مقالات

مبروك!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- فهد الخيطان
كل من حصل على معدل 65 فما فوق في “التوجيهي”، سينال مقعدا في الجامعات الرسمية. ومن لا يعجبه التخصص، أو كان معدله فوق 60، يمكنه الحصول على مقعد في الجامعات الخاصة.
قلة قليلة إذن من الناجحين لن ينالوا مقاعد جامعية، وهؤلاء سيلجأون للنظام الموازي، أو الالتحاق بجامعات في الخارج تقبل من يرغب من دون اعتبار لمعدل النجاح وتعليمات الاعتماد الرسمية في الأردن.
باختصار، الأغلبية الساحقة من الناجحين في “التوجيهي” سيلتحقون بالجامعات. وبعد نحو أربع سنوات، يدخلون قوائم الانتظار الطويلة بحثا عن فرص عمل غير متوفرة أصلا.
كان الرهان على أن انخفاض معدلات “التوجيهي” لهذا العام، سيحد من أعداد المقبولين في الجامعات. لكن الإبقاء على معدل القبول عند 65 في الجامعات الرسمية، و60 في “الخاصة”، بدد هذا الرهان.
بالأمس، كان وزير التعليم العالي الدكتور وجيه عويس، الذي يشرف على مشروع طموح لإصلاح قطاع التعليم العالي، يشير إلى قنبلة تتمثل في وجود حوالي ربع مليون راسب في “التوجيهي”، لا يملكون فرصا لدخول معترك الحياة العملية، وتخطط وزارته لتدشين برنامج لتأهيل أعداد منهم لدخول سوق العمل، عبر برامج دبلوم متخصصة.
المشكلة أننا بتنا اليوم بين فكي كماشة؛ عشرات الآلاف من الجامعيين العاطلين عن العمل، ومثلهم وأكثر من حملة “توجيهي راسب”، في سوق عمل تعجز عن توفير فرص عمل لمعظمهم، وأسواق عربية تعاني من صعوبات اقتصادية عجزت معها عن استيراد العمالة الخارجية.
كان لتقاعسنا الطويل عن تبني سياسات شجاعة في مجال التعليم المهني، الأثر الأكبر في بلوغنا مرحلة الاستعصاء والعجز، بعدما سجلت أعداد العاطلين عن العمل أرقاما قياسية. والطامة الكبرى أن جلهم يحملون تخصصات لم تعد مطلوبة؛ لا في سوق العمل الأردنية ولا في الأسواق الخارجية.
وسنرى الآلاف من بين المقبولين هذه السنة ضمن تخصصات راكدة ومشبعة تماما، يعرف المسؤول قبل الطالب أن دراستها ستلقي بصاحبها في سوق البطالة لسنوات. ويكفي هنا إلقاء نظرة على قوائم التوظيف لدى ديوان الخدمة المدنية، التي تضم ما يزيد على مائتي ألف طالب وظيفة.
ثمة أفكار طموحة، كما قلت، لإصلاح قطاع التعليم العالي، لمسنا بعض ملامحها في الآونة الأخيرة. لكننا ما نزال في بداية الطريق. وقد عملت وزارة التربية والتعليم، من جهتها، على ترشيد نسب النجاح في “التوجيهي”، في مسعى لاحتواء التوسع في القبول الجامعي، وتوجيه الطلبة نحو قطاعات مهنية أكثر جدوى من شهادة جامعية لا تطعم حاملها.
بيد أن هذه مجرد إرهاصات أولى، تستدعي عملا مثابرا في المستقبل، تعودنا مرارا على انتكاسته مع كل تغيير حكومي.
في المقابل، تبقى مشكلة عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل بلا حلول، بانتظار معجزة توفر لهم وظائف، في سوق تشح كل يوم، وصار لزاما على الأردني أن يتقاسم الوظائف المتاحة مع اللاجئين السوريين.
وسط بهجتنا بحصول جميع طلبتنا الناجحين في “التوجيهي” على مقاعد جامعية، علينا أن نفكر باليوم التالي للتخرج قبل أن نتبادل التهاني.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى