اتصالات

خمسة أشياء أعجبتني في ” Eureka Tech Talk”

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

كل ما يتعلق بالأطفال والطفولة من براءة وشقاوة يحرك فينا دائما مشاعر الفرح والحب ويلامس القلوب،…. في لعبهم وتسليتهم وبحثهم عن العطف والحنان، ….ولكن هذه المشاعر تتطور وتزيد عمقا واتساعا عندما نرى اطفالا في محيطنا وحياتنا يتحدثون بلغة الكبار، يبحثون ويحاورون بعضهم البعض في علم ومعلومة، يعرضون افكارهم أمامنا محاولين التغلب على الخجل او الخوف، ليوصلوا إلينا ذلك العلم اوتلك المعلومة.

سعدت يوم أمس بحضور فعالية كانت مليئة بالبراءة والطفولة والمرح، مزدحمة بالكثير من المعلومات التي تندرج ضمن علوم يعتبرها كثيرون ” صعبة”، تخلّلها مصطلحات ومفاهيم علمية وتقنية متخصصة، …..فعالية كان أبطالها أطفال لم يتجاوز عمر أكبرهم العشرة سنوات، بحثوا وتسلحوا بالمعلومات ووقفوا بجرأة أمام جمهور من الكبار والشباب يعرضون معلوماتهم في مجالات متخصصة كالهندسة الميكانيكية، والطاقة المتجددة،… كانت فعالية ” إستثنائية”.

أتحدث عن فعالية ” Eureka Tech Talk- Juniors ” التي نظمتها أكاديمية يوريكا للتعليم التكنولوجي ي منصة زين للابداع “زينك” والتي قام خلالها مجموعة من طلبة برنامج المبتكر الصغير-Little Innovator (٦-١٠ سنوات ) التابع للاكاديمية بالتحدث عن مواضيع علمية متخصصة كالهندسة الميكانيكية ، الطاقة المتجددة، الطباعة ثلاثية الأبعاد و مواضيع تكنولوجية متنوعة، أمام جمهور كان جلهم من الكبار واولياء الأمور : أمهات واباء.

الفعالية التي أخذت شكل ” تيد كس” للأطفال – مخترعي ومهندسي المستقبل – هي الرابعة التي تنظمها ” يوريكا ” في فترة سنة، والاولى من نوعها لهذه الفئة العمرية ، وهي تهدف من تنظيم هذه الفعالية الى تشجيع الأطفال والطلاب للبحث عن المعلومة، والإقدام على عرض المعلومات أمام جمهور ليكسروا حواجز الخوف والخجل ويصبحوا قادرين على النقاش والحديث بجرأة، وتعلّم مهارات نقل وعرض المعلومات والمفاهيم بطريقة مبسّطة للاخرين.

و”يوريكا” هي اكاديمية تكنولوجية مختصة بالتعليم التكنولوجي و الهندسة للأطفال، وهي أول اكاديمية في الاردن والوطن العربي تعمل على تطوير قدرات الاطفال في مجال الهندسة والابداع، ليتمكنوا من تحويل افكارهم الى منتجات و اختراعات مفيدة.

في فعالية الأمس – وبعيدا عن الخوض في المعلومات والمفاهيم التي عرضها مخترعو المستقبل، لفت انتباهي، وأعجبتني، خمسة أمور وأشياء ، اعتقد بانها جديرة بالإحترام والتقدير.

لفت انتباهي اولا: بان الفعالية تميزت بالأجواء العائلية ، اهالي قدموا لمشاهدة ابناءهم ولتشجيعهم على نشاط لامنهجي بعيد عن اجواء الدراسة التقليدية، امهات واباء يريدون ان يصنعوا جيلا منتجا، وهذا امر يستحق الاحترام والتقدير للأهالي الذين أدخلوا أبناءهم هذا المحيط العلمي المتخصص.

واما الامر الثاني الذي اعجبني في مجتمع ” يوريكا” والفعالية هو تشجيع الاطفال لبعضهم البعض، الاكبر سنا يشجع الاصغر سنا، وحتى الصغار المتحاورين او العارضين للمعلومات يشجعون بعضهم بعضا، وكل يكمّل دورالاخر في الحديث والبناء على المعلومة، هذه الروح نحتاجها بين اطفالنا على الدوام.

وكان “النظام والتنظيم” حاضرا في الفعالية ، وهو الأمر الثالث الذي يستحق الإحترام ويلفت الانتباه ، نظام وترتيب بين المدريبن المشرفين على الصغار، والاطفال من مستويات مختلفة، يشرفون على الحفل والفعالية يديرونها ببساطة واتقان.

ولم تقتصر عروض الاطفال للمعلومات والمصطلحات والمفاهيم على ” الكلام والحديث فقط” فقد أعجبني تطويع الأجهزة البسيطة والنماذج والرسومات للشرح والتبسيط للجمهورحتى تصل المعلومة، وهذا يعلّم الاطفال ويعلمنا اهمية التجريب واستخدام كل حواسنا لفهم المعلومة.

وأما الأمر الخامس – الذي اعجبني ولفت انتباهي – فهو كلمات المؤسسة والمديرة التنفيذية لأكاديمية “يوريكا” المهندسة أفنان علي التي تحدثت في نهاية الفعالية، وقالت بان التغيير يبدأ من الاهل عندما يقتعنون ويتبنون موضوع تعليم الاطفال الهندسة والتقنية والريادة حتى نؤهل جيلا مخترعا ومنتجا، واشارتها الى الدور الذي يمكن ان يقوم به اولياء الامور لاسيما الام في تشجيع الطفل وتأهيله للانتاج والاختراع، مسترشدة بسيرة حياة المخترع الكبير اديسون الذي واجه صعوبات في طفولته ودراسته، ولم يجد مساندا له في ذلك الوقت غير امه، حتى انه قال يوما : ” أمي هي التي صنعتني, لأنها كانت تحترمني، و تثق بي ، أشعرتني أني أهم شخص في الوجود, فأصبح وجودي ضروريا من أجلها ، وعاهدت نفسي أن لا أخذلها كما لم تخذلني قط !!”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى