هاشتاق عربي
تمثل الطالبة رؤى حمو الأردن، في تتويج “بطل تحدي القراءة العربي 2016” بإمارة دبي الأسبوع المقبل، وذلك في حفل ضخم تقام فعالياته يوم الاثنين المقبل 24 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، وسيكون بمثابة أول أولمبياد عربي للقراءة، بجوائز تبلغ قيمتها 11 مليون درهم إماراتي (حوالي ثلاثة ملايين دولار أميركي).
وينافس 18 طالبا عربيا على لقب “بطل تحدي القراءة العربي”، من 15 دولة عربية وهي: الإمارات العربية المتحدة، والجزائر، والبحرين، والسعودية، وقطر، الكويت، وعُمان، والأردن، وفلسطين، ولبنان، والمغرب، وموريتانيا، تونس والسودان، ومصر.
وحول مشاركتها في المنافسات النهائية، تقول رؤى حمو الطالبة من مدرسة الأهلية للبنات وهي بالصف الثالث الابتدائي ولم تتجاوز ربيعها التاسع: “عمدت في هذا التّحدّي إلى طرق أبواب مختلفة من الموضوعات، بما يحاكي عمري، فقرأت الكتب العلميّة، الّتي روت لي شغفي وجدّدته: ككتاب “الحرف اليدويّة في العالم العربي “، و”الزّلازل”، و”الظلل” ،و”الشّمس”، و”الفلوت”، و”الصّورة”، و”الشّاي”. وما يخصّ الأرض: ككتاب “الكون والأرض”، و”تضاريس الأرض ومعالمها”، و”انقراض المساكن الطّبيعيّة والكائنات الحيّة”، وكتب عن الحيوانات؛ فقرأت “صغار الحيوانات”، و”الضّفدع”، و”الشّعاب المرجانيّة”.
وأضافت رؤى: “كأيّ طفل في عمري، تلهّفت للقصص الخياليّة والأدبيّة؛ لما فيها من انفتاح فكري وثقافي على العالم الخارجيّ؛ فتطرّقت للأدب السّويديّ في قصص: “ميرابل”، و”لغز الزّعفران”، و”ليلى ترحل من البيت”، و”جنان ذات الجورب الطّويل”. وكذلك الأدب الإنجليزيّ في قصّة “مونفليت”، و”كنز البرج”. ولم أنس الأدب العربي الّذي يحاكي واقعنا ويمدّنا بثروات من الفكر والتّربية، فكانت “قبّعة رغدة”، و”الشلة”، و”العازفة الصّغيرة”، و”قرية النّمل”، و”رسالة طفلة فلسطينيّة”، و”أرجوحة أحمد العقّاد”، و”أحمد العقّاد”، و”أحمد العقّاد وآلة الزّمن”، و”أحمد العقّاد وسرّ المومياء”، و”زائر غير مرغوب فيه”، و”دردشة منتصف اللّيل”، و”عودة السّندباد”.
وبينت رؤى بأنها تحب القصص الدينية أيضا لما تدخله من سكينة في قلوبنا، وتعمّق إيماننا، وتذكي شعلة الحقّ في نفوسنا؛ فقرأت كتاب “رحلة مع ثلاثين قصّة من القرآن الكريم” بأجزائه الثّلاثة، و”قصص الأنبياء”، و”الخلفاء الرّاشدون”، و”النّاقة والمسافر”. وأضافت أما عن السير الذاتية الّتي تطلعنا على شخصيّات مؤثّرة في المجتمع؛ فكان لها نصيب من قراءاتي، كقصّة “عبد الله بن الزّبير”، و”معاذ بن عمرو بن الجموح”، و”هيلين كيلر”، و”ليوناردو دافنشي”، و”خير الدّين الأسديّ “، و”سليمان البستانّ “، و”باخ “ الذي يعد من أعلام الموسيقى. ومن باب الترفيه عن النفس والترنم بالكلمات فقد قرأت رؤى “حديقة الأناشيد”.
واوضحت رؤى بأن تجربتها في قراءة تلك المجموعة من الكتب، كانت قيّمة وفريدة من نوعها؛ مبينة بأنها تحدت نفسها أولا وباقي المتسابقين ثانياً، وأنها قادت نفسها عبر دروب المعرفة والاكتشاف يحركها الفضول وتدفعها الرغبة بالوصول إلى الإنجاز من خلال إيمانها بأن لكل مجتهد نصيبا.
من جانبها أكدت الدكتورة سوزان الحلو، مشرفة تحدي القراءة التي زكت الطالبة رؤى وأشرفت على مسيرتها بأنه لا أحلى من مسابقة تحدّي القراءة العربّي، وهي تجمع أبناء هذا الوطن، وتشعل فيهم فتيل العشق الأوّل للكتاب، وتنفض الغبار عن صورة قديمة، لأمّة عظيمة، سبقت الدّنيا في العلوم والآداب، وقادت ركب الحضارة، وصدّرتها إلى كلّ البلاد. وأنها تكن كلّ الإكبار للجهود العظيمة الّتي قدّمها ويقدّمها الشّيخ محمّد بن راشد آل مكتوم في دعم مسيرة التّعلّم والتّغيير في عالمنا العربي.
وعن رؤى قالت الدكتورة الحلو: “أعرفها منذ الصّفّ الأوّل، مذ كانت تمنح الكتب احتفاء يفوق اللّعب، وتمنح المكتبة وقتها بلا أسباب. كانت في كلّ مرّة تتصدّر في مدرستنا الأهليّة للبنات قائمة القارئات، وقائمة المتحدّثات بالفصحى، وقائمة الباحثات عن المعرفة بثبات”.
وأضافت: “عرفت ماذا يحدث حين يجتمع الذّكاء بالمثابرة والإصرار. وكنت كلّما ناقشتها تأكّدت من أنّ وقت التّغيير ووقت النّهضة لم يفت بعد على هذه الأمّة، طالما لدينا مثل هؤلاء الصّغار. وعرفت كيف يمكن أن يوقد النّهار من كتاب، وكيف يصنع الانتصار”.
وأشار المنظمون إن الطلبة المرشحين هم مبدعون لم ينجزوا التحدي بقراءة 50 كتابا فحسب، بل وتفوقوا على ملايين الطلبة من مختلف المراحل الدراسية وأبدعوا بقراءة الكتب والمعارف. وأعرب المنظمون عن فخرهم بإنجاز هؤلاء الطلاب، ولكن في ذات الوقت، بكافة الطلبة الذين شاركوا في التحدي بغض النظر عن وصولهم للنهائيات من عدمه، فمشروع القراءة وبعيدا عن جانبه التنافسي يمثل رافدا حضاريا لتوسعة آفاق ومدارك جيل عربي بأكمله من خلال القراءة والاطلاع على المعارف والعلوم المختلفة.
وأكد المنظمون بأن الطالبة رؤى حّمو الأولى على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية والمتنافسة ضمن التصفيات النهائية تعد مفخرة لبلادها ومثالا يحتذى به في حب القراءة وشغف الاطلاع واكتساب المعارف، منوهين بأن رؤى ينتظرها مستقبل مشرق وأنها مثال مشرف للفتاة العربية القادرة على خوض غمار التحديات والتفوق والوصول إلى تحقيق الغايات والنجاحات.
المصدر : صحيفة الغد الأردنية