هاشتاق عربي
تسير المكافآت التي يحصل عليها رؤساء البنوك الكبرى، عكس رياح الأزمة التي خلطت أوراق القطاع المصرفي ووضعته على الجبهة لمقاومة بوادر انتكاسة جديدة قد تطال الاقتصاد العالمي برمته.
فرواتب عشرة من ربابنة أكبر بنوك “وول ستريت” تضخمت بشكل مهول، متجاهلة أصوات المستثمرين الحانقين، تجاه أرقام ضخمة تضاف إلى حسابات رؤساء بنوكهم عاماً بعد آخر.
وبحسب أرقام نشرتها صحيفة “فايننشال تايمز” استندت إلى دراسة تناولت بنوكاً كبرى في كل من أوروبا وأميركا وأستراليا، فإن ستة من بين البنوك العشرة الأكبر عالمياً، أميركية، يتقاضى رؤساؤها التنفيذيون مكافآت سنوية تبلغ في المتوسط 20.7 مليون دولار، مقابل 10.4 مليون دولار لنظرائهم في البنوك الأوروبية الكبرى.
أشهر ذئاب وول ستريت، Jamie Dimon رئيس JPMorgan Chase، والذي يوصف بالناجي الوحيد من أزمة “وول ستريت”، يعتلي عرش رؤساء البنوك الأعلى راتباً، فمكافآته المالية الإجمالية بلغت 27.6 مليون دولار في 2015، بزيادة تقدر بـ 35% عما تقاضاه في العام 2014.
أما Lloyd Blankfein رئيس GoldmanSachs الذي تصدر اسمه قائمة أعلى الرواتب في العام 2014، فاحتل المرتبة الثانية في 2015، حيث حصل على مكافآت بـ 23.4 مليون دولار، فيما حل ثالثاً Bill Winters من بنك Standard Chartered بـ 22.4 مليون دولار، ورابعاً James Gorman من Morgan Stanley بـ 21.2 مليون دولار، تلاه Tidjane Thiam من Credit Suisse بفارق بسيط عند 21.1 مليون دولار.
وسادساً، جاء John Stumpf رئيس Wells Fargo بـ 19.3 مليون دولار، فـ Michael Corbet رئيس Citigroup الذي حصل في 2015 على 16.5 مليون دولار، فيما حل ثامناً Brian Moynihan من Bank of America بإجمالي مكافآت وصل إلى 16.4 مليون دولار، فتاسعاً Sergio Ermotti من UBS بـ 14.9 مليون دولار، وآخرهم كان Stuart Gulliver من HSBC براتب سنوي عند 11.2 مليون دولار.
أصوات معارضة
هذا العام، كما العام الماضي، لم تتردد جمعيات المساهمين في رفع أصواتها خلال اجتماعات الجمعيات العمومية للبنوك الكبرى، في تحدٍ للزيادات المقترحة في مكافآت رؤسائها.
وبعد الحصول على 38% من الأصوات المعارضة في العام الماضي، اضطر JPMorgan للمرة الأولى إلى إدخال آلية جديدة في احتساب أجور رؤسائه تقوم على عامل متغير مشروط بتحقيق الأهداف الربحية على مدى ثلاث سنوات.
وقبل بضعة أشهر، جاء دور رئيسي Citigroup و GoldmanSachs اللذين واجها غضب المساهمين، في الوقت الذي لم يوافق فيه على مكافآتهم سوى أقل من ثلثي الأصوات، وهو معدل يعد منخفضاً، بحسب ما أشارت إليه صحيفة Les Echos الفرنسية.
وعاب المساهمون في GoldmanSachs، على البنك عدم أخذه بعين الاعتبار مخصصات استثنائية تقدر بـ5 مليارات دولار تهدف إلى تسوية نزاع موروث من أزمة الرهن العقاري، قبل احتساب أجور مديريه، نجم عن ذلك انخفاضات في مكافآت Lloyd Blankfein ومدير العمليات والمدير المالي للبنك، اعتبرت طفيفة للغاية.