هاشتاق عربي
*اسراء الردايدة
لأن التصوير الفوتوغرافي أداة اتصال وحوار، فإن فرصة إبراز مواقع مختلفة من مدينة عمان في يوم واحد وبثيمات مختلفة من خلال الصورة الأجمل والأفضل أصبحت متاحة من خلال فعالية عالمية؛ حيث يجتمع هواة ومحترفو التصوير ضمن “ماراثون التصوير” الذي ينطلق اليوم محليا بالتزامن مع سبع دول عالمية أخرى هي؛ بيروت، نابولي، باليرمو، الجزائر، مرسيليا وليوبليانا، عدا عن الأردن.
الفعالية التي تستمر يوما واحدا من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، تتيح للمشارك التوقف في أربع محطات تتوزع بين منطقتي جبل عمان واللويبدة؛ حيث إن لكل منطقة خاصية وعبر الصور يقدم المشاركون ما يرونه من خلال عدساتهم وينشرونه عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.
وأطلقت هذه الفعالية منظمة “Frame” غير الحكومية لأول مرة في العام 2013، متيحة المجال للاستفادة من الوسائل الإبداعية لحشد جموع كبيرة من الأشخاص في نشاط مختلف فني ثقافي عالمي، ينفذ فيه مشاريع توثيق جماعية، وهو ليس بالمفهوم الجديد، لكن له شروطا مختلفة لاستشكاف المدينة عبر ثيمات تحدد يوم المسابقة، لأن الصور الفنية ذات قوة وتحفيز.
وتقام المسابقة في اليوم والتوقيت نفسه في الدول المشاركة، وهو ما يعد تعاونا يتخطى الخطوط بحيث يتيح للمشاركين تقديم أعمالهم بعد انتهاء المسابقة لتتنافس على مستوى أكبر في كل مجال، وكأنهم يتبادلون وجهات النظر في حوار ثقافي بصري، وفي الوقت نفسه تتيح المجال للمشاركين الانخراط في المجتمع الملحي والتعرف عليه من زاوية مختلفة، ما يبني وينشئ صداقات.
ويقوم مبدأ “ماراثون التصوير”، على التقاط صور من خلال منح المشاركين ثيمتين رئيستين ينطوي تحت كل منهما مواضيع مختلفة للعمل عليها، وعليهم التوقف في محطات موزعة لتسليم الصور قبل الانطلاق للموضع التالي، وتحمل في ملفات خاصة معرفة بهم ما يعني أنهم سينتقلون في أرجاء مختلفة ويكتشفون مدينتهم، عبر إعادة النظر في المحيط لمراقبة الأنشطة، وهي صور تقدم أوجها للتشابه والاختلاف بين المدن المشاركة عبر الصور في مدن البحر الأبيض المتوسط والعالم.
وينطلق المشاركون عند العاشرة صباحا من موقع “جوردان بايونيرز” في جبل عمان للعمل على 3 مواضيع من الثيمتين الأساسيتين ليعود بعدها الى محطة أخرى هي ديوان الدوق وسط البلد عند الساعة 2 عصرا لتسليم الصور الأربع واستلام أربعة مواضيع أخرى؛ حيث يتوقفون مجددا عند الساعة 6 في “فن وشاي” في جبل اللويبدة، ليتلقطوا أفكارا جديدة للعمل عليها قبل توجههم لآخر محطة؛ حيث يعودون لنقطة الانطلاق عند الساعة 10 مساء.
واللافت في الأمر أن جميع المصورين المشاركين حول العالم سيعملون بالإطار الزمني نفسه بمواضيع سرية، وشروط المسابقة بسيطة؛ حيث يمكن استخدام كاميرا رقمية أو الهاتف الذكي ذي الجودة العالية لالتقاط الصور، مع إحضار كل المعدات اللازمة لنقل الصور وتخزينها بين بطاقات الذاكرة وما يحتاجه، وتسجل معلومات المشاركين في دفتر خاص يحتوي على تفاصيل عن كل صورة من 12 التي يتوجب التقاطها لكل المواضيع على تؤخذ كلها بالجهاز نفسه.
ويسمح للمصورين المشاركين استخدام الفلاش والفلاتر والترايبود، على أن تكون الصيغة هي jpg وليس ملف raw، ولا يسمح أبدا بتعديل الصور أو استخدام برامج تعديل وحتى استخدام صور لم تلتقط في اليوم نفسه للمسابقة، كما لا يمكن للمشاركين أن يعدلوا أي ملف، والأهم من كل هذه أخذ إذن الأشخاص الذين تلتقط صورهم والانتباه خلال هذه العملية خاصة في حال التقاط أي صورة في مكان غير عام، ما يتوجب طلب إذن المسؤول عنه.
وينظم الفعالية “جودران بايونيرز” بالتعاون مع “Frame” وشركاء محليين هم دارة التصوير وفن وشاي وديوان الدوق ومؤسسات دولية تنتشر في الدول المشاركة، فيما لجنة التحكيم تضم كلا من ليندا خوري وزهراب وباتريك باز وايان تشامبرز وبرونو حاجية وفابيان بافيا وفرانشيسكو بلينا.
ويتم اختيار الصور للمشاركين بعد أن يكتمل ملفهم بـ12 صورة وليس صورا فردية، ويتم اختيار الأفضل منها بناء على قيمتها الوثائقية وتفسيرها للموضوع والانطباع الأهم عنها وقدرتها على جذب انتباه المشاهد، فضلا عن الإبداع المتوفر فيها، وهو عنصر حيوي كالتقاطها وتفردها، وجودتها الفنية والعناصر التي تتوفر فيها من حيث الإضاءة والعمق والقدرة على التعبير.
والجوائز الممنوحة للفائزين من قبل لجنة التحكيم، جائزة نقدية هي 150 دينارا، وورش عمل من اختيار الفائز مقدمة من دارة التصوير تشتمل على تقديم ورش للمبتدئين في التصوير الفوتوغرافي ليصلوا للاحتراف، وصفوف تدريبية وللمتقدمين، وهناك ورش عن الضوء الطبيعي للتصوير الى جانب تصوير الصحراء في التقط سحر وادي رم وشهادة من معرض دارة التصوير. بينما يقدم شركاء الدعم للفائزين في المركز الأول في المدن السبع فرصة لنشر صورهم في معارض عالمية ثقافية هي L’Oeil de la Photographie, Agenda Culturel, Il Gazzettino Vesuviano, and Cafe Babel، وعرضها في مرسيليا والجزائر وطباعتها بطريقة احترافية أيضا.
أما التصويت عبر الانترنت فيمنح الصور الفائزة للمشاركين من كل الدول التي يختار منها اثنان 300 دولار للمركز الأول و200 دولار للمركز الثاني.
وفي هذا النشاط، يجوب المصورون الشوارع والساحات العامة في هذه المدن لـ12 ساعة متواصلة، في لحظات معينة، ليكونوا مادة بصرية تكشف مدنهم، وتمنحهم خبرة وتجربة للجميع للتمتع والتعبير والإبداع.
* المصدر : صحيفة الغد الأردنية