مقالات

تغيير الاستراتيجية يُحدِث انقلابا في حظوظ «سامسونج»

شارك هذا الموضوع:


هاشتاق عربي- سونج جونج آه

تماما في الوقت الذي بدأت فيه الهواتف الذكية تبدو كأنها غبية، وفي الوقت الذي تبحث فيه الأجهزة السلعية في صناعة التكنولوجيا للحصول على نجم نمو جديد، توقعت شركة سامسونج للإلكترونيات أفضل نتائجها الربعية منذ أكثر من عامين، متحدية بذلك تباطؤ المبيعات في القطاع.

قدرت “سامسونج” أرباحها التشغيلية للربع المنتهي بشهر حزيران (يونيو) بسبعة مليارات دولار، تعد الأعلى منذ الربع الأول من عام 2014. وهي شركة الهواتف الذكية الوحيدة التي لا تزال تتمتع بهوامش ربح عالية، في حين أن “أبل” و”إل جي للإلكترونيات” والشركات الصينية المنافسة تكافح لمواجهة تباطؤ الطلب.

توجيه الشركة الكورية القوي يشير إلى أن “سامسونج”، أكبر شركة لصناعة الهواتف الذكية في العالم، وجدت طريقة لإحداث انقلاب في حظوظها بعد أن شهدت الأرباح والحصة السوقية تنخفض خلال العامين الماضيين بسبب المنافسة من “أبل” والشركات الصينية. ويقدر محللون أن الأرباح التشغيلية في “سامسونج” من قسم الهاتف الخلوي بلغت أربعة تريليون وون (3.5 مليار دولار) في الربع الثاني، لتمثل أكثر من نصف إجمالي الأرباح التشغيلية في الشركة.

يقول بيتر يو، من “بي إن بي باريبا”: “في بداية هذا العام، لم يتوقع أي أحد هذا النوع من الانعكاس، في الوقت الذي كان يبدو فيه أن أعمال الهاتف الخلوي في “سامسونج” تفقد زخمها تماما مثل شركات صناعة الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد. لكن “سامسونج” حققت عودة مثيرة للدهشة”.

جهاز جالاكسي S7 الرائد والأحدث من “سامسونج”، قاد الانعطاف الجذري باعتباره منتجا أبسط يساعد الشركة على خفض التكاليف في الوقت الذي يتوقع فيه أن ينخفض نمو مبيعات الهواتف الذكية عالميا إلى النصف، إلى نحو 7 في المائة هذا العام، بحسب شركة جارتنر للأبحاث.

ويعتقد أن “سامسونج” شحنت 16 مليون جهاز جالاكسي S7 في الربع الثاني، بعد شحن عشرة ملايين وحدة في آذار (مارس) عندما ظهر الأنموذج أول مرة، مع نسخته المكلفة ذات الشاشة المنحنية التي تتفوق على مبيعات نظيرتها ذات الشاشة المسطحة. يقول دانيال كين، من “ماكواري”: “من الواضح أنهم تعلموا درسا من عامين من المعاناة. لقد شهدوا تحسنا كبيرا على جانب التكلفة وخليط المنتجات”.

وكانت “سامسونج” تطرح أكبر عدد ممكن من النماذج لمعرفة ما الذي ينجح. مع ذلك، تتابع الشركة الآن استراتيجية هواتف ذكية مختلفة على غرار شركة أبل، من خلال تبسيط عروض منتجاتها، تماما في الوقت الذي تعترك فيه أبل مع تباطؤ المبيعات وتوسيع مجموعة منتجاتها بحثا عن النمو.

يقول مو: “سامسونج وأبل تنسخان الاستراتيجية الناجحة لكل منهما في الوقت الذي تتنافسان فيه وجها لوجه. جهود سامسونج لتبسيط منتجاتها تؤتي ثمارها في الوقت الذي تحقق فيه أقصى قدر من وفورات الحجم، بينما أبل تتطلع لفرص في السوق متوسطة التكلفة نظرا لتشبع السوق عالية الكلفة”.

الحصة السوقية للهواتف الذكية تأرجحت بين “سامسونج” و”أبل” في الأعوام الأخيرة. فبعد أن سيطرت أبل مع جهاز آيفون، بدأت “سامسونج” بالرد في عام 2010 مع أجهزة جالاكسي ذات الشاشة العريضة. لكن الشركة واجهت متاعب عندما أطلقت أبل أجهزة آيفون ذات الشاشة الأكبر في عام 2014، لتسرق نقطة البيع الرئيسية لهواتف جالاكسي.

وتبين أن جهاز جالاكسي S7 حقق إقبالا كبيرا غير متوقع هذا العام في ظل غياب المنافسين الأقوياء، لأن مظهره ذا الحافة المنحنية يوفر عامل تفريق فعال، إضافة إلى ميزات مثل مقاومة الماء والغبار. كذلك شهدت “سامسونج” أيضا نموا قويا في منتجاتها الأرخص، مثل سلسلة جيه J.

وكتب سي دبليو تشونج، من “نومورا”، في تقرير حديث: “سامسونج هي الشركة الوحيدة التي تحقق أرباحا في السوق المتوسطة إلى المنخفضة التكاليف، مع هوامش أرباح تشغيلية بلغت 10 في المائة في هذه الفئة. في المستقبل، نتوقع ابتكارات الهواتف الذكية الراقية أن تأتي من تكنولوجيا الشاشات التي تعد سامسونج هي الشركة الرائدة فيها”.

وعلى الرغم من أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان زخم سامسونج مستداما، مع توقع أن تطلق أبل جهاز آيفون جديد في أيلول (سبتمبر)، إلا أن المحللين متفائلون بشأن التوقعات على المدى الطويل، مشيرين إلى التكنولوجيا المتطورة لدى “سامسونج” في مجال المكونات الرئيسية مثل الشاشة والرقائق.

ويقول كيم دونج ون، من في هيونداي للأوراق المالية: “أرباحها من قسم الهاتف الخلوي يمكن أن تكون أقل بسبب العوامل الموسمية في النصف الثاني، لكن (…) أعمالها في مجال المكونات ستمنحها دفعة”.

يتوقع محللون تغييرات تدريجية فقط في جهاز آيفون الجديد من أبل. ويرى يو أن “سامسونج” ستصبح الرائدة في أجهزة الجيل التالي، نظرا لهيمنتها في مجال لوحات عرض OLED ورقائق الذاكرة “ناند” ثلاثية الأبعاد التي تعتبر لا غنى عنها بالنسبة للهواتف الذكية الراقية. ومن المتوقع أن تصبح مزودا كبيرا للشاشات من أجل نماذج جهاز آيفون الجديدة المقرر إطلاقها العام المقبل، بينما من المرجح أن تدخل “سامسونج” هواتف ذكية قابلة للطي في وقت قريب، ربما يكون عام 2017.

ويقول يو: “سامسونج مؤهلة لأن تتطور قبل الآخرين، لأنها تملك جميع المكونات التي تمكنها من ذلك. ستكون قادرة على التمتع بهوامش ربح أعلى من مستوى الصناعة لفترة طويلة”.

ويعكس ارتفاع سعر السهم في “سامسونج” مثل هذا التفاؤل. فقد ارتفعت أسهمها نحو 20 في المائة حتى الآن، بينما انخفضت أسهم شركة أبل 8 في المائة هذا العام. ويقول كيم: “الأمر لا يتعلق فقط بالهواتف الذكية. منتجات “سامسونج” الجديدة الأخرى أيضا تحظى باستقبال جيد من قبل السوق. من المشجع أن نرى أن “سامسونج” أصبحت رائدة، وليس فقط شركة تابعة، في بعض القطاعات مثل لوحات عرض OLED ورقائق ناند ثلاثية الأبعاد ومحركات الأقراص الصلبة”.

الاقتصادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى