خاصمقالات

سامسونج تطلق رصاصة الرحمة على “جلاكسي نوت 7”

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

قبل نحو شهرين كانت شركة ” سامسونج” العالمية تحتفل باطلاق هاتفها الذكي الجديد ” الجالاكسي نوت 7″ لتسبق به منافسيها من الشركات المصنعة للهواتف الذكية حول العالم وخصوصا شركات “ابل” و “جوجل”.

نجحت الشركة الكورية في تقديم منتجها الجديد بمزايا وإضافات كانت تأمل ان تستقطب إهتمام الناس، وتصدرت أخبار ” الجلاكسي نوت 7″ عناوين الاخبار في القطاع لفترة اسابيع قليلة، لينقلب بعدها الإحتفال الى أزمة حقيقية، عندما تعرض الجهاز لضربات قاسية نتيجة عيوب ظهرت لاحقا في بطاريته وكانت تؤدي الى انفجارات في الاجهزة ما اضطر الشركة لرصد حالات الانفجار في مختلف اسواق الاتصالات حول العالم، ومحاولة سحب المنتجات المتضررة واستبدالها ما تسبب في اكبر الخسارات التي شهدتها الشركة المسيطرة على حصة الربع من سوق الهواتف الذكية العالمية.

كانت سامسونج تسعى من وراء اطلاق منتجها الجديد الى استقطاب اكبر عدد من المستخدمين لتحافظ على مركزها الاول في مبيعات سوق ” السمارت فونز ” العالمية، ….

تتابعت الصدمات والانفجارات في اجهزة ” الجلاكسي نوت 7 ” في اسواق مختلفة حول العالم والجميع يتابع تطورات الأحداث بحالة من الذهول، ما دفع الشركة لاجراء اكبر عملية سحب واستبدال في صناعة الهواتف الذكية، في محاولة من ” سامسونج ” للتعديل والمعالجة،…..

بيد ان الازمة بدات بالتفاقم أكثر وخصوصا بعد ظهور عيوب جديدة حتى في الاجهزة المستبدلة.

حاولت الشركة الكورية معالجة الامر جزئيا، بسحب ماجرى بيعه من اجهزة ” الجالاكسي نوت 7″ في مختلف اسواق الاتصالات حول العالم، واجراء عمليات استبدال للاجهزة ، الى جانب التوقف جزئيا عن الانتاج،……

حاولت “سامسونج” حلّ أزمتها وإنعاش هاتفها الجديد ، الّا أنّ جميع محاولاتها باءت بالفشل، لتقرّر قبل اسبوع التوقف كليا ونهائيا عن انتاج ” الجالاكسي نوت 7 “، لتطلق الشركة العالمية رصاصة الرحمة على منتجها المريض ، …

هذا المنتج كبّد شركة ” سامسونج” اكبر خسارة في تاريخها باكثر من 17 مليار دولار بسبب عمليات التصنيع وسحب المنتجات ومعالجة شكاوى المستخدمين حول العالم…….

وهي لم تكتف بالاعلان عن التوقف كليا عن انتاج الجهاز ، لا بل عززت الشركة هذا الاعلان بان اكدت قبل ايام بشكل قاطع عدم وجود نية لديها بإطلاق أجهزة الجالاكسي نوت 7 مرة أخرى أو إعادة تصنيعها، حيث سيتم تدمير الأجهزة المسترجعة بشكل كامل.

وبذلك أسدلت ” سامسونج” – بهذه الاعلانات الحاسمة – الستار عن اكبر ازمة تتعرض لها في تاريخها، لتنهي بذلك قصة فشل سيضل يتذكرها مستخدمو الهواتف الذكية والشركات العاملة في هذا المضمار، وهي ستتعرّض لضغط شديد المرحلة المقبلة للخروج من الاثار السلبية التي اتى بها هذا المنتج على سمعتها، فـ ” سامسونج” ستسعى بكل ما تبقى لديها من قوة للمحافظة على موقعها في سوق الهواتف الذكية العالمية.

وسط معاناة وتتابع أزمات شركة “سامسونج ” ستكون الفرصة كبيرة امام شركتي: “ابل” مع هواتفها الجديدة “الايفون 7″ و” جوجل” التي اطلقت مؤخرا هواتفها الذكية ” البيكسل” للاستحواذ على اهتمام مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم، وتسويق هواتفها الجديدة مستفيدة بشكل غير مباشر من مأساة “سامسونج” التي لم تكن تتوقع قبل شهرين ان تسحب منتجها الجديد بهذه الطريقة وتخسر المليارات، …… لقد كان من المفترض ان يجلب هذا المنتج مئات الملايين الميزانية الشركة .

وتشهد سوق الهواتف الذكية العالمية منافسة شديدة بين عدد من الأسماء التجارية الكبيرة، في وقت يتزايد فيه اعتماد الناس وإقبالهم على استخدام هذه الهواتف التي توفر خواص الاتصال بالإنترنت بشكل متنقل، وإتاحة تطبيقات تحاكي مختلف مجالات الحياة اليومية للمستخدمين، يتزامن ذلك مع الانتشار الكبير لشبكات الإنترنت عريض النطاق من الجيلين الثالث والرابع، وهي الشبكات التي تدعم وتتيح خدمات الإنترنت المتنقل، وخصوصا عبر أجهزة الهواتف الذكية.

يشار الى ان شركة سامسونج العالمية احتلت المرتبة الأولى عالميا في مبيعات الهواتف الذكية في العام 2015 عندما شحنت وباعت اكثر من 320 مليون جهاز مستحوذة على حصة تصل إلى 23 % من اجمالي مبيعات السوق العالمية.

وجاءت شركة ” ابل” العالمية جاءت في المرتبة الثانية العام الماضي بمبيعات بلغت حوالي 226 مليون جهاز وبحصة تصل إلى 16 % من مبيعات السوق العالمية.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى