هاشتاق عربي- هو فائز ببطولة العالم للذاكرة ثماني مرات في فترة عشر سنوات، ويمكنه حفظ ترتيب آلاف البطاقات في بضع ثوان ومن ضمنها أوراق البوكر، ولذلك فهو ممنوع من دخول الكازينوهات في جميع أنحاء العالم. هذا الرجل هو دومينيك أوبراين، صاحب أفضل ذاكرة في العالم.
دومينيك أوبراين البالغ من العمر 59 عاما اعترف للإعلام بأنه كان يعاني من عسر القراءة ونقص في الانتباه في صغره، كما تعرض في سن الرضاعة لحادث قطار، أدى لإصابته بعدة كدمات في الجزء العلوي من الجبهة واعتقد الأطباء حينها أن الإصابات قد تحدث بعض الأضرار في الدماغ.
ويقول دومينيك، الفائز بثمان بطولات عالمية للذاكرة أن المشاكل الصحية التي تعرض لها خلال طفولته، لم تمنعه في أن يصبح بطلا عالميا في حفظ الأشياء ويؤكد بأنه يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك. كل ما يتطلبه الأمر هو التفكير الإبداعي.
وأوضح دومينيك لموقع (مانتل هيلثي) أنه دخل مجال تدريب الذاكرة عن طريق الصدفة، بعد مشاهدة رجل يحفظ مجموعة من بطاقات لعبة البوكر على شاشة التلفزيون في عام 1987، كان الأمر مدهشا بالنسبة له فقرر تعلم طريقة فعل ذلك.
بدأ دومينيك في تدريب ذاكرته في سن الثلاثين من العمر، ويقول أنه بعد أسبوعين فقط بدأ يحفظ الأشياء بطريقة غير اعتيادية. وبعد ثلاثة أشهر بدأ يحفظ ترتيب مجموعة كبيرة من بطاقات البوكر بسرعة فائقة. وبعد سنة دخل موسوعة جينيس عن حفظ ترتيب 5 مجموعات علما أن كل مجموعة تحتوي على 52 ورقة. ويتذكر دومينيك أنه بعد تسجيل رقمه القياسي الأول، أعلمه نوريس ماك ويرتر الذي شارك في تأسيس غينيس للأرقام القياسية مع شقيقه التوأم، أن الحد البشري لحفظ البطاقات هو 6 مجموعات، ولكن دومينيك أثبت العكس بعد فترة قصيرة عندما تمكن من حفظ ترتيب 54 مجموعة أي 2808 بطاقة ليدخل غينيس مرة أخرى عام 2002. ويؤكد دومينيك أن ذاكرة الإنسان ليس لها حدود، إذ يمكن تطويرها باستمرار من خلال التدريب.
ويوضح دومينيك أنه بدأ بتدريب ذاكرته عن طريق تطوير أسلوبه الخاص، الذي اكتشف في وقت لاحق أن الإغريق اخترعوه منذ أكثر من 2000 عام.
أطلق دومينيك على طريقته في الحفظ اسم “الرحلة” وكتب عنها أول مرة عام 1994 في أول كتاب له عن كيفية تطوير الذاكرة المثالية. ويوضح أن الذاكرة تبدأ برحلة فمثلا بجولة من منزلك إلى العمل أو جولة في الحديقة، فعلى طول الرحلة عليك رسم صور في مذكرتك باستمرار، إذا كنت ستتسوق لشراء 10 أشياء تخيل صور هذه الأشياء خلال الرحلة. الرحلة تحافظ على ترتيب المعلومات عن طريق استخدام الخيال وإشراك الدماغ. قد يبدو هذا المفهوم بسيط جدا لكنه وسيلة فعالة للغاية لتدريب الدماغ، وفقاً لدومينيك.
أما عن كيفية تحول المرء إلى بطل عالمي في الذاكرة، يوضح دومينيك أنه على الشخص حفظ أكبر قدر ممكن من الأشياء في ساعة واحدة، فمثلا حفظ حزم من البطاقات في ساعة واحدة وحفظ حوالي 120 إسماء ووجها في 15 دقيقة.
ويعترف دومينيك أن التحدي الأصعب، هو حفظ الأرقام ففي البطولات مثلا يقرأ المتحدث مجموعة كبيرة من الأرقام بسرعة رقم في الثانية، وعليك تذكرها وهذا أمر صعب جدا.
في عام 1991 استغل دومينيك ذاكرته القوية في حفظ البطاقات في مجال القمار، وحقق أرباحا كبيرة باللعب في الكازينوهات ولكن سرعان ما انتشر خبره وتقرر منعه من دخول جميع الكازينوهات في المملكة المتحدة، ولاس فيغاس وغيرها من الدول.
ومع ذلك، يقول دومينيك أن الذاكرة القوية تنفع صاحبها في أمور عدة في الحياة، وهي تصنع فرقا كبيرا في تحسين أسلوب العيش.
وقد ألف دومينيك أوبراين عدة كتب عن تدريب الذاكرة، كما شارك في تأسيس بطولة الذاكرة للمدارس في المملكة المتحدة وهو أيضا متحدث محنك في المؤتمرات والندوات التي تعني بفوائد تدريب الدماغ.
البيان