مقالات

بكالوريوس آداب يصنع مليارديرا في وادي السيليكون

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
يتجهم وجه بن سيلبرمان وهو يفكر فيما يمكنه شراؤه، بعدما أعلنت مجلة فوربس رسميا أنه أصبح من فئة المليارديرات.

بوصفه رئيسيا تنفيذيا لـ “بنتريست” Pinterest وشريكا مؤسسا، ساعد سيلبرمان في إيجاد كتاب القصاصات النظيف الأبيض عبر الإنترنت، حيث يعرض أكثر من 100 مليون مستخدم رغباتهم. ولدى هذا الشخص صاحب الـ 33 عاما ما يقارب 750 ألف متابع للمواضيع التي يطرحها، بما فيها الفن، والوصفات، وقائمة السفر. لكنه لا يمتلك تعريفا شخصيا كملياردير في الوقت الذي أصبحت فيه “بنتريست” واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا الناشئة قيمة في العالم.

يتردد وهو يجلس في غرفة اجتماعات صغيرة تحت ملصق مكتوب عليه “حاول قول الشيء الصعب”، ثم يقول “أريد شراء كاميرا جديدة، لكنني لم أحصل على الفرصة بعد. أنا حقا أحب التصوير (…) لا يمكنني التفكير في أي شيء آخر يكون جديرا بصحافي، أو مثيرا”.

رحلته بدأت من العمل مستشارا، مرورا بشركة جوجل، إلى تأسيس الشركة الناشئة قبل ست سنوات. ويعد تقييم “بنتريست” البالغ 11 مليار دولار، رغم كونه لم يبدأ في توليد الإيرادات إلا منذ عام، نتيجة كونه تجاريا بلا خجل. خلافا لبعض “وحيدات القرن” الأخرى في وادي السيليكون، أو الشركات الناشئة الخاصة ذات القيمة العالية، تساءل قليلون عما إذا كان بإمكان منصة مليئة بالمخططين المختصين بالتزيين والتخييم في عطلات نهاية الأسبوع والولائم الاحتفالية، كسب المال. لكن المعلنين طلبوا الحصول على التطبيق قبل أن يبدأ حتى في بيع الإعلانات.

بالنسبة إلى سيلبرمان، يعتبر “بنتريست” أكثر من مجرد قائمة تسوق تفاعلية فاخرة. وهو متواضع بما يكفي لئلا يلقي بالمواعظ عن ثورة ابتكار وينطلق ليرى زعماء العالم، على عكس بعض أصحاب مشاريع التكنولوجيا. لكنه يقول بالفعل “إن “بنتريست” يعمل على تغيير العالم عن طريق تشجيع الناس على تحسين حياتهم ومعيشتهم، بمعدل نشاط واحد يومي في كل مرة.

“الأمر الذي يمكن أن يجعلني سعيدا حقا بعد خمس سنوات من الآن هو ما إذا كان “بنتريست” بالفعل ذلك المكان العالمي الذي يمكنك فيه الوصول إلى أفكار العالم بأسره وهي تأتي إليك فقط، ويتم إعطاؤها لك بشكل شخصي كليا، في كل يوم”.

تم تأسيس “بنتريست” عام 2010 من قبل سيلبرمان وإيفان شارب، كبير الإداريين الإبداعيين، وبول سيارا، الذي غادر في عام 2010. واكتسب التطبيق سمعة مبكرة بوصفه شبكة اجتماعية للمتسوقات، والأهم من ذلك، سوقا لمستلزمات الزفاف. لكن الآن نحو ثلث مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة لديهم حساب على “بنتريست”، وفقا لمركز بيو للأبحاث. ولديه جمهور صغير الحجم، لكنه متنام من الذكور ممن يتابعون مواضيع مثل “رجل الكهف” و”مهارات النجاة”.

المشروع التالي لـ “بنتريست” هو التحول إلى العالمية. فنحو 45 في المائة من مستخدميه يوجدون خارج الولايات المتحدة ولديه مكاتب في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والبرازيل. ويمكن رؤية هذا التحول في مقار “بنتريست” في سوما، مركز الشركات الناشئة في سان فرانسيسكو. ومثل الرموز التعريفية في “بنتريست”، يعرض المكتب مشاريع صنعها الموظفون.

لا يستهدف عديد من المنصات والمنابر الاجتماعية البلدان، لأن الاعتماد يرتفع بشكل طبيعي عندما يوظف المستخدمون أصدقاءهم للدردشة. لكن “بنتريست” بحاجة إلى بذل جهود متسقة بحسب كل بلد لأن الناس يأتون عادة من أجل المحتوى، وليس المحادثة. يريد المستخدمون رموزا تعريفية باللغة الصحيحة، مع مشاريع تناسب المناخ المحلي أو طبيعة المأكولات والمحال التجارية التي يمكنهم ارتيادها للشراء – وهكذا يجب على “بنتريست” تشجيع مزودي المحتوى على الوصول إلى المنصة أولا.

ويسافر عشرة باحثين حول العالم في محاولة لفهم كيف يمكن أن يستخدم الناس الموقع. ويقول سيلبرمان “إنه يحب التعرف إلى “دعامات” العلامات التجارية في البلدان الأخرى، مثل شركة جون لويس للتجزئة في المملكة المتحدة”.

وترفض “بنتريست” الإشارة إلى شبكات التواصل الاجتماعي، مفضلة مقارنة نفسها بشركة جوجل: مكان يبحث فيه الناس عن الأشياء، وليس الأشخاص. ويقول سيلبرمان “لا أعتقد أن الهدف من المقارنة هو مقارنة الحجم بل روح المبنى، أداة يمكن للجميع استخدامها للمساعدة في جعل حياتهم أفضل. أما شركة جوجل، فأنظر إليها حقا على أنها تعمل على استرداد المعلومات. أما “بنتريست” فهي في الحقيقة تتعلق تقريبا بتقديم أفكار لم تكن تراها قط من قبل”.

تهيمن “جوجل” على سوق الإعلانات الرقمية لأنها تساعد المعلنين على الوصول إلى المستهلكين قبل أن تتم عمليات الشراء. وبالمثل، كان لدى تجار التجزئة ومسوقي السلع الاستهلاكية اصطدام مع “بنتريست” حتى قبل إطلاقه أول إعلاناته في عام 2014، بحرصه على الوصول إلى قاعدة مستخدميه في الوقت الذي يخطط فيه لعمليات الشراء. ولا يزال “الوقت مبكرا” لصناعة الإعلانات، مصدر الإيرادات الوحيد لـ “بنتريست”، بحسب ما يقول سيلبرمان. وقد تم افتتاح الموقع لجميع المعلنين الأمريكيين فقط في كانون الأول (ديسمبر) 2015. وبدأ في بيع الإعلانات إلى شركاء مختارين بمن فيهم “ميد.كوم” و”تيسكو” في المملكة المتحدة، أول سوق دولية له، في نيسان (أبريل) الماضي.

ويجادل سيلبرمان المولود في دي موين، ولاية آيوا، عام 1982، بأن الميزة الكبرى لـ “بنتريست” هي أنه لا يتعين على المعلنين مقاطعة الجمهور عندما يفعلون شيئا آخر.

يقول “سواء أكان تلفازا أو شبكة للتواصل الاجتماعي، يشعر المعلنون بأن إعلاناتهم يجب أن تجتذب انتباه الناس لأن الناس ليسوا هناك للتحدث عن أفكار جديدة”.

وتحتاح الشركة الناشئة إلى إغواء المسوقين على نطاق أوسع لتزداد قيمتها. فعلى مسافة عشر دقائق فقط، تقدم “تويتر” تحذيرا مما يمكن أن تصل إليه “بنتريست” في حال فشل نمو المستخدم في تلبية التوقعات العالية، إذ انخفضت أسهمها بمقدار الثلثين خلال العام الماضي. ويجد سيلبرمان ارتياحا في حقيقة أن “بنتريست” اتبع الاتجاه الأحدث لوادي السيليكون، أي البقاء شركة خاصة لفترة أطول. وهذا يعني أن بإمكانه التركيز على تحسين الأداء، بدلا من كيفية تواصله فيما يتعلق بالتوقعات.

ورأس المال المغامر الذي جمعه “بنتريست” – إجمالي يصل إلى 1.3 مليار دولار من المستثمرين بما فيهم “فايدليتي” وشركة التجزئة “راكوتين” في اليابان و”في سي إس في أنجل” في وادي السيليكون- مكنه من توظيف أناس أذكياء يمكنهم صناعة المنتجات، بحسب ما يقول، مثل الذين يعملون على تحسين رؤية البحوث والحوسبة كطريقة لفهم بيانات الصورة.

لم يكن سيلبرمان، المتخرج بدرجة البكالوريوس في كلية الآداب جامعة ييل، ولا شارب الذي تخرج في كلية الهندسة المعمارية، من مهندسي البرمجيات. وخلافا لعديد من شركات التكنولوجيا، لا يعطي “بنتريست” أولوية للهندسة قبل أي شيء آخر. إذا أعطى سيلبرمان مواعظ حول أي شيء، فسيكون ذلك الشيء هو الحياكة – وليس المقصود حياكة الصوف. واحدة من قيم الشركة هي “الحياكة” وفرضيتها تنص على أنك إن قمت بإحضار تخصصات متنوعة حقا وجمعها معا، يمكنك إنتاج شيء أفضل. وتوظف “بنتريست” مهندسا مرموقا أراد أن يكون رساما، وفريق تصميم “من الطراز العالمي” وصحافيين سابقين.

في الاجتماع السنوي للشركة، الذي انعقد تحت مسمى “نيت كون” KnitCon العام الماضي في سان فرانسيسكو تم منح الموظفين درجات بناء على كتابة السيناريوهات وصناعة الأقفال كنوع من الهواية.

وتلمع عينا سيلبرمان وهو يتحدث عن هذا الحدث، متحمسا ليكون في الجزء الخلفي من مجتمع التعلم، بدلا من المكان غير المريح المتمثل في الوعظ في المقدمة. يقول “لا أعرف. أشعر وكأنني أتكلم مع الشركة فوق الحد”.
الاقتصادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى