هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين
لدى زيارتك إلى صفحتها الفيسبوكية تفاجئك ” أكاديمية يوريكا للتعليم التكنولوجي ” بإختيارها لكلمات : ” براءة ” ، وإختراع، و” إخترع معنا”، اذ تلخّص الأكاديمية الأردنية بهذه الكلمات البسيطة أهدافها ورؤيتها العامة التي تقوم على برنامج علمي مختص بالتعليم التكنولوجي المبدع والهندسة مستهدفا الفئة العمرية من 6 سنوات الى 16 سنة.
كما انك تطالع عبارة ” مصنع المبتكرين” على صدر الصفحة الرئيسية لموقع الأكاديمية الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وكأنها تبعث برسالة الى مجتمعاتنا وأسرنا الاردنية : ” ان ليس من المستحيل بل بالامكان خلق جيل مخترع مبدع قد يسهم مستقبلا في ابتكار واختراع منتجات تسهم في تحسين واقعنا الاقتصادي والاجتماعي وتحويل فكرنا من الاستهلاك الى الانتاج”.
وبعيدا عن العالم الافتراضي، استطاعت أكاديمية ” يوريكا” منذ انطلاقتها قبل ما يزيد على السنتين من تعليم وتدريب نحو 350 طفلا في كل من عمان والعقبة، وتطوير قدراتهم الابداعية في مجالات الهندسة والتكنولوجيا من خلال تدريسهم المبادئ الرئيسية في الهندسة والإبداع لتحويل الأفكار إلى منتجات ملموسة باشراف فريق متخصص من المهندسين والمستشارين المتخصصين .
وتقول المؤسسة والمديرة التنفيذية للاكاديمية أفنان علي : لقد تمكننا بجهود فريق متكامل وبرنامج محلي للتعليم الهندسي ان نطور قدرات الأطفال التكنولوجية حتى تمكنوا من عمل مشاريع هندسية تنافس أحيانا طلبة كليات الهندسة ، و مشاركتهم في المسابقات المحلية و الدولية في هذا المجال.
وتبين علي لـ ” هاشتاق عربي : ” ان مشاريع الطلاب شملت أذرع روبوتات يمكن التحكم بها عن بعد، أنظمة ري ذكية، روبوتات وغيرها من المشاريع “.
وتشير الى أن مشاريع الطلاب الذين تلقوا اسس التعليم الهندسي في اكاديمية ” يوريكا” حازت وتقدمت في كثير من المسابقات والمحافل المحلية والعربية ومنها : حصولنا في العام 2014 على المركز الاول في المسابقة الوطنية للروبوتكس، والمركز الثالث على مستوى الوطن العربي-المسابقة العربية للروبوتكس – قطر.
وتضيف علي بأن نتائج مشاريع طلاب الاكاديمية تبشر بالكثير من الخير والامكانيات لايجاد جيل مخترع ومنتج للتكنولوجيا بدلا من كونه جيلا مستهلكا، وبانه ليس من المستحيل تعليم وتحفيز الطلاب لاظهار مواهبهم وابداعاتهم في هذه المجالات، والامر هنا لا يتعلق ولا يرتبط بتحصيل الطالب العلمي، فالكثير من طلاب الاكاديمية ليسوا من اصحاب التحصيل العلمي العالي، وتقول : ” لا يشترط ان يكون الطالب متفوقا في دراسته حتى يستطيع الوصول او تعلم ابجديات التعليم الهندسي والوصول الى درجة ابتكار منتج من فكره وصنع يده”.
وببساطة تشرح علي اهداف أكاديمية يوريكا والتي تقوم على فكرة تاهيل جيل مخترع ومبتكر وتجهيزهم خطوة بخطوة ليكونوا منتجين للتكنولوجيا لا مستهلكين لها فقط، فالأكاديمية تقدم برنامج علمي مختص بالتعليم التكنولوجي المبدع والهندسة، يعمل على تطوير قدرات الطلاب الابداعية في مجالات الهندسة والتكنولوجيا عن طريق تدريس الطلاب المبادئ الرئيسية في الهندسة والإبداع لتحويل الأفكار إلى منتجات ملموسة.
وتبين علي بان البرنامج يتميز بشموليته وتدرجه حيث يتكون من عدة مستويات ، كل مستوى 3 شهور ، هندسة كهربائية ، هندسة الكترونية ، انظمة التحكم ، الطاقة البديلة، الروبوتكس ، برمجة الألعاب الإلكترونية ، برمجة تطبيقات المحمول ، ريادة الأعمال التكنولوجية ( براءة الإختراع،البحث و التطوير) ،خطة اعمال تكنولوجية.
وتقول بان فريقا من مهندسين وجامعيين ومستشارين يتعاونون مع الاكاديمية لهم فضل كبير في انجازات الاكاديمية حتى يومنا هذا منهم : م.فراس عبيدو ( مؤسس و مدير شركة ساتش نت)، م.أمنية الطياري (مؤسس و مدير شركة مزادة) ، م.عماد يارد ، د.م.مصطفى يعقوب ، م.محمود الشطل.
وتأمل علي الاستمرار في تطوير عمل الاكاديمية والتاثير في مجتمعنا الاردني والعربي وتحفيز الاطفال والاهالي والوصول الى قناعة مفادها : ” باننا نستطيع الابتكار والابداع واللحاق بالغرب”.
وتقول : ” ليس مبكرا العمل مع هذا الجيل ، يجب علينا العمل من الصغر وتحفيز الطلاب على الابتكار والابداع خارج خط المناهج التقليدي، والامر ليس مستحيل ، نستطيع ذلك”.
فالتعليم الهندسي كما تشرح علي ” ليس صعبا ولا مستحيل”، وهو يحتاج الى تعلمه بخطوات للوصول الى درجو الابتكار والاختراع، لافتة الى ان ” يوريكا” تعمل على تطوير المهارات العقلية العليا بعيدا عن مهارات الحفظ التقليدية، بتركيزها على تحفيز وتطوير مهارات التحليل والتركيب والابتكار والابداع”.
وتؤكد بان هناك الكثير من التحديات التي تواجه اطفالنا وشبابنا ومجتمعنا بشكل عام في مجال التعليم الهندسي والاختراع والابتكار، ولكننا في الاكاديمية نعمل على تجاوز هذه التحديات بتوفير التعليم التقني المختص، وربط الاطفال والشباب بالمختصين والمستشارين، ومساعدتهم على عرض افكارهم امام الجمهور وامام المتخصصين في هذا العلم”.
” يوريكا” – كما تقول علي – انطلقت لتغير واقعا سيئا في مجتمعنا المستهلك للتكنولوجيا فقط، وهي تامل لتعمم تجربتها الى العالم العربي .
كلمة ” يوريكا” باللغة اليونية تعني ” وجدتها” ، وكما صرخ بهذه الكلمة العالم اليوناني “أرخميدس” في القرن الثالث قبل الميلاد معلنا إكتشاف قانون الطفو الشهير، فقد يتمكن واحد من اطفالنا وشبابنا او اكثر الصراخ بهذه الكلمة عندما يتوصلون الى اختراع علمي او تقني قد يغير وجه العالم وذلك ليس ببعيد …..!!!!!!!!