خاصريادة

أبو غزالة : لا شيء سيقف بطريقك إذا أردت النجاح وقرّرت التعب من أجله

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

في الوقت الذي يشكو فيه كثير من رياديي الاعمال في الأردن من تحديات وحواجز وصعوبات تواجههم في طريق تحويل أفكارهم الى مشاريع إنتاجية: صعوبات في تأسيس الشركات، التمويل وجذب الاستثمار، التسويق، الإجراءات الحكومية والتشريعات وغيرها من التحديات، قال مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة طلال أبو غزالة “تاج”، الدكتور طلال أبوغزالة للشباب الريادي بأنّ كل هذه الأحاديث هي أعذار نتمسك بها للدفاع عن النفس ولتبرير عدم تفوقنا وعدم جديتنا للعمل على تحويل أحلامنا وأفكارنا الى مشاريع انتاجية.

ودعا أبوغزالة الرياديين والشباب الأردني الى التركيز أكثر على تقنية المعلومات والمعرفة والعمل على ابتكارات ومشاريع في هذا الحقل الذي سيشكل مستقبل العالم، واصفا من يعمل في هذا المضمار بـ ” عامل المعرفة”.

وأكد أبوغزالة في حديثه لرياديي الأعمال – خلال جلسة حوارية انعقدت ضمن فعالية NextLevel الشبابية يوم السبت الماضي في منصة زين للابداع “زينك” – بأن من أراد النجاح وقرّر أن يتعب ويعمل بجدّ للوصول له، فلا شيء سيقف في طريقه، وخصوصا في عصر مثل الذي يعيشه الشباب اليوم وهو عصر المعرفة والإنترنت الذي يتساوى فيه الجميع، العصر الذي يفتح ابوابا وفرصا واسعة أمام الكل للتفوق والابداع.

وقال أبو غزالة – في الجلسة التي حضرها الرئيس التنفيذي لشركة زين الأردن أحمد الهناندة وامين عام وزارة الشباب سطام العواد، ومسؤولة البعثة الدبلوماسية في السفارة السويدية بالأردن جوزفين هيلجرين – بان ما هو متاح أمام الشباب اليوم من مزايا في عصر المعرفة والانترنت هو عامل مساعد ومحفّز لهم للابداع والابتكار، لافتا الى انه في عصر المعرفة يستطيع الانسان بفكرة مبتكرة ان يؤسس عملا ومشروعا يمكن ان يحقق ثروة كبيرة قد تعادل او تتجاوز اقتصادات دول.

واضاف بان أغنى أغنياء العالم اليوم هم من المبتكرين واصحاب الشركات في العالم الرقمي ومن الشباب الذين اسسوا وابتكروا تطبيقات ومشاريع رقمية تشغل العالم باسره اليوم مثل “بيل غيتس”، ومبتكر تطبيق ” واتساب” الشاب الاوكراني جان كوم الذي باع تطبيقه الى ” فيسبوك” بصفقة بلغت قيمتها 19 مليار دولار، ومؤسس شبكة ” فيسبوك” مارك زوكيبرغ الذي تقدر ثروته اليوم بحوالي 70 مليار دولار وهو الرقم الذي يعادل اكثر من ضعفي الناتج المحلي للاردن مثلا.

وقال : “ان المعرفة ستشكل مستقبل العالم والاقتصاد العقود المقبلة”. مشيرا الى ان المعرفة والرقمية بادواتها واجهزتها المختلفة على راسها شبكة الإنترنت، ستتطور خلال السنوات المقبلة لتصل الى عهد “الذكاء الاصطناعي” الذي سنشاهد فيه تواصلا بين الآلات فيما بينها، او تواصلا بين الانسان والالة، لنستفيد من هذا المفهوم في حياتنا الشخصية وفي كافة القطاعات الاقتصادية

ووصف ابو غزالة من يعملون ويبتكرون في حقل المعرفة بـ”عمال المعرفة”،داعيا الشباب الاردني ليكونو ” عمال معرفة” ومن اصحاب الابتكارات في صناعة الإنترنت والاجهزة الذكية وتطبيقاتها.

ودعا ابوغزالة الشباب ايضا الى التخلي والابتعاد عن التذمر والشكوى واختلاق الاعذار لعدم التفوق والتقدّم، وقال : ” ليس لكم من عذر في عصر المعرفة والانترنت التي جسدت افضل صور الديقراطية باتاحتها فرص متساوية لكل البشر الذين يتواجدون عليها ويعلمون مشاريع مبنية على بنيتها التحتية، اذا الفرصة متساوية والنجاح والتفوق مننصيب من يتميّز ويبتكر ويجدّ”.

واضاف : ” حتى لو كان هناك تحديات وصعوبات فيجب التغلب عليها لان باعتقادي بان المعاناة والتحديات هي نعم في الحياة وهي التي تخلق الابداع وتشكل الحافز للنجاح”.

واستشرد بتجرته الشخصية في بناء وتطوير مجموعة طلال ابوغزالة التي اصبحت واحدة من انجح المؤسسات الاقتصادية حول العالم والتي بدأت بحلم لديه قبل عقود ، اذ لم يتحقق هذا الحلم الا بالاصرار والارادة والعمل والتعب رغم قلة الموارد والتحديات التي واجهها في بداياته، وقال بانه لم ينتظر يوما ولم يعتمد على دعم من اهل او مؤسسات اوحكومة واستطاع بالاصرار والعمل المتواصل الوصول بالمجموعة الى ما وصلت اليه اليوم.

وقال ابوغزالة بان بلد مثل الاردن يستطيع التغلب على مشاكل البطالة والتحديات الاقتصادي اذا ما تبنى خيار ” اقتصاد المعرفة”، فاذا اصبحنا مجتمعا معرفيا ستحل كثير من مشاكلنا الاقتصادية، ولنا في دولة مثل فنلندا مثالا يحتذى فواقعها يتشابه كثيرا مع الاردن من حيث عدد السكان وقلة الموارد الطبيعية،ولكنها تبنت خيار اقتصاد المعرفة وطبقته في اقتصادها ليبلغ ناتجها المحلي الاجمالي اليوم قرابة 180 مليار دولار، فيما يقدر الناتج المحلي للاردن بحوالي 30 مليار دولار.

واكد بان على الاردن والشباب تبني خيار اقتصاد المعرفة، كما يجب ان يكون هناك شراكات وتعاون بين القطاعين العام والخاص لمساعدة الشباب على تطبيق افكارهم وابتكاراتهم وتحويلها الى مشاريع انتاجية، في عالم يتحول الى الرقمية بكل أجزاءه لدرجة قد ننظر فيها بعد عقود الى زمننا اليوم على انه عصر حجري قياسا بالتقدم والتقنيات التي تدخل حياتنا واقتصادنا مستقبلا.

واشار ابوغزالة الى اهمية مبادرات تقوم عليها شركات القطاع الخاص مثل منصة زين للابداع ” زينك” التي حركت بيئة ريادة الاعمال في المملكة، ومراكز المعرفة التي تتبع مجتمع طلال ابو غزالة للمعرفة والتيتعتبر ” واحات معرفة” للشباب تقدم الانترنت وكل ما يحتاج اليه الشاب في دراسته وعمله استطاعت مجموعةطلال ابوغزالة ان تنشأ حتى اليوم 120 مركزا للمعرفة في مختلف انحاء المملكة.

والجلسة الحوارية – التي شارك فيها الدكتورطلال ابو غزالة جاءت ضمن فعالية “Next Level” الشبابية التي نظمت في منصة زين للابداع يوم السبت الماضي بالتعاون بين: مبادرة ” باراشوت 16 ” وهو مشروع يهدف لبناء ثقافة الابتكار والإبداع ، ومبادرة ” أنا أتعلم” وهي مبادرة معنية بالتعليم غير الرسمي، بالتعاون وبدعم من مجموعة طلال ابوغزالة ، وشركة زين الاردن من خلال منصة زين للابداع ” زينك ” ، ومنظمة ” انباكت” العالمية المعنية بالنصح والارشاد لرياديي الاعمال، وغيرهم من الشركاء.

وهدفت الغعالية في خطوطها العامة الى تمكين الشباب من اكتشاف قدراتهم الكامنة وخوض تجربة جديدة عن طريق اكتشاف وابتكار فرص جديدة، بالإضافة إلى فرصة التشبيك والتفاعل مع الأشخاص الفاعلين والمؤثرين في المجتمع من مختلف المجالات الحياتية الواعدة في مكان واحد، كما وتهدف الفعالية الى تزويد المشاركين بالمهارات والأدوات الواضحة التي ستمهد لهم الطريق في هذا العالم المتسارع وتمدّهم بالثقة اللازمة لإحداث التغيير المنشود في أعمالهم ومؤسساتهم، وكل ذلك ضمن مجموعة من الفعاليات التفاعلية التي تتيح للشباب طرح الأفكار وتبادل الآراء والمناقشة مع ذوي الخبرة، وتوظيف مهارات حل المشاكل لديهم من خلال دراسة حالات واقعية لشركات ريادية ومشاكل قائمة.

وتكونت الفعالية من اربعة فعاليات أو أجزاء فرعية تقوم على مبدأ التفاعلية بين الشباب ورياديي الأعمال وخبراء في مضمار ريادة الاعمال، أو أصحاب تجارب ناجحة في هذا المجال وهذه النشاطات هي : حوارات ابداعية تتضمن جلسات مفتوحة لطرح افكار حول ريادة الاعمال بين رياديين وخبراء، جلسات نقاشية، ودراسات حالات لمشاكل وحالات واقعية والوصول الى حلول لهذه المشاكل أو الحالات، والجزء الرابع هو مسابقة لدعم واحتضان لشركات ريادية أطلقتها مجموعة طلال ابوغزالة بشراكة وتعاون مع الفعالية ومنظمة “إنباكت” العالمية المعنية بريادة الأعمال، حيث تهدف المسابقة لدعم ثلاث شركات ريادية اردنية تعمل في مضمار التجارة الالكترونية وتقنية المعلومات.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى