مقالات

«جوجل» تقطع شوطا على طريق «تعلّم الآلة»

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
“تعلّم الآلة” أعاد الذكاء الاصطناعي إلى مسرح التكنولوجيا، الأمر الذي يعني بالنسبة إلى جوجل استخدام موارد الحوسبة الخاصة بها لتحليل كميات كبيرة من البيانات لتحديد الأنماط وتقديم التوقّعات.

يقول جيف دين، المهندس الذي يقود جهود “جوجل” منذ أن بدأت التركيز على هذا المجال قبل نحو خمسة أعوام “إنها الآن تحل مشكلات لا نعرف كيفية حلّها بطريقة أخرى”، مضيفا أن “نحو 100 فريق عمل في “جوجل” يُطبّقون الآن هذه التكنولوجيا. المُنتج الأحدث – وهو الأبرز أيضا – لهذا التقدّم هو مساعد رقمي ذكي يهدف إلى الظهور بشكل أكثر طبيعية وذكاءً للتفاعل بين الإنسان وجهاز الكمبيوتر، قائم على استخدام اللغة اليومية. الجهاز – الذي يُسمى “المُساعد” Assistant – من المُقرر أن يظهر، بمظاهر مختلفة، في مجموعة من منتجات وخدمات “جوجل” في الأسابيع المُقبلة”.

هذا سيمنحه مكاناً رئيسيا في جهود الشركة لسرقة المستخدمين من بعض المشاريع الحديثة الأكثر نجاحاً للشركات المنافسة لها. هذه تشمل الجهاز المنزلي الذي يعمل بالصوت “إيكو”، من “أمازون”، والمُساعد الذكي “سيري”، من “أبل”، وخدمات الرسائل “ماسينجر” و”واتساب”، من “فيسبوك”.

لكن حتى بالنسبة إلى شركة تتمتع بقوة حوسبة هائلة وأدمغة هندسية مثل “جوجل”، فإن تعليم أجهزة الكمبيوتر التصرّف بطريقة أكثر طبيعية وذكاءً يتطلب مواجهة بعض من مشكلات علوم الحاسوب المستعصية.

تيم توتل، الرئيس التنفيذي لـ “مايند ميلد”، الشركة الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تبني منصة خاصة بها لحوسبة “التخاطب”، يقول “جوجل بالتأكيد تملك القدرات لإحداث تأثير في هذه المشكلة، لكن لم يتمكّن أحد من فك الشفرة حتى الآن”.

وكثير من المختصين في مجال الذكاء الاصطناعي يثنون على “جوجل” لكونها تقدّمت على منافسيها الرئيسيين في تعلّم الآلة.

أورين إتزيوني، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في معهد الأبحاث للمؤسس المُشارك لـ “جوجل”، بول ألين، قال “إنها تُظهر نتائج متقدّمة” في هذا المجال”. ويثني عليها في اتّخاذ نهج أكثر انفتاحاً من منافسيها، من خلال نشر أبحاثها وجعل التكنولوجيا الخاصة بها متاحة بحرية. سياسة المصدر المفتوح هذه ساعدتها على بناء نظام بيئي أوسع حول نهجها. ولاحظ إتزيوني أن “أمازون” اعتمدت أنموذجا أكثر انغلاقا وهي تحاول اللحاق بالركب في مجال تعلّم الآلة، مضيفا أن “الناس الذين جذبتهم ليسوا بالمستوى نفسه”.

كل هذا عمل على زيادة التوقعات بأن مُساعد “جوجل” سيصل إلى معايير جديدة في فهم اللغة وتوفير توجيه أكثر ذكاءً، بحيث يتجاوز الإجابة عن أسئلة مباشرة إلى توجيه المستخدمين إلى أشياء مثل العثور على مطعم لتناول وجبة العشاء، أو ترتيب رحلة طيران. لكن التوقعات العالية زادت أيضاً المخاطر إلى حد كبير.

وكشفت “جوجل” عن خططها لتكنولوجيا المُساعد أول مرة في مؤتمر المطوّرين السنوي الخاص بها في أيار (مايو). وستتخذ التكنولوجيا أشكالا مختلفة، اعتماداً على الجهاز أو نوع الخدمة. ومن المُقرر أن يُستخدم في منتج يُسمى “هوم”، وهو جهاز يعمل بالصوت على غرار جهاز إيكو، من “أمازون”. قالت “جوجل” في أيار (مايو)، “إنها ستُشغّل خدمة ذكاء قائمة على النص لتظهر بجانب “ألو”، التطبيق الذي تم إطلاقه الخميس الماضي، الذي يهدف إلى دفع “جوجل”، في وقت متأخر، إلى مجال التراسل”.

مع هذه المناهج الجديدة، تُراهن شركة البحث على أن كثيرا من الناس مستعدون لتجربة طرق جديدة في التفاعل مع الأجهزة الرقمية. وبحسب “جوجل”، نحو 20 في المائة من عمليات البحث على الأجهزة العاملة بنظام أندرويد في الولايات المتحدة تتم منذ الآن عن طريق الصوت.

واعتبر دين أن التقدّم في نوعية الأساليب، مثل التعرف على الصوت، جلب التكنولوجيا إلى مرحلة، حيث تعد جاهزة للسوق العامة. مثلا، تقول “جوجل”، “إن معدل الخطأ لديها في فهم الكلمات المنطوقة، حتى في غرفة صاخبة، انخفض إلى 8 في المائة”.

ويرى توتل أن الشركة أنجزت “عملا رائعا” في مجالات مثل التعرف على الصوت وخاصية تحويل النص إلى كلام، التي تحوّل نتائج البحث إلى إجابات منطوقة.

كل واحدة من هذه تعتمد على جذور “جوجل” في مجال البحث على الإنترنت، الذي يزوّدها بكميات كبيرة من البيانات عن استخدام اللغة العام لتغذية محركات اللغة الأساسية فيها. يقول توتل “في هذه السياقات، “جوجل” لديها ميزة”.

مع ذلك، فهم اللغة على مستوى أعمق ينطوي على فهم سياق البيان، الذي غالباً ما يكون غير واضح، أو القدرة على اتّباع سلسلة من التعليقات التي تتبع منطق البشر، لكن ليس منطق الحاسوب. يقول توتل “إن هذه أشياء تؤدي إلى فشل أدوات ذات أغراض عامة مثل المُساعد”.

بقبول التحدّيات الأكثر صعوبة تتطلّع “جوجل” للاعتماد على التعلّم العميق، الشكل الأكثر تطوّراً من تعلّم الآلة. أنظمة التعلّم العميق، المنقوشة بطرق عمل الدماغ البشري، تستخدم طبقات معالجة متعددة، مثل الشبكات العصبية الاصطناعية، لتصفية البيانات من أجل الوصول إلى نتائجها. التكنولوجيا تُناسب بشكل خاص الأشياء التي كانت أجهزة الكمبيوتر قد وجدتها مستحيلة تقليدياً، مثل التعرّف على الصور، وكان قد تم تطبيقها بشكل لافت للنظر في تطبيق الصور من “جوجل”، للتعرف تلقائياً على الناس أو الأشياء في ألبومات المستخدمين.
الاقتصادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى