خاصمسؤولية اجتماعية

رزان خلفة …… تعلمّ الأطفال غير المقتدرين ” الإنجليزية” وتعلّم الكبار روح التطوّع

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

جميعنا، بما نمتلك من مهارات وخبرات قادرون على الاندماج بالمجتمع والقيام باعمال يمكن ان تفيد الناس في كافة مجالات الحياة، كلنا قادرون على عمل ذلك، والامر ليس محصورا فقط بمن يمتلك المال، نسطيع كل يوم ان نقوم بعمل يفيد المجتمع ويساعد غير المقتدرين بعلمنا وخبراتنا، ولكن كل ما نحتاجه هو “روح” المسؤولية الاجتماعية، وحب التطوع وعمل الخير.

التعليم هو من حق الجميع، وقد تحرم منه شريحة ما من مجتمعنا لسبب أو لاخر : بسبب عدم المقدرة المادية، او بسبب عدم ملاءمة البيئة المحيطة بالاطفال للتعليم وعدم مقدرة هذه البيئة بأدواتها المتوافرة على تحفيزهم للتعليم والمواظبة عليه، …. وكل ذلك قد يقصي أطفالنا عن أهم مرحلة من مراحل حياتنا، قد يحرمهم من التعليم الرصين والممتع والمفيد لهم ولمستقبلهم، وقد يتعرضون لخطر التسرب من المدارس، وهي الامور التي قد تأتي باثار سلبية اجتماعية واقتصادية قد تلحق بالمجتمع من وراء هذه الظواهر.

ضمن هذه المفاهيم شاهدنا وقرأنا الشهور الماضية قصة الفتاة الأردنية، ” المس ” رزان خلفة، مدرسة اللغة الانجليزية، التي اخذت زمام المبادرة بنفسها، وتبرعت وحدها لتدريس مجموعة من الأطفال – من الأقل حظا – في منطقة سكنها في عمان خلال العطلة الصيفية، …. بدات تعلّمهم مادتي اللغة العربية واللغة الانجليزية مجانا ، وأخذت كذلك تحفزهم على التعلّم عبر تزويدهم بادوات القراءة والكتابة، وكل ذلك تطوعا وانطلاقا من حبها لتعليم اللغة الانجليزية من جهة، ولانها شعرت بحاجة هؤلاء الاطفال الى التعليم باسلوب شيّق تفاعلي من جهة اخرى.

كانت العشرينية رزان خلفة، تقوم بهذا العمل تطوعيا، تجلس على الرصيف مع الاطفال الذين يسكنون خيمة في نفس المنطقة التي تعيش فيها المعلمة الصغيرة في ” البنيات” في عمان ، …. تدرسهم في الهواء الطلق بشكل شبه يومي، حتى اذا غابت وقتا كان يسال عنها هؤلاء الاطفال، كانوا طرقون باب بيتها، يريدون الحصول على العلم والمتابعة لما انجزوا من الواجبات، وبعد اننشرت قصتها وبدون علمها على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، انتبه الجميع الى العمل الانساني التطوعي الراقي الذي تقوم به خلفةما القى عليها بمسؤولية كبيرة لتوسيع نطاق مبادرتها الفردية والاستمرار بها ، وهي تعمل اليوم على قدم وساق بالتعاون مع عدة جهات من القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية لتوسيع نطاق مبادرتها لتستمر في تعليم الأطفال غير المقتدرين،..

وتخطّط رزان خلفة اليوم بالتعاون مع جهات من القطاعين العام والخاص لاطلاق ما اطلقت عليه بـ “كرافان رزان” ليكون مكانا لتدريس الاطفال غير المقتدرين اوالمحرومين من التعليم، ولتتنقل بهذه المبادرة في عدة مناطق حتى تعم الفائدة، كما انها فتحت الباب امام متطوعين وشباب يمتلكون القدرة على تعليم الاطفال للمشاركة معها في مبادرتها الخيرة، فضلا عن افكار لتعميم التعليم الى فئات أخرى غير مقتدرة اولمتسمح لها ظروف الحياة بتعلم القراءة والكتابة.

وفي هذا الاطار كانت خلفة كتبت بداية الشهر الحالي على صفحتها الشخصية على الفيسبوك : بما انه التعليم حق للجميع وليس حكراً على فئه دون الاخرى وبما انه الصغير والكبير بحب يتعلم وعنده قابليه ليزيد من دافعيته بالتعلم انطلقت فكره كرفان رزان
كرفان رزان هي مبادرة تطوعيه بحته عملها خالص لوجه الله همنا الوحيد هو التعليم بأسلوب إبداعي مشوق بحبب وبحفز الطالب نفسه بإنه يتعلم
الوقت رح يكون بعد الدوام المدرسي (٤-٧)
حيكون موزع في مناطق في عمان وهالكرفان حيكون مجهز بكافه التجهيزات للتعليم.. من أدوات قرطاسية و ألواح تعليميه وانترنت و مقاعد للطلبه وغيرها من التجهيزات
مبدئيا رح يكون فيه طلاب من المراحل الابتدائية (اول-سادس)
المواد الي بدنا ندرسها (عربي-انجليزي-رياضيات-دين) وكل شخص من المتطوعين رح يشوف شو اكتر ماده بيبدع في تدريسها ليوصل المعلومه للطلاب ويرتب معنا وقت تطوعه عنا بالكرفان
حاليا شغالة بالإجراءات القانونيه للمبادره ادعولي بالتوفيق”.

ومساء يوم امس الثلاثاء كانت خلفة تتحدث بثقة وتفاؤل ضيفة على برنامج ” نشرة الخامسة”على فضائية “العربية” ، وقد تحدثت عن مبادراتها وبدايتها وكيف يمكن ان تسهم وغيرها من المباردات في حماية الاطفال من خطر التسرب من المدارس، عبر تقديم طريقة مختلفة تفاعلية محببة للتعليم.

وقالت خلفة لبرنامج “نشرة الخامسة ” : ” لقد تطوعت ان اعلم اطفالا فترة الصيف في منطقتي في عمان، اطفال يسكنون خيمة، كنت اراهم في الشارع وبدات ادرسهم اللغة العربية والانجليزية على الرصيف، …. الاولاد ملتحقون بمدرسة ولكنهم لا يفعلون شيئا في فترة الصيف وبعضهم يعاني من بيئة التدريس في منطقته، ولذا فكرت – بما انني احب تعليم الانجليزية ولحاجة هؤلاء الاطفال – ان ابادر بتدريسهم بطريقتي الخاصة حتى أسهم في تحسين واقعهم الدراسي واحبّبهم في التعلّم، ….”.

واضافت خلفة في حديثها للبرنامج : ” …. احسست اني بهذه الطريقة قد احمي هؤلاء الاطفال من خطر التسرب من المدرسة مستقبلا، وخصوصا ان من الاطفال الذين بادرت بتدريسهم كان بعضهم متأخر في دراسته،او غير مقبل بشغف على الدراسة”.

وقالت : ” ان لدينا في الاردن الكثير من المبادرات الشبابية التي تركز على محور تعليم الاطفال : تعليم الايتام، اللاجئين، وغيرها، ولست لوحدي في هذا المجال، ولكننا جميعا سنكمل بعضنا بعضا في طريق تعليم الاطفال التعليم الافضل”.

رزان خلفة مثال للفتاة الاردنية الجادة، صاحبة فكر نقي ومبادرة نبيلة، فكرة على بساطتها الا انها اثرت فينا جميعا كما اثرت في الاطفال، …رزان خلفة تعرّف عن نفسها اليوم بانها معلمة لللغة الانجليزية – أو كما يناديها الاطفال : ” مس رزان”، …. ولكنها دون ان تعلم كانت معلمة حتى للكبار ، علمتنا جميعا واعطتنا دروسا كبيرة في روح المسؤولية الاجتماعية للافراد، وفي روح التطوع والعمل الخيّر لصالح المجتمع دون انتظار مقابل او مردود المادي.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى