تكنولوجيا

ما هي أكبر كذبة على الإنترنت؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
“لقد قمت بقراءة واستيعاب شروط وأحكام الخدمة”، الكذبة الأشهر على الإنترنت.
نشر أكاديميان أمريكيان بحثا بعنوان: “أكبر كذبة على الإنترنت، تجاهل سياسات الخصوصية وسياسات خدمات شبكات التواصل الإجتماعي” وتناولت الدراسة تفاصيل تجربة شارك فيها 543 طالبا، حيث طلب العالمان من الطلاب إنشاء حساب على شبكة اجتماعية وهمية، ثم قاموا بدراسة تجاوب الطلاب مع شروط وأحكام الموقع.
تضمنت شروط الموقع الوهمي بنودا خطيرة، مثل الموافقة على التسليم الكامل وغير المشروط لجميع المعلومات الشخصية لوكالة الأمن القومي، بالإضافة إلى بند يتعهد فيه صاحب الحساب بالتبرع بطفله البكر للشركة. وكما هو متوقع، لم يقم 98% من الطلاب بقراءة البنود قبل فتح الحساب، بالإضافة إلى ذلك، لم يقم 399 طالبا من أصل 543 بقراءة شروط الخدمة على الإطلاق، بينما قام 141 طالبا بتصفح الشروط خلال 73 ثانية – مع العلم أن الوقت المقدر لقراءة هذه الشروط بتمعن هو 45 دقيقة.
يكفي القول بأن نتائج هذه التجربة لم تفاجئ أحدا، فمعظمنا يقوم بالأمر ذاته كل مرة نقوم بتنزيل تطبيق أو الاشتراك بخدمة جديدة على الإنترنت، ولكن فلنكن صريحين بعض الشيء، من منا لديه الوقت ليمضي 45 دقيقة في قراءة وثيقة قانونية، خصوصا لمستخدمي الإنترنت من غير الناطقين بالإنجليزية؟ كما أنه لا أحد يعرض علينا مثل هذه الشروط والأحكام كل مرة نحاول شراء منتج ما من بقالة أو سوبر ماركت.
المشكلة هي أننا ما زلنا نظن أن شبكة الإنترنت مختلفة عن العالم الواقعي لسبب ما، مع أنها تشكل جزءا كبير من العالم الواقعي. ولكن السؤال هنا: ماذا يجدر بالشركات أن تفعل؟ فإن لم يقوموا بعرض شروط وأحكام الخدمة بشكل واضح وصريح فقد يواجهون دعاوى قضائية باهظة الثمن.
في الوقت نفسه، هنالك الكثير من الشركات والأشخاص المحتالين والمستعدين لإخفاء أشياء رهيبة ضمن بنود صعبة الفهم والنجاة بارتكاب جرائم إلكترونية والولوج الى بيانات شخصية لا يحق لهم الاقتراب منها. على أي حال، يبدو أن التصرفات المنطقية التي نستعملها في عالمنا الحقيقي تصبح معقدة جدًا في العالم الافتراضي.
لقد دفعت عمليات الاحتيال العديدة الكثير من الأشخاص إلى نسخ ولصق منشورات “قانونية” سخيفة على حائط الفيسبوك خاصتهم ويكأن هذه المنشورات تحمل أي قيمة حقيقية.
هل يجب أن تبقى الحال على ما هي عليه؟ تتكون شروط خدمة أي تونز من 56 صفحة من الكلام القانوني المعقد. هل يعتقد هؤلاء أن المستخدمين سيقومون بقراءة كل هذا الكلام وتحليل نقاطه بروية؟ وعلى الرغم من أن بعض المبادرات مثل TosDR التي انطلقت في 2012 قد حولت خلق خدمة تقوم بقراءة وتقييم شروط الخدمة لمساعدة المستخدمين، إلا أن هذه المبادرات قد اختفت فجأة بلا أثر. وفي الوقت الحالي، أصبحنا جميعا جزءا من أكبر كذبة على الإنترنت: “لقد قمت بقراءة واستيعاب شروط وأحكام الخدمة”.

ألم يحن الوقت المناسب لتطبيق بعض المنطق السليم واستيعاب فكرة أن الإنترنت قد أصبح يشكل جزءا كبيرا من الواقع لعدد متزايد من الأشخاص؟
ارم نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى