هاشتاق عربي
# نور المصري
لطالما إرتبطت مصطلحات : ” التسويق” و ” الترويج” بالمنتجات والخدمات والسلع، وقد تعودنا كثيرا على هذه المفاهيم في مجتمعات الاعمال والتجارة والاقتصاد، فالترويج ضروري لاقناع الناس بالسلع والخدمات، وبالتبعية تحقيق مبيعات افضل.
ولكن ربط هذه المصطلحات بالانسان قد لا يلقى قبولا عند كثيرين، فهل الترويج للاشخاص او ما يمكن ان نسميه ” الترويج الذاتي” مقبولا؟ ، هل هو ضروري؟ وماذا لدينا حتى يمكن ان نكون ” منتجات”؟، وكيف يمكن ان نروّج لأنفسنا بطريقة صحيحة؟، ومن يسوّق لك، إذا لم تسوّق لنفسك ؟….. ومن يعرفك أكثر من ذاتك ؟ ولماذا أسوّق لذاتي ؟
هذه الاسئلة وغيرها سأحاول الاجابة عليها في هذه المقالة القصيرة التعريفية التمهيدية، واتحدث اليوم والارقام الرسمية تظهر ارتفاع نسبة البطالة في المملكة الى 14.7% مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي.
وتاتي هذه المقالة في وقت اصبحت فيه المنافسة شديدة جدا في سوق محدودة متخمة بالشهادات، وفي عالم مفتوح تنافسي بكل أوجهه بوجود الانترنت وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي.
في هذا الوقت يبحث أصحاب الشركات والمؤسسات عن التميز ، وعن طريقة ترويج نادرة، يبحثون عن أشخاص يتمتعون بست ميزات: تعلم ذاتي، تفكير إبداعي، وعي عال، تعاون فعّال، ترويج ذاتي، وإلقاء مؤثر.
وإذا اجتمعت بك هذه الميزات الست ستتمنى أي شركة العمل معك، وانا اعتقد ان من اهم تلك الميزات السابقة هي ( الترويج الذاتي) : لأنك لو امتلكت الخمس ميزات ولم يعرف عنك أحد فلا فائدة مرجوة
وفي ظل ارتفاع نسب البطالة في المملكة، فانا اعتقد بإن عدم حصول الشباب على فرص عمل يرجع في واحد من اسبابه الى عدم معرفتهم بكيفية الترويج لذواتهم وليس بعدم حصولهم على شهادات.
نستطيع الان تعريف الترويج الذاتي على انه :” العمــل على تحويــل مهاراتك ، وخبــراتك ، وقدراتك إلى علامة تجــارية ذاتيه مميــزة لك ، تجذب اهتمـام الشركات والمؤسسات والناس للتعامل معك “.
إذا كان لديك اعتقاد بأن الترويج الذاتي هو نوع من أنواع الغرور فابدأ الآن بتغيير هذه الفكرة ، واستبدلها بالتفكير بالقيمة أو الفائدة التي ستضيفها للأشخاص أو الشركات التي ستتعامل معها.
وفيما سوف نستعرض بعض المفاهيم والركائز على يقوم عليها الترويج الذاتي :
# إن ركائز الترويج الذاتي الأربع هي : المنتج / التسعير /المكان/ الترويج.
1. المنتج : يعني أنك كشخص منتج له خصائصه، ومميزاته،وأهدافه، وخططه المستقبلية، ورسالته التي يودّ تقديمها
فأنت لا تستطيع ترويج منتج دون معرفتك التامة به
2. التسعير : ما هو سعر خبراتك في السوق؟
أمثالك في الاختصاص ، كم يتقاضون ؟
هل لديك ميزات أو مهارات إضافية ؟
وذلك كي لا تبخس من قيمتك العملية فيقلل من شأنك أصحاب الشركات ، أوجتى لا تبالغ فيها فيلفظك السوق .
3. المكان : كم من السير الذاتية التي وزعها الشباب على مختلف الشركات، وفي المقابل فانعدد قليل ممن يتواصلون معهم ، لماذا؟
هل تحضر ندوات وفعّاليات في مجالك ؟
هل تقرأ وتتابع أحدث المقالات والأشخاص الذين يتحدثون باختصاصك.
يجب عليك اختيار المكان الصحيح الذي يتواجد فيه المتخصصون في مجالك فتبني معهم العلاقات وتتبادل البطاقات التعريفية الشخصيّة وتتحدث عن خبراتك ومهاراتك وتطلعاتك لمستقبل مهنتك .
4. الترويج : كل اجتماع أو وسيلة أو حدث يجب أن تسخرها لتروّج لذاتك .
وحتى منصّات إجتماعية / وسائل تواصل إجتماعي
اعتبر كل يوم هو فرصة لتظهر بها خبراتك ، وتعرّف على من يهمّك أمرهم بقدراتك ومهاراتك
فمعظم المدراء يشكّلون عنك الصورة من مواقع التواصل الإجتماعي الخاص بك
“فاختر الصورة التي تريد أن يراها الآخرون عنك .”
إن صناعة القيمة الذاتية أثمن من القيمة المادية لأنك إذا أتقنت الأولى ستحصل على الثانية .
وتذكّر أن بناء سمعة لك بمجالك كخبير يقدم محتوى وعمل مفيد يحتاج منك أن تكون شخص واضح ومحدد ومثابر
وعامل الوقت مهم أيضاً كما قال Warren Buffet من اثرياء العالم ومن كبار المستثمرين
« It takes a lifetime to buid a good reputation and a second to «destroyit
# نور المصري :
مدربة واستشارية في التطوير الذاتي