هاشتاق عربي – * الدكتور بشار حوامدة
في القاهرة وسط الزحام وانشغال الناس في البحث عن لقمة العيش، تغريدة لاذعة من قبل شاب مصري في ” جوجل” تدير بوصلة الشعب نحو الشغب في ميدان التحرير، تتجّه كاميرات ومراسلي الاعلام التقليدي وراء هبّة الاعلام الرقمي، تتناقل الاخبار على وسائل التواصل الاجتماعي كما النار تشري في الهشيم! تسقط اهرام مصر احتراما لتغريدة ولارادة شعب قال كلمته على طريقته !
في عمان يصدر قراراً برفع اسعار البنزين رغم انخفاض اسعاره عالمياً، تقوم الدنيا ولا تقعد، يضطر رئيس الوزراء تحت وطأة التغريدات والبوستات من جنب وطرف وحتى ” مرّاق ” الطريق الى الغاء قراره وتعريض استمراره بالمنصب للخطر.
تتغيّر الدول والقرارات وافكار الناس وسياساتهم من تغريدة سحرية مثل تعويذة، وبوست وصورة وصوت، أما زلنا بعد كل هذا نكابر بأنّه كلام فيسبوك، كما كنا نقول
سابقا ” كلام جرايد”؟!
مؤسس فيسبوك المدعو ” مارك زوكيربيرغ” لم يتوقع ابدا ان منبره الحر حرر دولاً، وصنع تناحراً اجتماعياً، لم يتخيل ان يرى حجم الشتائم واغتيال الشخصيات في مجتمع يهوى الشجار الالكتروني، وينتهي به المطاف بان تتجه الجاهة الكريمة من جروب النشامى الى مضارب ومنتديات جروب الخزامى ليعتذروا عما بدر منهم من تويتات وتعليقات و ” ببوست” لحى بتسكر الموضوع عادة!
وانا اتجول وحدي بفيسبوك، اتخيل نفسي انتقل من حارة الى حارة ومن حي الى حي، اسمع مضاربات هنا وخناقات هناك، اغنية جميلة من ” هذا الويندو” والفاظ مشفرة من تلك الزريبة، جوقة تلميحات واستعراضات كلامية من هنا، وكومة نوبات غضب مفرغة على شكل منشورات في مهب الالكترون،،،
حقيقة لا أخاف على نفسي لاني تعودت ولكن اخاف على اطفالي، صرت أخاف ” أطلّعهم عالفيسبوك لحالهم” ، ” أفضل وأكثر أمنا اهم يطلعوا يلعبوا بالشارع” !!
* رئيس هيئة المديرين لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الاردنية ” انتاج
والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ” ميناايتك” المتخصصة في برمجيات الموارد البشرية
ويشغل حوامدة ايضا موقع نائب رئيس نادي ” الوحدات.
والمقالة من كتاب نشره حوامدة مؤخرا حمل اسم ” كرز وبترليمون” تناول باسلوب الكتابة الساخرة يومياته في قطاعات تقنية المعلومات والريادة وفي الرياضة ايضا