ريادة

المبتكرون الصغار يعرضون إختراعات علمية في “شومان”

هاشتاق عربي

* تغريد السعايدة

استطاعت مجموعة من الأطفال إظهار مهاراتها المتميزة من خلال إيجاد حلول عملية وعلمية للكثير من المشاكل اليومية التي تواجه المجتمع، كان ذلك عبر مختبر “المبتكرين الصغار” الذي أطلقته مؤسسة عبد الحميد شومان للعام 2015، بالتعاون مع منتدى العلماء الصغار.
وتقدم ما يقارب 163 طالبا وطالبة للمشاركة باستخدام اختبارات عالمية لقياس مهارات التفكير الناقد، إلى أن وصلت التصفيات إلى 22 طالبا وطالبة خرجوا بستة مشاريع علمية قابلة للتطبيق، وبإشراف ستة مشرفين من طلاب الجامعات.
ويعد مختبر التفكير الناقد برنامجا عالميا تمت ترجمته إلى العربية، ليتسنى لجميع الطلبة الراغبين بالمشاركة قراءة التفاصيل والتعرف على طبيعة المختبر، وهو طريقة عالمية مبتكرة تساعد الأطفال على الاستنباط والتقييم والقدرة على التفكير وكيفية تحليل السؤال، من خلال امتحان تحليلي مقسم على مستويات عدة، حسب الفئة العمرية.
وتبين المشرفة من دائرة التعليم والتعلم في مؤسسة شومان ندى الشريف، أنه تم عمل مقابلات للطلاب، ليتسنى للجنة المشرفة التعرف على شخصية الطفل وقدرته على الإبداع والتفكير، بالطريقة ذاتها التي يسعى إليها البرنامج.
وتم اختيار 22 طالبا مروا بمرحلة المختبر التي تنوعت بين تدريبات عملية وتطبيقات طوروا من خلالها مهاراتهم وقدرتهم على العمل الجماعي وقاموا باختيار مشاكل يواجهها المجتمع والخروج بحلول باستخدام الميكوركنترولر، ومبنية على المعرفة التي توصلوا إليها خلال المرحلة السابقة.
وأكدت الشريف أن القائمين في مؤسسة عبد الحميد شومان حرصوا على أن يكون هناك مساحة علمية وعملية للطلاب، لتساعدهم على تنمية تفكيرهم الناقد لديهم، وذلك من خلال مواجهة مواقف وأسئلة تحثهم على البحث عن حلول ومن ثم تقييم الحلول واختيار الأنسب منها، ومن خلال المراحل النهائية للمشروع، تم الطلب من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عاماً أن يقوموا باختراع وإنجاز مشروع باستخدام حقائب إلكترونية “ميكروكنترولر”.
وأشرف على المشاريع والدورات التي تم إعطاؤها للطلاب في المدارس، صاحب فكرة المشروع في الأردن الدكتور وليد ذيب، وهو مهندس من فلسطين، ساعد على نقل التجربة التي يقوم بها مع فريق متكامل في جامعة USLA، في أميركا، إلى مختبرات شومان في الأردن، لتكون الأولى من نوعها في مجال التفكير الناقد، والتي يمكن من خلالها تقييم الوضع العلمي والنقدي الفكري لدى الأطفال في الأردن، بالمقارنة مع الأطفال في مختلف دول العالم التي تقوم بالتجربة ذاتها.
المشاريع الستة التي تم عرضها في مؤسسة شومان، كانت تدل على تفكير عميق وتحليل دقيق وقدرة على التفاعل مع المشاكل اليومية وإيجاد الحلول لها من قبل الأطفال، على صغر سنهم، والتي أكد المشرفون عليها من طلبة الجامعات أن دورهم كان يقتصر على التحفيز والدعم في الأمور الإنشائية، بدون التدخل في الحلول التي يقوم بها الأطفال، وهي الطريقة التي يسعون من خلالها إلى ترك المجال للأطفال ليحلوا مشكلاتهم وينقاشوها ويضعوا لها الحلول العلمية.
وحرص الفريق المشرف على المختبر في مؤسسة شومان، على أن تكون هناك متابعة بين الأهل والمؤسسة، للتعرف على طبيعة التغيير الذي حدث للأطفال، سواء من الناحية العلمية أو السلوكية، ومدى تأثير مشاركتهم في المختبر على تحصيلهم الدراسي؛ حيث إن التنسيق تم بأن يكون العمل في المختبر في العطل الأسبوعية فقط والتوقف خلال فترة الامتحانات.
وحول آلية العمل في المختبر، أشارت الشريف إلى أنه تم تقسيم العمل على مراحل عدة، وهي ورشة التفكير الناقد، وورشة التجارب العلمية وورشة الكهرباء والإلكترونيات، وورشة تطبيقات عملية، وأخيراً مرحلة إنجاز المشاريع، والتي تكللت بنتائج مباشرة للمختبر أبرزها وجود ما يقارب 25 طالبا وطالبة يستخدمون مهارات التفكير الناقد في كل مناحي حياتهم، وما بين 6 و10 مشرفين قادرين على تشجيع وتحفيز الطلبة على استخدام التحليل واستنباط الحلول، وفي النهاية وجود مشاريع علمية مشتركة قائمة على أفكار مبتكرة لحلول قضايا مجتمعية.
وفي إحدى قاعات مؤسسة شومان، تسارع الطلبة إلى عرض مشاريعهم النهائية، والتي أظهرت ذكاء الأطفال، ووجود قدرات عقلية فذة لديهم، تحتاج فقط من يستفزها ويحفزها على الخروج إلى أرض الواقع.
ومن الأمثلة على ذلك مشروع “الخيمة الذكية”، والتي تعبر عن مدى تفاعل الأطفال مع القضايا التي تمس المجتمع الأردني وفيها حس إنساني، خاصة مع توافد اللاجئين بأعداد كبيرة إلى الأردن وبحاجة إلى مبالغ كبيرة لسد احتياجاتهم.
ومن هنا، جاءت فكرة الخيمة الذكية التي قالت إحدى المشاركات في إنجازها جود الكايد، إنها تعمل على أنظمة الطاقة البديلة مثل الرياح والطاقة الشمسية، ويمكن استغلالها في المناطق الصحراوية التي يوجد فيها عدد كبير من الخيم للاجئين. وتبين جود أن الفكرة جاءت من خلال متابعتها وزملائها في الفريق للأخبار التي تبين مدى تأثر الأطفال بالأجواء الحارة والباردة في الصحراء.
وتتمنى جود وفارس وصلاح الدين، أن يكون هناك رعاية لهم وأن يطبق مشروعهم على أرض الواقع، وتكون لهم براءة الاختراع في ذلك، وهي الفكرة التي أثنى عليها مشرف الفريق إبراهيم العمايرة، مؤكداً أن دوره فيها كان يقتصر على الإشراف، ولكن بدون التدخل في عملهم المباشر، وهي الفكرة التي يدعو لها المشروع.
ومن الاختراعات الأخرى التي قدمها فريق أحمد وبشار وراشد وعمرو؛ “مطفأة الحريق الإلكترونية”، والتي تساعد على الإحساس المبكر للحريق في المباني، وتقوم بإطفائه بشكل ذاتي وبسرعة قبل أن ينتشر على مساحات واسعة ويسبب أضرارا مادية وبشرية، وقد اعتمد التصميم على استخدام المجسات الليزرية عالية التحسس والبرمجة التي تعمل على إعطاء الروبوت الأوامر، وأشرف على الفريق كل من أسامة الصفدي وماهر فاخوري.
المشروع الآخر كان عبارة عن فكرة مبتكرة تحت شعار “هيا نرعى البيئة”، والتي تسهم في رعاية النباتات آلياً، باستخدام مجسات استشعار الحرارة والرطوبة وري النباتات ذاتياً، والحد من حدوث الصقيع، أو رعاية النباتات بغياب السكان عن المنزل على سبيل المثال في حالات السفر.
وقام بعمل هذا الاختراع، حلا وسينثيا وعبدالرحمن وليث، وأشرف على الفريق كذلك أسامة الصفدي وماهر خوري.
ومن خلال مشكلتهم اليومية في رفع الأشياء الثقيلة التي يمكن أن تصادفهم، ومنها قارورة المياه، قام فريق عامر وفاروق وعبد الكريم، باختراع روبوت قارورة المياه، يعمل بآلية معينة على رفع القارورة عن الأرض وتركيبها في مكانها المخصص، والتي يمكن أن يطوروها فيما بعد إلى رفع أشياء أكثر ثقلاً بحيث تكون عملية أكثر، وكان المشرفان على المشروع في هذا الاختراع؛ براء الكيلاني وحلا حماد.
ومن فكرة تنظيف الشبابيك اليومية لربات المنازل، خرج فريق حنان ورناد وزيد ومحمد بفكرة “الشباك ذاتي التنظيف”، والتي يمكن تطبيقها في البنايات الكبيرة التي تحوي مساحات شاسعة من الزجاج، والتي يمكن أن تخفض كلفة تنظيف تلك العمارات، والمحافظة على الأرواح للعمال الذين يعملون على تنظيفها، وتم تصميم الاختراع بطريقة علمية دقيقة يمكن تطويرها فيما بعد لتكون أكثر من آلة تنظيف شبابيك، وأشرف على المشروع إبراهيم العمايرة ولمى أبو سالم.
أما الاختراع الأخير فكان عبارة عن “جهاز النقش الآلي”، الذي يسهم في توفير أجهزة تساعد المصممين على تطبيق تصاميمهم على الخشب بكلفة أقل، ويقوم الجهاز من خلال تقنية معينة تم تطبيقها في هذا الاختراع بالحصول على نقش 2D، بدقة، وقام بعمل الاختراع كل من حلا وخالد وسارة ومجد، وبإشراف حلا حماد وبراء الكيلاني.
وسيعمل قسم التعليم والتعلم في مؤسسة شومان على متابعة الطلبة وتوفير المساحة والوقت لهم لمتابعة اختراعاتهم والخروج بأفكار جديدة تسهم في استمرارهم بالتفكير في النهج ذاته، مع الإشارة إلى أن مؤسسة شومان ستقوم بإعادة الفكرة ذاتها في محافظة الكرك خلال الفترة القليلة المقبلة، في مساهمة منها لإشراك الأطفال في جميع المحافظات في اتباع أسلوب التفكير الناقد في حياتهم وإخراج أفضل ما لديهم.

* المصدر: صحيفة الغد الاردنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى