خاصشبكات اجتماعية

عيون ” عمران” تختصر ألام الحرب وتصدم العالم وتشعل مواقع التواصل الإجتماعي

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

بسكون وخوف وذهول يختلط ببراءة الطفولة، كان الطفل السوري ” عمران دقنيش” يجلس هادئا مصدوما على مقعد داخل سيارة اسعاف، ملأ جسده الغبار وغطت الدماء وجهه البريء، بعد ان كتبت له الحياة بانتشاله واخرين من تحت الانقاض عقب غارة حربية استهدفت مساء يوم امس ” حي القاطرجي” و راح ضحيتها ستة مدنيين وأصيب 12 آخرون بجروح.

ذلك ما اخبرتنا به صورة تناقلها الملايين حول العالم على شبكات التواصل الاجتماعي وانتشرت كالنار في الهشيم اليوم، لتختصر الام الاطفال واهلنا في حلب، ولتصدم العالم بأسره ونحن لا ندري ماذا كان يدور في ذهن الطفل السوري ابن الخمسة اعوام الذي خبرّتنا ” عيونه” بالكثير من الالم والحيرة والذهول والتعب مما حلّ به وأهله وبيته الذي تحول الى أنقاض وغبار.

وبذلك يسطّر الطفل السوري عمران ملحمة جديدة لاطفال سوريا، وليصبح رمزا للمعاناة وقذارة الحرب التي لا تميز بين احد حتى تلك الاجساد الغضة هي مستباحة، وذلك بعد نحو عام من الملحمة التي سطرها الطفل الكردي ” ايلان” والصورة التي التقطت لجثته وهو ملقى على وجهه البريء على شاطىء البحر قبالة احد المنتجعات التركية بعدما ان غرق وهو يهرب واهله من بطش الحرب في سوريا.

وتناقل الاردنيون على شبكات التواصل الاجتماعي اليوم صورة الطفل عمران وعبروا عن حزنهم وألمهم على تداعيات الحرب في سوريا والتي احدثت دمارا شديدا في سوريا ومدينة حلب التي تتحول يوما بعد يوم الى مدينة اشباح بفعل النزاع والغارات الجوية المتتالية على المدينة.

ووفقا لوكالة الانباء الفرنسية فقد التقط صورة الطفل ” عمران” المصور محمود رسلان، بعد دقائق على انقاذه من غارة استهدفت منزله في مدينة حلب.

وقال رسلان (27 عاما) لـ ” الفرنسية” عبر الهاتف من بيروت “التقطت العديد من صور الاطفال القتلى او الجرحى جراء الغارات اليومية التي تستهدف الاحياء تحت سيطرة الفصائل في حلب”.
واضاف رسلان : “في العادة يفقدون وعيهم او يصرخون لكن عمران كان يجلس صامتا، يحدق مذهولا كما لو انه لم يفهم ابدا ما حل به”.

وكتب الزميل الإعلامي عبدالله المبيضين : ” كسرت هذه النظرة جنونكم، أدانتكم يا سادة الشعارات الملطخة بالدماء .. أذلت كبريائكم المزيَّف يا سادة “المقاومة” وعبدة الجهالة”.

وكان المصور الفوتوغرافي محمود رسلان قريبا من حي القاطرجي حيث يقطن عمران مع عائلته في الطابق الاول من احد المباني، حين تعرض لغارة جوية، وقال لـ ” الفرنسية” : ” إنتشل المسعفون في بادئ الامر عمران ثم شقيقه (5 سنوات) وشقيقتيه (8 و11 عاما) وبعدها الاب والام وجميعهم احياء”.

وتابع رسلان الذي يظهر وهو يلتقط الصور في شريط فيديو مركز حلب الاعلامي قائلا : “عندما وضعوا عمران داخل سيارة الاسعاف، كانت الانارة جيدة واستطعت التقاط الصور”، واوضح ان الطفل كان ” تحت هول الصدمة لان حائط الغرفة انهار عليه وعلى عائلته” لافتا الى ان والده وبعد انقاذه رفض التقاط الصور او الكشف عن شهرة العائلة.

وبحسب رسلان، فإن “هذا الطفل كما سائر اطفال سوريا هم رمز للبراءة ولا علاقة لهم بالحرب”.

الناشط على شبكة الفيسبوك أسامة خليفة كتب مبديا حزنه على الطفل عمران وقال على صفحته الفيسبوكية: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة .. ولكن أليس عليها ما يستحق الموت من اجله ايضا؟”.

الزميل رسام الكاريكاتير في صحيفة الغد الاردنية ناصر الجعفري نشر على صفحته الرسمية على الفيسبوك رسما نقل الصورة كما للطفل عمران وكتب : ” لو إلتفت حنظلة لكانت له ملامحك يا عمران …”.

وذكرت تقارير إن الطفل وصل لأحد المشافي وتم معالجته، ولكن بدون حضور والديه.

المستخدم سلطان الحسن نشر صورتين للطفل السوري عمران وكتب على صفحته الفيسبوكية : ” عمران … نرجوك لا تعاتبنا
فنحن جمد الدم فينا
وأصبحت جباهنا بلا عرق
يا عمران لا تستغرب فمن حولك
أجبن من أن يستلوا سيفاً أو يرسموا
علي ورق سكينا
يقرأون موتك كل يوم و يناموا من شره
متنافخينا
يقولون أن دمعهم لأجلك و دمعهم من قهقهة
يسيل
يا عمران صمتك يقهرنا و يقهر صمتنا الدفينا
عُدنا خِراف علك تجد فينا كبشا يقود القطيع
سبيل المظفرينا
لا تحقرنا بعيناك فأن عنترة و حمزة و خالد ماعادوا فينا
لما غيرت لونك ولم تستبقي من جلدك شبه
وتعلن لونك لوناً للنازحينا …..
اه …عمران كيف بك تحت ظل الله تلاقينا”.

وقالت الناشطة في مجال السوشيال ميديا لارا ايوب بحزن شديد على صفحتها الفيسبوكية: ” ايها الطفل الصغير، نحن اسفون لاننا فقط نشاهد ونراقب، اسفون لان امك ليست هناك لتحتضنك………..”.

ونشر الناشط على الفيسبوك كمال الحمود صورة الطفل السوري وكتب تعبيرا مقتضبا : ” سوريا!”.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى