خاصمقالات

هل يمكن أن ندرّس أطفالنا يوماً ثلاثية “البرمجة” و”الريادة” و”الإعلام الإجتماعي” ؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

بعيدا عن الجدل الذي يدور اليوم في قطاع التعليم وفي بيوت الأردنيين حول “المناهج” – والذي أعتقد بان شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في تأجيجه وتوسيع نطاقه الى أبعد الحدود حتى دخلنا باب النقاش على مفاهيم دينية – أتساءل : متى يمكن ان نجد في مناهجنا شيئا أو أشياء حول مفاهيم جديدة اصبحت تؤثر كثيرا في حياتنا اليومية، وفي توجهات الشباب وطريقة تفكيرهم …وهي مفاهيم : “البرمجة” ،”الريادة ” و ” الإعلام الإجتماعي”.

لن أخوض في الجدل الكبير الحاصل في الأردن حول تجديد الكتب المدرسية – وهو التطوير الاول من نوعه لمناهجنا منذ عشرة اعوام – ولن اتناول تفاصيل هذا الجدل وأسبابه والموضوعات التي يدور حولها النقاش والإختلاف ، فأنا لست متخصصا في مضمار المناهج الدراسية، ولم اقرأ بعيني الموضوعات والمحتوى الذي تأجج النقاش والخلاف حولها.

ولكنني اتمنى يوما ان يجري نقاش حول امكانية ادخال محتوى او حتى مساقات متخصصة في مراحل التعليم الأساسي او الجامعي لمفاهيم ” البرمجة”، ” الريادة” و ” الإعلام الإجتماعي” وهي ثلاثة موضوعات اعتقد بانها اصبحت مؤثرة في حياة شبابنا ومجتمعاتنا، والتركيز أكثر ما يمكن على تقنية المعلومات بتوجهاتها الحديثة وهو القطاع الذي اصبح يشكل اقتصادات قائمةبحد ذاتها.

فلماذا لا يجري اليوم بحث امكانية صوغ منهاج متخصص لتدريس موضوعة ” البرمجة”، …. فعلم البرمجة هوالاساس اليوم لما يسمى باقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي الذي تتوجه له معظم دول العالم ، وهو العمود الذي استندت اليه افكار وشركات عالمية اصبحت توجه عالمنا واقتصادياته من أمثال : جوجل، فيسبوك، ابل، واتساب، أوبر، مايكروسوفت وغيرها الكثير الكثير.

لما الانتظار، ونحن ننغمس اكثر فاكثر في استهلاك التكنولوجيا التي يصنعها الغرب بعلم البرمجة؟، لماذا نغفل عن هذه الموضوعة ولدينا مواهب وعقول يمكنها التعلّم والابداع في هذا المجال الذي دخلت مخرجاته من خدمات وتطبيقات وتقنيات في كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا اليومية؟ ، …. لماذا نترك مجالا يمكن ان يؤسس مستقبلا لشركات وابتكارات ستنهض باقتصادنا وتغيره من حالة الاعتماد على الغير والاستهلاك الى الإعتماد على ذاتنا والإنتاج مع تميّز المملكة بمواردها البشرية وشبابها ؟.

الموضوعة الثانية – التي اعتقد باهمية تواجد محتوى يتناولها هي ” الإعلام الإجتماعي”،…. فلماذا لا ندخل محتوى توعوي ارشادي في المدارس اوالجامعات يتناول الاعلام الاجتماعي: محتوى حول شبكات التواصل الاجتماعي، انواعها، وكيفية استخدامها بالشكل الصحيح، وبالطريقة التي تطوّر مهارات الفرد والمجتمع، وذلك حتى نتجنب سلبيات استخدام هذه الشبكات وما جاءت به من انقسامات اجتماعية كبيرة في مجتمعاتنا من جهة ، ولكي نستفيد من ايجابياتها في تطوير مهارات الفرد وفتح الافاق امامه للعمل وتحسين حياته الاجتماعية والاقتصادية من جهة اخرى.

وبلغة الارقام يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي في الاردن 7 ملايين مستخدم ،اكثرهم يتواجد على الفيسبوك بتعداد 5 ملايين مستخدم، ونحن نشهد كل يوم اخبار واثار وتاثيرات لاستخدام هذه الشبكات التي اعتقد بانها اصبحت تستحق محتوى خاص في مناهجنا لارشاد وتوعية ابناءنا حول مخاطرها وكيفيات استغلالها بالشكل الامثل.

واخيرا سأتحدث عن اهمية وجود محتوى أو منهاج يتناول “ريادة الأعمال” ،…. فلم يعد يخفى على احد ما تعانيه المملكة من مشاكل كبيرة أفرزتها مشكلة البطالة التي تدور نسبتها منذ سنوات حول 14%، في وقت تعاني فيه السوق المحلية من مشكلة عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، يرافق ذلك تحديات اقتصادية نتيجة الظروف السياسية المحيطة وتراجع دور القطاع الخاص في التوظيف، وفي مواجهة ذلك كله بدأ الشباب يبحثون عن احلامهم بعيدا عن الوظيفة التقيلدية في القطاعين العام والخاص.

شهدنا منذ خمس سنوات حراكا رياديا لافتا في المملكة، مع تزايد اعداد الشباب المقبلين عل تاسيس مشاريع خاصة يحلمون بتحويلها الى مشاريع انتاجية وشركات كبرى بعيدا عن احلام الوظيفة التقليدية في القطاعين العام والخاص.

لقد أصبحت ريادة الاعمال وجهة لاعداد كبيرة من الشباب الاردني، والحقيقة ان هذا المفهوم هو اعمق واشمل من فكرة تاسيس مشروع تجاري … فهو ثقافة وطريقة حياة ولا يقتصرعلى قطاع دون اخر، ولذا اتمنى ايضا لو يكون هناك نظرة ومحتوى متخصص وتعليم لهذا المفهوم لاطفالنا وشبابنا حتى نشجعهم في المستقبل على سلوك الطريق الصحيح في مجال تاسيس الاعمال.

كل ماطرحت هي مجرد اقتراحات لموضوعات ثلاثة اعتقد بانها اصبحت توجّه حياتنا اليوم، واتمنى ان تجد هذه المفاهيم يوما ما فسحة للنقاش حول امكانية ادخال محتوى او حتى كتاب دراسي يدرسها ويعلمها عبر متخصصين، حتى نحضّر اجيالنا لمستقبل أفضل.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى