مقالات

هل تتخلى مايكروسوفت أخيراً عن حلم توحيد جميع أنظمة في منصة واحدة ؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
قبل عامين وتحديداً في عام 2014 عرض الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا رؤيته لتوحيد جميع أنظمة ويندوز في نظام واحد يجمع نظام ويندوز لسطح المكتب مع ويندوز موبايل مع النظام الذي يعمل على أجهزة Xbox، وكانت هذه الخطوة ستجعل أنظمة مايكروسوفت مختلفة عن أنظمة أبل وجوجل اللتان لديهما فكرة مختلفة عن تطوير الأنظمة والتطبيقات حيث تفصل كلاً منهما بين أنظمة تشغيل الهاتف والحاسوب فأبل لديها نظام MacOS للحواسيب و iOS للهواتف والأجهزة اللوحية، أما جوجل فلديها نظام Chrome للحواسيب المحمولة و Android للهواتف والأجهزة اللوحية.

كان هدف ميكروسوفت من هذه الخطوة أن تحل معضلة توضيح الفروقات بين أنظمتها المختلفة وإيصال فكرتها العامة للمستخدمين لذلك فإن توحيد جميع الأنظمة في نظام واحد سيسهل الأمر على كلاً من الشركة والمستخدمين، كما أن هذه الخطوة كانت ستسهل على المطورين عناء التطوير للأنظمة الثلاثة بحيث تعمل التطبيقات على جميع الأنظمة دون الحاجة لإعادة تطويرها.

على الورق يبدو أن أستراتيجية ميكروسوفت في توحيد جميع الأنظمة سليمة حيث ستحصل كل المنصات على متجر واحد للتطبيقات وستكون عملية التواصل بين الأجهزة أكثر سهولة، كما أن مزامنة نتائج البحث في Bing و Cortana ستصبح أسهل على كل المنصات في نفس الوقت، ولكن للأسف يبدو أن الخطة لم تكن صائبة تماماً حتى الآن فنصف أجهزة الحاسوب العاملة بنظام ويندوز ماتزال تعمل بنظام Windows 7 رغم أن ميكروسوفت أتاحت للمرة الأولى إمكانية التحديث المجاني للنظام الجديد كما أن مبيعات إكس بوكس ماتزال أقل بكثير من مبيعات PS4، يضاف لذلك الفشل الذريع لهواتف لوميا التي تنتجها ميكروسوفت والتي فشلت في مزاحمة هواتف آيفون من أبل أو جالاكسي من سامسونج.

ما الخطأ في إستراتيجية توحيد الأنظمة ؟

أكبر خطأ أن ميكروسوفت كانت تبالغ في تقدير النجاح من فكرة نظام التشغيل الموحد، فالمستخدمين الآن يستخدمون التطبيقات التي تعمل عبر مختلف المنصات المحمولة وأجهزة الكمبيوتر ويتم تخزين هذه البيانات في السحابة بدلا من على الجهاز المحلي وهذا يعني أن قيمة نظام التشغيل تتلاشى، وهذا هو السبب الذي دعا أبل لإستبعاد فكرة الدمج بين نظامي OSX و iOS.

ثمة مشكلة تتعلق بفكرة عدم الحاجة لشراء هاتف يعمل بنظام ويندوز 10 فإذا كانت جميع الخصائص والميزات متاحة على السحابة فما الحاجة لشراء هاتف يعمل بنفس النظام ومميزاته في متناول اليد.

أيضًا فإن الفشل الكبير لنظام ويندوز للهواتف وعدم قدرته على المنافسة وإستحواذه على 1% فقط من سوق أنظمة تشغيل الهواتف جعل المطورين ينفرون من فكرة التطوير للنظام والهروب نحو الأنظمة التي تستحوذ على الحصة الأكبر في السوق مثل أندرويد و iOS.

يضاف لذلك مشاكل الإنتشار التي شابت حواسيب سورفيس برو ففي العام 2012 قامت ميكروسوفت بإطلاق الجهاز الذي واجه فشلًا كبيراً وقتها وهو ما دفع مايكروسوفت لتخفيض ثمنه وقد أدى هذا لإنخفاض نسبة الأرباح المتوقعة بقيمة 900 مليون دولار في شهر يوليو سنة 2013، أما سورفيس برو 3 فرغم مبيعاته الجيدة حتى الآن إلا أن لم يحقق المطلوب منه حتى الآن مما ينذر بأنه قد يواجه مصير أجهزة هواتف لوميا.

هل أنتهى حلم النظام الواحد؟

كانت فكرة توحيد الأنظمة محاولة جريئة لتغيير نموذج الأعمال بأكمله من ميكروسوفت ولكن من غير المحتمل أن مايكروسوفت يمكنها أن تستحوذ على شريحة مستخدمين كبيرة من سوق الهاتف النقال في ظل سيطرة جوجل وأبل على سوق أنظمة الهواتف الذكية وبالتالي لن تستطيع أجتذاب أكبر عدد من المطورين للعمل على تطوير تطبيقات ويندوز موبايل.

أشار ساتيا ناديلا أن العالم يعيش الآن مرحلة الهواتف النقالة والناس تحتاج أكثر لتطوير تطبيقات موجهة في الأساس لمنصات الهاتف المحمول، لذلك فمن المتوقع أن تتخلى ميكروسوفت عن فكرة النظام الموحد وتتوجه أكثر لتطوير تطبيقاتها على المنصات الأكثر إنتشاراً.
مارأيك أنت ؟
اجريك تك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى