تكنولوجيا

هل الحواسيب اللوحية هي الوسيلة المثلى للقراءة والتعلّم ؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

لا يزال الجدل على جدوى الأجهزة اللوحية – مثل iPad – في العملية التعليمية لم يحسم بعد، فرغم إشادة الكثيرين به، يظل هناك بعض السلبيات التي تتكشف مع طول الاستخدام.

ففي مقالٍ نقله موقع Scientific American عن جدوى الأجهزة اللوحية في العملية التعليمية، يتحدث أستاذ علم النفس في جامعة فيرجينيا ومؤلف كتاب “تربية أطفال يقرأون.. ما دور الآباء والمعلمين” دانيال ويلينغهام، عن مميزات وسلبيات الأجهزة اللوحية الالكترونية في العملية التعليمية.

على عكس ما يعتقد البعض فإن العلماء ليس لديهم إجابة شافية عن هذا السؤال، في حين تبدو الإجابة الجزئية عن السؤال معقدة.

يقول ويلينغهام، أن المميزات التي تقدمها الأجهزة اللوحية أوالأجهزة الالكترونية بشكل عام لا حصر لها. فعلى سبيل المثال، يمكن حمل الأجهزة الالكترونية في أي مكان، ويستطيع الناشر من خلالها تحديث المحتوى الذى ينشره بسهولة، كما يحصل الطلاب على تقييم سريع لأعمالهم، ويمكن تدعيم النصوص بملفات الصوت والفيديو. ولك أن تتخيل أنك لا تقرأ فقط عن معركة بريطانيا، لكنك ستشاهد نشرة إخبارية بالإضافة لذلك.

سلبيات التابلت

ويوضح أستاذ علم النفس في جامعة فيرجينيا، سلبيات الأجهزة اللوحية، والتي من ضمنها لجوء المعلمين إلى التباري من أجل عمل خطة بديلة للتدريس، كما يفتقد بعض الطلاب إمكانية الحصول على أجهزة لوحية خارج المدرسة، ويتعذر حصول الأطفال المحرومين على خدمة انترنت بمنازلهم. أما الإشكالية الأكبر فهي أن الدراسات أظهرت أن مدى استيعاب الطلاب يقل عند التعلم عبر وسائل الكترونية ويزيد مع الوسائل المطبوعة.

يُعد الاختلاف في الاستيعاب ووقت القراءة بين الوسيلتين ليس كبيراً، فهو متسق إلى حد ما، وهو ما يفسر لماذا لا يُفضل أغلب الطلاب الكتب الالكترونية. حتى أن الطلاب ذوي الخبرة في استخدام التكنولوجيا الرقمية يفضلون الورق.

ما الذي يحدث إذاً؟ بالنسبة للمبتدئين إذا لم يتم التعامل مع المميزات الرائعة للكتب الالكترونية بعناية، لن نضمن معها فهماً جيداً للمادة العلمية. على سبيل المثال الفيديوهات التعليمية التي تشتت الانتباه، وتستخدم بدلاً من خواتيم المواضيع، بالطبع ستضُر باستيعاب الطالب للنص.

إرهاق الأعين

أشار ويلينغهام أيضاً إلى قضية النظر في الشاشات الالكترونية والإحساس الذي ينتاب القارئ من خلالها. فبالرغم من المميزات الحالية للتكنولوجيا، لا زال يشعر المستخدمون بإرهاق أعينهم عند القراءة.

نحن أيضاً على علم بأن القراء يميلون إلى الاستيعاب أكثر عندما يفرون صفحات حقيقية، ويقل استيعابعهم عند المرور على النص الالكتروني، ربما لأن تدفق النص يعرقل الانتباه البصري ويفقد القارئ مكان القراءة.

وتعمل الشركات المصممة للأجهزة الالكترونية على جعل الصفحات الالكترونية تبدو مثل الورقية، لكنهم لا يزالون يحاولون اكتشاف خصائص التصميم ذات الأهمية البالغة لتحسين تجربة المستخدم أثناء القراءة.

من الناحية النظرية إذا كانت المشكلة الرئيسية تستند إلى التصميم، فإن ذلك سيؤثر على فهمنا لأي شيء نتصفحه على الشاشة. لكن تقول الأبحاث إن تأثير القراءة الالكترونية على الاستيعاب يقل عندما نقرأ للمتعة.

غالبية الناس يقرأون الروايات الخفيفة وغيرها للمتعة لذا أي تشويش قليل على الفهم لن يكون قضية كبيرة (حتى لو كنت تفضل متابعة آخر فيلم لجون غريشام على الورق)، لكن الكتب المدرسية تقدم مواد أكثر صعوبة، ويعلم الطلاب أنهم سيتعرضون للاختبار فيها. ونتيجة لذلك فهم حريصون على مراقبة مدى فهم ما يقرأونه.

تحاول شركات البرمجيات والأجهزة التغلب على قضايا التعلم، لكن في الوقت الراهن العبارة التي يجب أن تصاحب أجهزة القراءة الالكترونية في المدارس هي “التعامل بحذر”.

المصدر : هافينغتون بوست

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى