مسؤولية اجتماعية

التطوّع في الإمارات….. ثقافة مجتمعية برؤى إستراتيجية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

لاشك أن التطوع في الإمارات أصبح مطلباً مهما من أجل بعث حركة الحركة التطوعية لإرساء مبدإ التكاتف الاجتماعي في مختلف المناسبات.
لذلك حرصت الجهات التي تعنى بهذا الجانب أن تكثَّف الحملات التوعوية في مختلف الدوائر والمؤسسات لاسيما في المدارس والجامعات لزيادة الوعي التطوعي، حتى يكون أسلوب حياة بالإضافة إلى تنظيمه تحت جهات رسمية من أجل وضع قاعدة بيانات شاملة تبرز أهم الأرقام التي تؤسس لانطلاقة حيوية في هذا المجال.
مطلب أساسي قال حمد أحمد الرحومي مقرر لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة للمجلس الوطني الاتحادي، إن اللجنة بصدد دراسة توصية بإلزام المؤسسات الأكاديمية بوضع ساعات محددة للتطوع ينفذها الطلبة لتكون مطلباً أساسياً للتخرج، وسوف تقوم برفع التوصية في هذا الشأن في تقريرها الخاص بشأن مناقشة موضوع سياسة “التعليم العالي”.
وبين أن اللجنة أطلعت في اجتماعها أخيراً على تجربة كليات التقنية في هذا الجانب التي أقرت ساعات معينة من التطوع بشكل إلزامي للطلبة، واعتبرته اللجنة مبادرة تستحق الثناء والشكر وتشجع على قيم وسلوكيات إيجابية تعزز الصورة الحضارية لدولة الإمارات.
خدمة المجتمع
وأشار الرحومي إلى ضرورة زيادة البرامج التطوعية وإعادة تفعيل دور الكشافة التي تعتبر اللبنة الأساسية التي تقود مسيرة التطوع، فعلى حد تعبيره أن الكشافة تعلّم المنخرطين فيها التطوع بشكل منهجي ومنظم لخدمة المجتمع وأفراده في شتى مجالات الحياة.
وتعززه كثقافة وأسلوب، واليوم مطلوب إعادة تفعيل دور الكشافة كما كان في السابق كونها المصدر الرئيس لجذب الشباب إلى الأعمال التطوعية وغرس هذا المفهوم وتعزيز فكر الشباب في الولاء والانتماء.
ولفت إلى أهمية وجود مجموعات أو مؤسسات تطوعية ذات رؤية واضحة، مبيناً أن المطلوب من هذه المجموعات أن يكونوا أكثر قرباً من أفراد المجتمع لترويج أنشطتهم وفعالياتهم وتوفير جميع السبل ووسائل التواصل لاستقبال الراغبين في التطوع الذي يعتبر ثقافة مبنية على احترام الآخرين.
إقبال ضعيف
بدوره يقول عيسى البدواوي رئيس فريق “نشامى الإمارات” التطوعي إنه زار أحد الدول الخليجية في 2013 ووجد أن هناك إلزاماً للطلبة تنفيذ 20 ساعة معتمدة كحد أدنى للحصول على شهادة الثانوية العامة، مبيناً أن بعض المؤسسات التعليمية في الإمارات بدأت تطلب ساعات تطوع إلزامية، والمطلوب تعميم هذا الأمر على جميع المؤسسات التعليمية في مرحلتي التعليم العام والجامعي حتى يتسنى نشر ثقافة التطوع بشكل أكبر وتعزيزها.
ويقترح البدواوي في هذا الجانب أن تستحدث كل مؤسسة حكومية في الدولة قسماً للتطوع لتشجيع الموظفين على الانخراط في الأعمال التطوعية، وبخاصة الشباب، حيث يوضح في هذا الجانب أن المواطنات أكثر إقبالاً على الانخراط في هذا المجال من المواطنين، فعلى سبيل المثال ان فريق “نشامى الإمارات” التطوعي يتضمن 20 عضواً أساسياً بينهم 16 مواطنة و4 مواطنين.
ويوجد أكثر من 500 مشارك في الأعمال التطوعية في الفريق منهم نحو 75% من العنصر النسائي. ويعزو عيسى البدواوي إلى ضعف إقبال الشباب المواطن على المشاركة في الأعمال التطوعية إلى تفضيلهم الترفيه على الأعمال التطوعية.
خطة طموحة وكشف البدواوي أن فريق “نشامى الإمارات” التطوعي يعمل حالياً على وضع خطة لإكسبو 2020 تتعلق بالأعمال التطوعية، وقال إننا نحتاج إلى جهود الشباب في هذا الجانب، داعياً في الوقت نفسه إلى المبادرة لترجمة أبهى صورة عن الإمارات.
وذكر أن ترسيخ ثقافة العمل التطوعي تبدأ منذ المراحل السنية المبكرة وخاصة في المدارس، لذلك يترتب على الجهات القائمة على التعليم إدخال هذه الثقافة ضمن المناهج الدراسية حتى يتسنى نشر هذه الثقافة في كل بيت ولدى كل أسرة.
وقال إنه يذكر أن ثمة 4 عائلات مواطنة تضم الأب والأم والأبناء يشاركون في فريق “نشامى الإمارات” التطوعي، مبدياً تفاؤله بزيادة هذا العدد ورفع نسبة الوعي المجتمعي بأهمية التطوع.
أرقام مشجعة
من جهته أكد خالد الكمدة مدير عام هيئة تنمية المجتمع لـ”البيان” أن الإقبال من المتطوعين شهد إقبالاً لافتاً في الفترة الأخيرة ووصفه بالإيجابي إذ إنه منذ فترة قريبة شهدت إحدى الفعاليات 220 متطوعاً بينما كانت تتطلب وجود 17 فقط، كما شهدت فعالية القمة الحكومية 300 متطوع بينما كانت تحتاج إلى 130 فقط.
مشيراً إلى أن نسبة المواطنين تصل إلى 90% من المتطوعين تليها دول مجلس التعاون والدول العربية وجنسيات أخرى، وبلغت نسبة المتطوعين الفاعلين 40% خلال الربع الأول من العام الجاري، والأعمار الأكثر مشاركة تبدأ من 18 سنة إلى 45 سنة من جميع التخصصات.
دبي للتطوع
وأوضح الكمدة أن برنامج “دبي للتطوع” هو المظلة الحكومية الرسمية الأولى لرعاية ودعم التطوع في إمارة دبي بحكم قانون تأسيس هيئة تنمية المجتمع. وأضاف أن البرنامج يعتبر الأول التابع لحكومة دبي، ويتيح للهيئة إدارة المبادرات التطوعية في جميع مناطق الدولة بصورة عامة وإمارة دبي بصفة خاصة.
حيث يتبنى البرنامج المبادرات والفعاليات التطوعية من هيئات وجمعيات مختلفة وعرضها على المتطوعين الراغبين في المشاركة فيها، ما يعزز روح التكافل والرعاية المتبادلة بين جميع فئات المجتمع.
وأفاد الكمدة بأن البرنامج يوفر فرص عمل تطوعية تبدأ من 6 إلى 60 سنة، لافتاً إلى أنه يتم توفير مشرفين متخصصين للأطفال على أن يتم تسجيلهم بناء على نوع الفعالية ومكان إقامتها بما يضمن عدم تعرضهم لأي أذى، لافتاً أن الهدف من فتح باب التطوع للأطفال في هذه السن هو غرس ثقافة التطوع في نفوسهم واعتباره جزءاً لا يتجزأ من هويتهم الوطنية وتلاحم المجتمع.
“طريقكم إلى التطوع”
وأشار مدير عام هيئة تنمية المجتمع إلى أن البرنامج يساهم بشكل فعّال في نشر ثقافة التطوع في دبي وجميع أنحاء الدولة، حيث يمكِّن أبناء الوطن والمقيمين من المساهمة بوقتهم وجهدهم لتحسين حياة الناس ودعم أفراد المجتمع.
وأوضح أن قسم شؤون المتطوعين طوّر تطبيق “طريقكم إلى التطوع”، الذي يتم تحميله على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ليمثل منصة التقاء بين الجهات والمدارس والأفراد، بحيث يرفع مستوى تنظيم العمل التطوعي في الدولة بشكل عام وفي دبي على وجه التحديد.
ويشمل كل الخدمات والإجراءات التي تحيط بالعملية التطوعية، ويخدم المتطوعين والجهات المستفيدة من خدمات التطوع على حد سواء، بهدف تعزيز ثقافة التطوع في المجتمع، باعتباره قيمة مهمة في بناء المجتمعات وتنميتها، وعنصراً يقاس به تطور الشعوب وتقدمها.
2009
تأسس فريق نشامى الإمارات التطوعي في 2009 وكان اسمه آنذاك فريق “حتا دبي” التطوعي وتم تغير الاسم في 2014، ويضم الفريق نخبة من المواطنين الموظفين وطلاب الجامعات والمدارس ويبلغ حالياً عدد المنظمين للفريق حوالي 500 متطوع ومتطوعة، ونظم الفريق حتى اليوم أكثر من 200 فعالية في هذا المجال.
5 آلاف متطوع لـ 30 جهة حكومية وخاصة
لفت خالد الكمدة مدير عام هيئة تنمية المجتمع إلى أن إنشاء مركز دبي للتطوع التابع للهيئة، جاء لتنظيم العمل التطوعي في الإمارة.
حيث يشكل المركز رافداً لجميع الأعمال التطوعية من خلال أنظمة عدة يعمل من خلالها ليكون المنسقَ الرسمي لكل ما له علاقة بالتطوع، وداعماً لجميع الأنشطة والمشاركات المجتمعية على مستوى القطاعات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام، كما يعمل المركز على طرح مبادرات ومشاريع تطوعية لخدمة المجتمع وتعزيز ترابط شرائحه كلها.
وبين أن تطبيق التطوع يشمل جميع الجنسيات، كما أن الهيئة تمتلك قاعدة بيانات للمتطوعين تضمن احتساب ساعات العمل التطوعي، التي تفرضها الجامعات والمدارس بحسب قرار من وزارة التربية والتعليم، لذا تحرص الهيئة، يقول الكمدة، على توفير فرص تطوعية مستمرة على مدار العام تلبي احتياجات ورغبات المتطوعين والجهات الطالبة أيضاً.
حيث بلغ عدد المتطوعين المسجلين في التطبيق حتى الربع الأول من العام الجاري 5 آلاف متطوع، فيما بلغت الجهات المسجلة 30 جهة محلية وتشمل جهات حكومية وخاصة والقطاع الأهلي والمدارس.
60 مدرسة
وقال الكمدة: يتم التركيز على طلبة المدارس الحكومية والخاصة الموجودة في إمارة دبي، لتغطية ساعات التطوع المطلوبة من طلبة الصف الثاني عشر، حيث سجلت الهيئة 60 مدرسة في برنامج تطوع كمنشآت كما تتم تسجيل الطلبة أيضاً كأفراد.
وأشار إلى أن عدد المتطوعين الذين ينضمون إلى قاعدة البيانات لدى الهيئة يتراوح عددهم من 5 إلى 10 متطوعين يومياً، فيما تراوح عدد الفعاليات التي تنظم في الإمارة بين 10 إلى 15 فعالية في الشهر.
لافتاً إلى أن التطبيق يقوم بتسجيل بيانات المتطوعين ورغباتهم وهواياتهم وكل الجوانب الشخصية لهم، من أجل منح كل متطوع فرصة الشراكة في الفعالية التي تتناسب مع ميوله، مشيراً إلى أن الهيئة مجرد وسيط بين المتطوع والجهة التي تشترط مواصفات معينة فيه.
الموعد الكبير
وكشف عن عزم الهيئة عقد اتفاقية تعاون مع إكسبو 2020 من أجل دعمهم بالمتطوعين الذين تتناسب كفاءاتهم مع هذا الحدث العالمي.
وبين أن مركز دبي للتطوع يتكون من مجموعة أنظمة رئيسية منها، التسجيل، حقوق المتطوعين، التدريب والتطوير، توفير الفرص التطوعية، احتساب ساعات التطوع، بالإضافة إلى نظام تسويق العمل التطوعي، وأيضاً نظام تقييم فعاليات وأنشطة العمل التطوعي، للارتقاء بهذه المنظومة.
وأكد أن الهيئة تكرّم المتطوعين بشكل سنوي بحسب عدد ساعات التطوع والمشاركات، مشيراً إلى أن نسبة رضا المتطوعين وصلت إلى 90%، فيما كانت نسبة رضا الجهات عالية جداً.
إجراءات
أوضح خالد الكمدة أن إجراءات التسجيل في تطبيق “طريقكم إلى التطوع” تتيح للمتطوع أن يسجل بياناته عبر التطبيق ثم يتم الحصول على الموافقات الإدارية، وبعدها يتلقى المتطوع رسالة تفيد بقبوله في مهمة ما مع ذكر تفاصيلها بدقة ومكان الفعالية وموعدها وعدد ساعات التطوع.
ومن خلال “باركود” موجود في التطبيق يتم احتساب عدد ساعات التطوع، مما يفيد المتطوعين من الشباب في الحصول على فرص وظيفية بسهولة، كما أنها تغرس في شخصيتهم الاعتماد على النفس وتحمّل المسؤولية.

المصدر : موقع ” العالمية”

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى