ريادة

خير: “التنمية الثقافية” يسعى لتطوير الممارسات الفردية باتجاه قيم إيجابية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- قال الزميل سامر خير، إن مشروعه الفائز بجائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع في دورتها الثامنة، والتي شاركت فيها 13 دولة من الوطن العربي بـ”83″، مشروعا في حقول الادب والفنون، والعلوم، والمدينة العربية، هو بعنوان “التنمية الثقافية للأطفال في مدينة عمّان”، انطلق في مطلع العام 2010، وظل مستمراً خلال سبع سنوات تالية حتى العام الحالي.
وأضاف خير لـ”الغد” أن المشروع يقوم على توظيف المنتجات الثقافية، مثل الكتاب، المسرح، الموسيقى، اللوحة الفنية، الصورة الفوتوغرافية، الأشغال اليدوية، من خلال ورشات عمل للأطفال هدفها نشر وتعزيز تلك القيم، بلغ عددها نحو 400 ورشة عمل، نُفّذت في الحدائق والمرافق الثقافية التابعة للأمانة، فضلاً عن التعاون مع مراكز ثقافية أخرى في المدينة تتبع القطاع الأهلي.
وأوضح خير أن المشروع ابتكر شخصيتين باسم “أنس وحنين”، اللتين تمثلان طفلاً وطفلة من عمّان، جرى استخدامهما في إيصال الرسائل المتعلقة بالقيم السلوكية. وتنوعت مضامين المشروع والأدوات التي يستخدمها وطريقة توظيفه لهاتين الشخصيتين، حتى استفاد من ورشاته نحو 12 ألف طفل، ويشارك في كل ورشة تدريبية منه عدد محدود من الأطفال حتى يمكن للمدرب إفادتهم ومحاورتهم، ويمكنهم هم أن يتفاعلوا مع موضوع التدريب ويشاركوا فيه.
ركز المشروع، بحسب خير، على توجيه جهود العمل الثقافي مع الأطفال إلى الثقافة التواصلية والتفاعلية، بدلاً من التلقينية، من خلال إشراك الأطفال في ورشات وبرامج عمل، يشاركون فيها الرأي والابتكار والنقاش، مشيرا إلى أن المنهج المتبع في هذه المشروع هو “الوصول إلى الأطفال المستفيدين في مناطق سكناهم ودراستهم، عبر تنفيذ ورشات العمل في الحدائق والمرافق الثقافية الموزعة في مختلف أحياء المدينة، ليشارك فيها طلبة وطالبات المدارس الموجودة في كل حي، حكومية كانت أم خاصة، بالتعاون مع إدارات تلك المدارس ومديريات التربية والتعليم المختلفة”.
وأشار خير إلى أنه نتج عن ذلك تحويل الحدائق والمرافق والمكتبات إلى ما يشبه “المراكز الثقافية الصغيرة المنتشرة في مختلف مناطق المدينة، وبنى جسوراً للثقة بين أهالي الأطفال في الحي والقائمين على كل منها، وأقام صلة تفاعلية بين الطرفين، ما يسّر مشاركة الأطفال في مختلف البرامج والورشات حتى في أوقات العطل المدرسية. وقدّم هذا العمل نموذجاً مثالياً في نقل العمل الثقافي إلى جميع مناطق المدينة من خلال البرامج التفاعلية مع المجتمع”.
وقال خير إن الفئة العمرية التي يستهدفها المشروع هي من عمر “10 إلى 16″، ففي هذا العمر يتعلم الطفل المعاني والقيمة والسلوك، يعنى مراحل تطوير الممارسات الفردية في المجتمع باتجاه قيم إيجابية “احترام القانون، احترام التنوع والاختلاف في المجتمع، حماية نظافة المدينة، تشجيع الإبداع، نبذ العنف، احترام النظام العام،.. الخ”، وذلك في إطارٍ من تدريبهم ثقافياً في حقول متنوعة مثل المسرح والتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي والفنون اليدوية والكتابة الإبداعية وغيرها.
وبين خير أن المشروع عمد إلى الاهتمام بجودة مضامين ورشات العمل التي يجري تدريب الأطفال فيها، ضماناً لإنجاز تطلعاته بالشكل الأفضل، وذلك بتنفيذها عبر شراكات واسعة مع المثقفين والفنانين المميزين، المؤمنين بأهداف هذا المشروع، كلٌ في مجال اختصاصه، حيث شارك معظمهم في العمل من باب التطوّع، وهذه بذاتها قيمة إيجابية رسّخها المشروع لمئات من الأشخاص الراغبين بالمساهمة في خدمة مجتمعهم.
خير، الذي حصل على العديد من الجوائز، رأى أن الفوز بجائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع، مع فريق عمل ضمّ زميلتين من مديرية الثقافة في أمانة عمّان، هما المهندسة قمر النابلسي والآنسة لاورا الحديد، على مشروع “التنمية الثقافية للأطفال في عمّان”، ضمن محور المدينة العربية ودورها في رعاية الطفولة، “يؤكد لي نجاعة الاستراتيجية المستحدثة للملف الثقافي في أمانة عمّان، التي مثّلت الملمح الأساسي لإدارتي الملف الثقافي في الأمانة خلال السنوات الثماني الماضية، بالشراكة مع جميع زملائي في مختلف الدوائر والمواقع والمراكز الثقافية التابعة للأمانة، الذين عملوا بإخلاص وتفانٍ في توجيه دفة العمل الثقافي نحو مهمة “التنمية” عوضاً عن مهمة الدعم المالي والتمويل التي كانت سائدة من قبل. هذه الجائزة العربية القيّمة التي حازها مشروع الأطفال، إضافة إلى جائزة اليونسكو التي حازها مشروع الكبار”.
ونوه خير إلى أن حصوله على هذه الجوائز تعني إنه من خلال إدراكه أن الوظيفة الثقافية الجوهرية للبلديات في العالم العربي، ومفادها توظيف المنتجات الثقافية لتنمية القيم السلوكية في المدينة باتجاه القيم المدنيّة من مثل احترام القانون واحترام الممتلكات العامة واحترام التعددية والتنوّع والاختلاف في المجتمع، وهي الوظيفة الثقافية التي حملناها إلى منظمة المدن العربية، فوافقت في العام 2016 على تأسيس منظمة جديدة تابعة لها اسمها “مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية”، مقرّها في عمّان وتشرفت باختياري رئيساً لها، ليجري تعميم مهمة “التنمية” في المدن العربية، باعتبارها الوظيفة الثقافية الحقيقية للبلديات.
ويذكر أن خير، وهو المدير التنفيذي للشؤون الثقافية في أمانة عمان الكبرى، صدرت له سبعة كتب، أبرزها: العرب ومستقبل الصين (بالعربية والصينية والإنجليزية)، العلمانيّة المؤمنة، الماضويّة، الحركة الطلابية الأردنية، وهو رئيس مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية، وكاتب في “الغد”.
حصل خير على ثلاثة جوائز منها، جائزتان على المستوى الشخصي، ككاتب ومؤلف، إحداهما دولية والأخرى أردنية/ عربية، هما: جائزة الصين للكتاب المتميز (2015)، وجائزة جامعة فيلادلفيا لأحسن كتاب (2014)، وجائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) للمدن التعلّمية في العام 2015، عن مشروع “عمّان مدينة تعلًمية” الذي نفذته مديرية الثقافة في أمانة عمّان الكبرى، التي يتولى مهمة “المدير التنفيذي للشؤون الثقافية” فيها، بالشراكة مع الملتقى التربوي العربي، وهو مؤسسة أهلية عربية مقرّها في عمّان، تديرها سيرين حليلة، وهو مشروع استهدف “التنمية الثقافية” للكبار في عمّان من خلال إتاحة فرص تبادل المعارف والخبرات بين أهالي المدينة.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى