خاصمقالات

لماذا تغيب تهاني الـSMS عن أعيادنا ؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

قبل أكثر من سبع سنوات ظلت خدمة الرسائل النصية القصيرة – المعروفة اختصارا بـ SMS – حاضرة وقوية، تسيطر على استخدامات الاردنيين للتراسل النصي بغرض التواصل في الايام العادية وللتهنئة في المناسبات العامة والاعياد مثل عيد الاضحى الذي يحل علينا هذه الايام، لدرجة اننا كنا نخصصّص وقتا طويلا في بعض المناسبات لتصفح وقراءة والرد على عشرات الرسائل النصية القصيرة التي وصلتنا على بريد الوارد في هواتفنا المتنقلة.

هذه الخدمة – التي ابتكرها قبل 24 عاما الفنلندي ” ماتي ماكونين” وساعدته شركة ” نوكيا” في نشرها على نطاق عالمي واسع – كانت تقدم للمستخدم وسيلة منخفضة التكلفة سهلة وسريعة في ذلك الوقت للتواصل او المعايدة، فبحوالي 160 حرفا بالانجليزية او 70 حرفا بالعربية كنا نتواصل عبر الرسائل النصية القصيرة، ونعايد بعضنا بعضا، ونوصل معلومات مختصرة لزملاء العمل، ونعتذر عن موعد، اونعتذر عن عدم الرد على مكالمة صوتية، كانت وسيلة فعالة في ذلك، كنا نقدر على معايدة جميع الاسماء في دليل هواتفنا المتنقلة برسالة نصية واحدة.

لقد خدمت الرسائل النصية القصيرة بلايين من مستخدمي الهواتف المتنقلة حول العالم خلال العقدين الماضيين، وسيطرت على سوق التراسل النصي بعشرات تريليونات من المسجات التي ربطت الناس مع بعضها في جميع ارجاء العالم.

بيد ان كل هذه المزايا، وكل هذا التاريخ لخدمة الرسائل النصية القصيرة ، لم يشفع لها، ولم يعينها على مجاراة ومنافسة تطبيقات التراسل النصي الذكية، وشبكات التواصل الاجتماعي التي شغلت العالم باسره، واستقطبت المستخدمين بما وفرته من منصات مجانية، ومحتوى اكثر غنى وتنوع ( نصي، مصور، فيديوي)، وانتشار ووصولية واسعة تتجاوز كل الحدود الجغرافية.

لقد تراجع استخدام والاعتماد على الرسائل النصية القصيرة كوسيلة للتواصل والتهنئة في الاعياد والمناسبات بين الاردنيين مثل كل مستخدمي الهواتف المتنقلة حول العالم، وانخفضت معدلات تبادل هذه الرسائل بين الناس، فبعد دخول الهواتف الذكية وطفرتها منذ العام 2007، والذي ترافق بظهور وتوسع استخدام تطبيقات التراسل وشبكات التواصل الاجتماعي من امثال “واتساب” و”فيسبوك”، لم يعد المستخدمون متعلقين بخدمات مكلفة ومحدودة في محتواها وانتشارها، هكذا اصبح الناس ينظرون الى خدمة الرسائل النصية القصيرة في حضور” الواتساب” و” سنابشات” و”فيسبوك” و “انستغرام”،…….

فمن منا سيكلّف نفسه اليوم بصوغ رسالة تهنئة خلوية بمناسبة عيد الاضحى – ستكون مكلفة خصوصا اذا ما كانت دولية، وستكون فقيرة في محتواها- وقد اتاحت لنا شبكة الفيسبوك فضاءا رحبا يسمح لنا بنشر بوست يتضمّن محتوى غني (نصي ، مصور ، وفيديوي) ومجانا نهنأ به كل من يعرفنا على الشبكة حتى ولو تواجد في ابعد نقطة على وجه هذه الارض؟!

من منا سينقر على ايقونة الرسائل النصية القصيرة على هواتفنا المتنقلة ليهنأ معارفه وقد اتاح لنا تطبيق مثل “الواتساب” امكانية المعايدة على كل من نعرفه برسالة واحدة مجانية غنية المحتوى؟!، ومن منا سينشغل بارسال “مسج” خلوية وقد فتح لنا ” تويتر” منصته للتغريد بما نريد ولمن نريد بـ 40 حرفا ورمزا، …..

ولم يقتصر الامر عند هذا الحد، فالتكنولوجيا اليوم تسمح لنا بتسجيل رسالة تهنئة فيديوية نبثها في اللحظة للجميع من شبكة معارفنا عبر خدمات مثل ” فيسبوك لايف”او” بيرسكوب” التابعة لتويتر، اوعبر سناشبات لنخاطب من نعرف ونهنأ قي بث حي ومباشر، هل سنترك كل هذا وننشغل بارسال رسالة نصية قصيرة ؟!

يقول الخبراء في سوق الاتصالات المحلية بان تطبيقات التراسل والتواصل الاجتماعي استحوذت على حصة تزيد عن 90% من اجمالي المعايدات الالكترونية التي تبادلها الاردنيون فيما بينهم في عيد الاضحى الحالي، والنسبة الباقية كانت للايميل وللرسائل القصيرة التي ما يزال يعتمد عليها من لا يقتني هاتفا ذكيا او من يسعى لارسال رسالة تهنئة رسمية.

تراجع استخدامنا لخدمة الرسائل النصية القصيرة اليوم سببه التطور التقني والاتصالاتي وارتباطنا بشبكة الانترنت والهواتف الذكية بما وفرته من تطبيقات وشبكات اجتماعية، وقد ياتي يوما نتجاهل فيه “واتساب” و ” فيسبوك” ونعتبرهما ضربا من الماضي، اذا ما فاجئتنا التكنولوجيا بخدمة اوتطبيق يوفر لنا مزايا اكثر ربطا ووصولية ومحتوى وانتشارا مقارنة بما نستخدم اليوم من تطبيقات ذكية.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى