صارت منطقة الخليج الوجهة المثلى لشركات صناعة سيارات الأجرة الآلية (روبوتاكسي) الصينية، وذلك في ظل جاذبيتها فيما يتعلق بالقواعد التنظيمية التي تحتضن التكنولوجيا والطلب القوي الذي تشهده على خدمات طلب سيارات الأجرة.
وتشير سلسلة من خطط التوسع التي أعلنتها هذه الشركات إلى مدى حماسها. فقد صارت بوني.إيه.آي هذا الأسبوع ثالث شركة روبوتاكسي صينية تكشف عن اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وذلك بعد منافستيها بايدو ووي.رايد.
وتعتزم الشركة بدء تجربة سياراتها في المدينة هذا العام، على أن تبدأ العمل بالكامل بدون سائق في 2026.
وقالت وي.رايد هذا الأسبوع أيضا إنها ستتوسع في السعودية، حيث تختبر سياراتها في مدن مثل الرياض، مضيفة أنها تتوقع بدء الخدمات التجارية في أواخر 2025.
يأتي ذلك في أعقاب بدئها تجارب سيارات روبوتاكسي ذاتية القيادة بالكامل في أبوظبي هذا الشهر، ومن المقرر بدء الرحلات تجارية بنهاية يونيو حزيران. كما تخطط الشركة لإطلاق خدماتها في دبي قريبا.
وكشفت بايدو في مارس آذار عن عزمها نشر “العشرات” من سيارات الروبوتاكسي بالشراكة مع شركة أوتوجو الإماراتية في أبوظبي بهدف بدء العمليات التجارية بحلول 2026. كما تهدف إلى بدء التجارب في دبي هذا العام.
وقال تشانغ ليانغ المدير العام في وحدة أبولو للقيادة الذاتية التابعة لبايدو المشرف على أسواق أوروبا والشرق الأوسط إن الإمارات “منفتحة نسبيا، لكنهم أيضا يتسمون هناك بالحذر والبراجماتية في التفاصيل”.
وأضاف خلال المؤتمر العالمي لمركبات الطاقة الجديدة في أبوظبي الأسبوع الماضي “نحن سعداء حقا برؤية منافسة إيجابية ونشطة ولن نخشى مثل هذه المنافسة”.
هناك قلق في دبي من تفاقم أزمة الازدحام المروري ونقص سيارات الأجرة وخدمات طلب السيارات التي تعتمد بشكل كبير على العمال المهاجرين الذين يعملون سائقين، لذا فهي تستهدف أن يكون 25 بالمئة من وسائل النقل اليومية ذكية وذاتية القيادة بحلول 2030.
وهدف أبوظبي هو 25 بالمئة من إجمالي الرحلات بحلول 2040، بينما تستهدف السعودية 15 بالمئة بحلول 2030.
وقال طه محمد عبد الكريم وهو مستشار مستقل مقيم في قطر “الشرق الأوسط، وهذا النوع من الأسواق يمتلك بالفعل بنية تحتية ورأس مال وطموحا، وهو أمر بالغ الأهمية. ولهذا السبب يصطف الجميع هنا”.
وتتشارك كل من بوني.إيه.آي ووي.رايد مع أوبر في المنطقة ليتسنى طلب سياراتهما من خلال تطبيق أوبر.
ساحة تنافس أمريكية صينية في المستقبل؟
قد تتحول منطقة الخليج إلى أول ساحة تنافس مباشر بين سيارات الروبوتاكسي الصينية والأمريكية.
فقد قال الرئيس التنفيذي لتسلا إيلون ماسك خلال جولة بالخليج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر أنه سيوسع خدمة “سايبركاب” لسيارات الروبوتاكسي إلى السعودية، غير أنه لم يذكر إطارا زمنيا.
وفي الوقت الحالي، وايمو هي الشركة الأمريكية الوحيدة التي تشغل خدمات سيارات الروبوتاكسي بدون سائق لنقل الركاب. وتخطط تسلا لإطلاق تجربة في أوستن بولاية تكساس بحلول نهاية يونيو حزيران بهدف توسيع نطاق الخدمة لتشمل نحو ألف مركبة في غضون بضعة أشهر.
ويتمتع منافسوها الصينيون بخبرة أكبر.
وقال تشانغ إن بايدو واثقة من قدرتها على تحقيق أداء جيد في الخارج، مشيرا إلى أن سياراتها أكملت 10 ملايين رحلة في الصين حتى مارس آذار دون وقوع حوادث مرورية خطيرة.
وتشغل الشركة خدماتها لسيارات الروبوتاكسي “أبولو جو” تجاريا في عدد من المدن الصينية منذ 2022. وهي سيارات ذاتية القيادة لكنها لا تستطيع السفر إلا داخل نطاقات محددة. ومع ذلك، قد تكون هذه النطاقات واسعة جدا، إذ تتيح مدينة ووهان على سبيل المثال أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر من الطرق العامة لاستخدام سيارات الروبوتاكسي.
وقال تشانغ “هذا أول عام لشركة أبولو تطلق فيه رسميا خدماتها خارج البلاد”. وأضاف أن الشركة تعتزم دخول أوروبا وجنوب شرق آسيا، دون تحديد إطار زمني.
وقالت بوني.إيه.آي، التي تمتلك أسطولا يضم 300 سيارة روبوتاكسي في الصين، إنها تأمل على المدى الطويل في دمج سياراتها الروبوتاكسي مع مسارات مترو وترام دبي.
وتعتبر بوني.إيه.آي، المدعومة من تويوتا اليابانية، هذا العام هو عامها الأول للانتشار التجاري واسع النطاق، وتهدف إلى زيادة أسطولها عالميا ليضم آلاف السيارات خلال العامين المقبلين. كما حصلت على تصاريح اختبار في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ولوكسمبورج.
وأعلنت وي.رايد أنها بدأت “التشغيل العام” لسيارتها الروبوتاكسي جي.إكس.آر من فئة السيارات ميني فان في عدد من المدن الصينية، بالإضافة إلى زوريخ وأبوظبي. ودخلت في شراكة مع أوبر في مايو أيار الماضي للتوسع في 15 مدينة خلال السنوات الخمس المقبلة، وتقول إنه إلى جانب الشرق الأوسط، هناك نقص في السائقين بقطاع النقل أيضا في سنغافورة واليابان وأوروبا، مما يجعلها أسواقا مستهدفة رئيسية.