خاصريادة

الصمّ قادرون على البرمجة ……. شاهدوا الطفل يوسف المصري ( بالفيديو)

شارك هذا الموضوع:


هاشتاق عربي – ابراهيم المبيضين

حرموا نعمة السمع، ويعان ي الكثير منهم من صعوبات في التواصل والاتصال مع المجتمع ما يجعلهم في معظم الاحيان مهمشين، غير قادرين على الاندماج بالمجتمع والانتاج رغم انهم قادرون على ذلك اذا ما توفرت لهم البيئة المناسبة والرعاية والاجهزة التي تساعدهم على ذلك.

كثيرة هي المحاولات والجهود والجهات الرامية لادماج فئة ذوي الإعاقة السمعية والنطقية بالمجتمع وتعليمهم وقد اثبت العديد منهم مواهبه وقدرته على التعلم والتواصل مع غيره من الصم ومع المجتمع عبر لغة الاشارة خاصتهم، وكل ذلك أصبح مشهدا طبيعيا،….

غير ان المشهد الذي قد نعتبره غير طبيعي ويمكن ان يبهرنا ويبعث على الامل فينا في الوقت نفسه أن نشاهد من لا يستطيع السمع والنطق يتعلم ويبدع في مضمار – يستصعبه الكثير منا ونحن نتمتع بحواسنا الخمس كاملة – كمضمار البرمجة الذي ينظر اليه كثيرون على انه مادة ومجال صعب التعلم رغم تاكيد الخبراء في هذا المجال عكس ذلك.
في الفيديو يظهر يوسف المصري – 12 سنة – من الصف الرابع في مدرسة الرجاء للمعاقين سمعيا في الرصيفة. يوسف من فئة الصم والبكم تعلّم البرمجة وتفوق فيها، كما تفوق على كثير من اقرانه الاطفال الذين لا يعانون اية مشاكل في السمع والنطق.

لقد انخرط يوسف منذ بداية العام الى جانب تسعة اخرين من زملائه في المدرسة في برنامج تدريبي على البرمجة لاكاديمية ” هلو وورلد كيدز،”، وذلك تنفيذا لاتفاقية تعاون مع الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد) وقعت أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وتهدف الاتفاقية الى تعليم طلبة “مدرسة الرجاء” مهارات البرمجة المختلفة في الحاسوب، بالتعاون والتنسيق مع متخصصين في لغة الإشارة من المدرسة نفسها، وتبلغ مدة البرنامج ثلاثة فصول دراسية (مدة عام ونصف) سيجري من خلالها تعليم الأطفال 3 مستويات من البرمجة: المستوى الأول، الثاني، والثالث.
الطفل يوسف تدرب وتعلم البرمجة من خلال برنامج ” هللو وورلد كيدز” بشغف وتفوق على رفاقه جميعاً حيث اظهر حبا وتميزا في التعامل مع ” الكودات” في صناعة البرامج.

ذلك ما تؤكده المؤسسة والمديرة التنفيذية لاكاديمية ” هللو وورلد كيدز” – المتخصصة في تعليم البرمجة للصغار – حنان خضر والتي شددت على ان فرص تعلم وتفوق الصم والبكم في مجال البرمجة ” ضخمة جدا”.

وعن يوسف قالت خضر : ” كان يتمتع بروح الفكاهة و حب الحياة، و الجدية و العزيمة في نفس الوقت، يسرع الى قيادة الحاسوب اذا طلب منه تحدي ما ليقوم بإنجازه في دقائق معدودة و يطلب مني المزيد”.
وتضيف خضر أنّ الأطفال “الصمّ” و”البكم” قادرون على تعلّم لغات “البرمجة” للحواسيب والهواتف الذكية، كما أنهم قادرون على الإبداع في هذا المضمار، مثل أقرانهم من الأطفال الذين لا يعانون أي مشاكل سمعية أو مشاكل في الكلام و السمع.

وأكدت أن شريحة كبيرة من الأطفال الصم والبكم يسعون الى إظهار قدراتهم الذهنية يبحثون عن طرق وأدوات لتطويرها، ولذا علينا في المجتمع بشكل عام، وفي قطاعات التربية، ومن يقوم على التدريب والتعليم في مجالات مختلفة، توفير الأدوات التي نستطيع من خلالها مساعدة هؤلاء الأطفال على الإبداع والتفوق، وتعليمهم أدوات نمكنهم من خلالها من الدخول لمهنة هذا العصر وهي البرمجة، مع الانتشار الكبير والمتزايد لاستخدام الانترنت والحواسيب والهواتف الذكية وتطبيقاتها المختلفة

وقالت : “يظنّ كثيرون أنّ الأطفال الصمّ والبكم غير قادرين على تعلّم القراءة أو الانخراط في الأنظمة الدراسيّة المختلفة، وهذ انطباع خاطئ؛ حيث إنّ النطق الحرفي ليس السبيل الوحيد للتعبير عن الذات والتواصل مع الاخرين”.

واشارت الى انه بات من المعروف أن الأنظمة التعليمية في المنطقة العربية غالبا لا تساوي في تطبيق أنظمتها التعليمية وفي المناهج بين الصم والبكم وأقرانهم من الأطفال العاديين، وهذا يتسبب في ظلم شريحة كبيرة من هؤلاء الأطفال ويؤثر بالتبعية على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية، وهو ما يجعل تحصليهم العلمي منخفضا بشكل عام؛ حيث إن الصم والبكم يحتاجون الى أنظمة تعليمية وطرق للتعامل معهم تتميز بالخصوصية والمواءمة لوضعيتهم.

واوضحت قائلة : “إن الأكاديمية عملت على تطويع مناهجها الأصلية وملاءمتها لشريحة الصم والبكم، سردت فيها قصصا لرياديي أعمال كانوا يعانون مشاكل سمعية وفي النطق، ولكنهم تفوقوا في صناعة البرمجيات على مستوى العالم وحققوا نجاحات كبيرة ليقودوا شركات تقنية عملاقة، وذلك لإضافة عنصر الإلهام للأطفال الصم والبكم، كما أن فريق الأكاديمية يتعاون مع المتخصصين من المدرسة لتسهيل التواصل بلغة الإشارة مع الطلاب، فضلا عن توجهي أنا شخصيا لتعلّم لغة الإشارة أيضا لتسهيل التواصل مع الأطفال”.

واعرب نائب المديرة التنفيذية / التعلم من اجل التنميه في الصندوق الخيري الهاشمي للتنمية البشرية (جهد) قيس الطروانة عن أهمية تطبيق مشروع “هلو وورلد كيدز” لتنمية قدرات الاطفال الصم و بناء مستقبل أفضل لهم. لدى الصندوق اهتمام شديد بتطوير مهارات طلاب مدرسة الرجاء العريقة من خلال دمجهم بالتكنولوجيا اكثر فأكثر و تمكينهم من صناعة منتجات تكنولوجية مبدعة لثقتنا بطاقاتهم في هذا المضمار.

ومن جانبها تحدثّت مديرة مدرسة “الرجاء” حنان المغربي عن سعادتها بتفاعل الاطفال و فرحتهم بتعلم البرمجة، و كان ظاهراً عليهم انتظارهم ليوم الأحد من كل أسبوع بفارغ الصبر. لقد أبدعوا جميعهم و يوسف مثال لذلك الإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى