابي على نمو عدد المستخدمين ومشاركتهم. وإذا لم يحدث ذلك، كما قال يوسف سكوالي، المحلل في كانتور فيتزجيرالد، ستكون هناك ردة فعل عنيفة هائلة ضد مجلس الإدارة والإدارة ليفعلا شيئا”.
مشتر آخر يظهر
مشترون آخرون لم يتم ذكرهم سابقا يمكن إغراؤهم للشراء، كما يقول مقربون من البنوك الاستثمارية العاملة مع شركة تويتر، الذين ينظرون إلى ما بعد وادي السليكون والدوائر الإعلامية في نيويورك إلى ما يمكن أن يكون مستحوذين غير متوقعين، مثل بعض الشركات في الصين.
وقد ناقش المحللون أيضا إمكانية محاولة من IBM أو حتى شركة مايكروسوفت، على الرغم من أنها قد استحوذت حديثا على موقع لينكدإن، الشبكة الاجتماعية المهنية، في حزيران (يونيو) الماضي.
عملية مرتبة للشراء التام بالرفع المالي
ربما يبحث دورسي عن بدائل للبيع المباشر للشركة التي شارك في تأسيسها قبل عشرة أعوام، والبحث بدلا من ذلك عن وسيلة للحصول على الدعم المالي لعملية مرتبة للشراء التام بالرفع المالي. ويزر يعتبر أن الفكرة “ليست مستبعدة”.
وقال “قد لا يكون لديه ما يكفي بمفرده، ولكن إذا كنت تحشد عددا قليلا من المستثمرين الأثرياء مثله وعدد قليل من مديري الأصول الكبار، أنا لا أعتقد أن الأمر مستحيل”. وقال سكوالي من كانتور فيتزجيرالد إنه يعرف واحدا على الأقل من الأفراد الأثرياء وشركة أسهم خاصة كانت تفكر في شركة تويتر.
مساهم ناشط يأخذ حصة
انقسم المحللون حول ما إذا كان من المرجح لمستثمر ناشط أن يستهدف شركة تويتر، لأنه من غير الواضح بالضبط ما يمكن أن يطلبه. إذا كانت الصفقة على وشك الإبرام، يمكن للمستثمر محاولة دفع المجلس للبيع. يمكن للناشط أيضا محاولة الإطاحة بدورسي، الذي بقي بشكل مثير للجدل في منصبه كرئيس تنفيذي لشركته الأخرى، شركة المدفوعات الناشئة سكوير. إلا أن الأمر استغرق من المجلس بضعة أشهر في العام الماضي ليستقر على دورسي كرئيس تنفيذي مفضل لديهم، وأنه ليس من الواضح من غيره ستكون لديه المهارات وخطة الانعطاف الجذري المناسبة لتولي شركة تويتر. وقال بيك “أنا لست متأكدا من أنه في مصلحة تويتر فتح هذا الأمر المليء بالمشاكل”.
الاقتصادية