خاصمقالات

عام من الذهب والفضة والعالمية للأردن

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

كيف يمكن أن نصف هذا العام ” 2016″ نحن الأردنيون ؟ ، وبأي العبارات سنتذكره بعد سنوات ؟، وكيف سينظر اليه الرياضيون والشباب ورياديو الأعمال وأصحاب المواهب والإبداعات – ممن عاشوا في هذا البلد محدود الموارد ودرسوا وتخرجوا من مدارسه وجامعاته- وخصوصا بعد ما سجّل فيه من إنجازات متتالية كبيرة بسواعد ومواهب وفكر وابداع شبابنا وصلت حدود العالمية لا بل وتخطتّها، في الرياضة، والفن ، وريادة الاعمال…..

أنا شخصيا أصف هذا العام بأنه ” عام الذهب والفضة والعالمية والريادة “! وقد اعطاني 2016 – كما الكثير من الشباب والاردنيين – الكثير من الالهام والامل والتصميم على العمل الجاد والتفاؤل بمستقبل افضل.

لقد تميّز شباب الأردن في 2016 وبلغوا المراتب الأولى ، ونافسوا خصومهم من دول تتفوق على الاردن في مواردها الطبيعية والاقتصادية، واستطاعوا ان يثبتوا لانفسهم ولنا جميعا وللعالم ان هناك بلد يعيش باقل الموارد ، وسط محيط ملتهب، يمكنه ان ينجب ويخرّج المواهب في كل المجالات.

لم يكن التفوق فقط في الرياضة – وان طغت انجازاتها على المجالات الأخرى العام الحالي – فالنجاح كان رفيقا لريادي الأعمال وأصحاب المواهب الفنية ، فضلا عن وجود الكثير من المواهب المخفية التي لم تسعفها الظروف حتى اليوم على الظهور وتحقيق الانجازات.

شبابنا لا يريد شيئا سوى القليل من الدعم والاهتمام بمواهبهم ، فابطال فيلم ” ذيب” الذين وصلوا السجادة الحمراء في ” الأوسكار” العالمية عاشوا وقدموا من قلب الصحراء الاردنيةلمتكن لديهم الكثير من الموارد، وبطلنا ابو غوش الذي حاز اول ذهبية للاردن – وهي الوحيدة في تاريخ مشاركات المملكة في الاولمبياد – درس وتعلّم في مدارسنا وهو يكمل دراسته الان في جامعة اردنية،….. لم يكن ابوغوش مميزا في ظروفه ودراسته عن اي منا ، ولكنه امتلك الموهبة وعمل على تطويرها مع مدربه واستطاع بالتصميم والارادة ان يحقق الانجاز.

ستكون سنة 2016 سنة أساس للانجازات المتعددة، كما انها ستوجهنا جميعا، كاردنيين : شباب ، وحكومات ،ومؤسسات نحو العمل الجاد ، ستذكرنا دائما بان الشباب الاردني يمتلك الموهبة ، وبان لديه الارادة والتصميم على المنافسة والتفوق عالميا.

وان انجازات الشباب الاردني العام الحالي تدعو الحكومات واصحاب القرار وشركات القطاع الخاص بشكل او باخر الى الانتباه وتكثيف وتعزيز جهودها لدعم المواهب وتشجيعها وتهيئة الظروف المناسبة لهؤلاء الشباب حتى ينجحوا ويحققوا ما حقق بطلنا الرباع الاردني عمر قرادة الذي نال مؤخرا فضية في لعبة رفع الاثقال ضمن منافسات الالعاب البارالمبية، ويمشوا على الدرب الذي مشت عليه بطلتنا الاردنية علا سامي أسعد ، التي حازت قبل ايام ميدالية فضية بطولة آسيا لـ “كييك بوكسنج” في كوريا …..

وعلا ليست رياضية فقط ، بالمناسبة هي اخصائية تغذية تفوقت في مجال دراستها وعملها، وقد اقتحمت السنوات القليلة الماضية عالم ريادة الاعمال، وأسسّت مشروعا خاصا في مجال تخصصها يلاقي نجاحا كبيرا يوما بعد يوم.

لقد سجّل شبابنا العام الحالي تفوقا ملحوظا، وعلينا دعمهم ليكملوا مسيرتهم ، وعلينا العمل بجد بشراكات حقيقية بين القطاعين العام والخاص لاخراج وابراز مواهب اخرى،….. انا متأكد بان محافظاتنا تزخر بها، علينا توجيه التركيز والدعم وتوزيعه بعدالة، فالمواهب لا تتواجد فقط في العاصمة عمان……

ولا يجب ان نفرق بين الذكور والاناث في تقديم الدعم والرعاية والمساندة ، فالسيدات قادرات على التفوق والريادة وحصد الالقاب وتحقيق النجاحات اكثر من الرجال في كثير من الاحيان، انجازات سيداتنا وفتياتنا النشميات العام الحالي دليل على ذلك، ….

ان موضوعة الريادة والابداع والتفوق لا علاقة لها بجنس، فها هي الريادية المبرمجة تالا نصراوين تثبت لنا ان الفتاة الاردنية قادرة على التميز عالميا عندما حازت وشريكها ماهر ميمون ثلاث جوائز عن فكرة مشروعهما المشترك (أثر تجمع الغبار على الألواح الشمسية المولدة للطاقة وطرق تنظيفها ذاتياً ( solar piezo clean) في قمة الريادة العالمية التي انعقدت في امريكا قبل عدة شهور، وعلىنفس الدرب كانت بطلتنا رنا القبج لاعبة المنتخب الوطني للجوجيتسو تثبت لنا ايضا بان الفتاة الاردنية قادرة على التميز عالميا عندما حازت قبل عدة اسابيع الميدالية الذهبية في بطولة العالم للماستر والتي أقيمت مؤخرا في ولاية لاس فيغاس في امريكا.

على شبابنا التوقف عن جلد الذات، والشكوى الدائمة، يجب ان يثق بنفسه وبقدراته ، ……. على الشباب التفكير بما يمتلكون من مهارات ومواهب ، عليهم تحديد شغفهم في هذه الحياة والعمل عليه بجد، وطرق كل الابواب،…..

وفي المقابل على الحكومات واصحاب القرار التنبه لهذه المواهب وتوفير الدعم وتسهيل المهمة، واذا ما تكاتفت الجهود كلها نحو دعم الشباب وتطوير مهاراتهم وابداعاتهم في كل المجالات، فذلك سيوصلنا الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، …. هؤلاء الشباب من سيصنع المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى