استقرت سوق العملات المشفرة، اليوم الثلاثاء، بعد يومٍ دامٍ أمس الاثنين، مع ارتفاع عملة “بيتكوين” أعلى مستوى 80 ألف دولار، قبل أن تقلص مكاسبها مرة أخرى مع افتتاح السوق الأميركية.
ارتفعت عملة بيتكوين بنسبة 0.54% اليوم الثلاثاء لتصل إلى مستوى 79600 دولار، على الرغم من استمرار التدفقات الخارجة عبر الصناديق المتداولة والتي وصلت لنحو 90 مليون دولار، حتى الساعة 6:55 مساء بتوقيت دبي.
ومع التراجعات الأكبر لمعظم العملات المشفرة ارتفعت حصة “بيتكوين” من قيمة سوق التشفير البالغة 2.52 تريليون دولار إلى 62%. ويقارن ذلك بمستويات قرب 50% على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.
وعلى الرغم من استقرار سوق التشفير إلا أن عملة إيثر، لا تزال تعاني من التراجعات، إذ انخفضت اليوم بنسبة 2.68% إلى 1534 دولارا.
يأتي ذلك، فيما لا يزال الاتجاه العام لدى المستثمرين نحو الملاذات الآمنة والابتعاد عن الأصول الخطرة، كما برز اتجاه جديد يشكك في اعتبار سندات الخزانة الأميركية ضمن الملاذات الآمنة وسط حرب الرسوم التجارية التي شنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الحلفاء.
وفي هذا السياق، قال مدير شريك في “X-pay “، د. محمد عبد المطلب، إن عملة البيتكوين أظهرت صمودًا ملحوظًا مقارنة بالانهيارات الحادة التي شهدتها الأسواق الأخرى مؤخرًا.
وأوضح عبد المطلب، في مقابلة مع “العربية Business”، أن البيتكوين حافظت على مستوياتها فوق 80 ألف دولار، ولم تخترق حاجز الدعم الواقع في منتصف السبعينات رغم تحركها للأسفل خلال الـ 40 ساعة الماضية، حيث ظل يتأرجح في هذا النطاق.
وأضاف أن العملات المشفرة تبدو حاليًا وكأنها لم تتأثر بشكل كبير بتحركات السوق الأخرى الناتجة عن التعريفات الجمركية المفروضة وحالة الترقب وعدم اليقين.
وأشار إلى أن أحد أهم أسباب هذا الصمود قد يكون مرتبطًا بمشروع قانون يتم مناقشته في الكونغرس الأميركي يتعلق بالعملات المستقرة، حيث يبدو أن سوق العملات المشفرة تنتظر نتائج هذا التشريع أو الأخبار المتعلقة به أكثر من تفاعلها مع تحركات السوق العامة.
واستبعد على المدى القريب وحتى المتوسط (خلال 4 و 5 سنوات المقبلة)، أن تصبح العملات المشفرة مستقلة تمامًا عن تحركات الحكومات.
وأوضح أن المبدأ الأساسي لإنشاء العملات المشفرة هو تحقيق الاستقلالية والقدرة على التحرك بعيدًا عن تدخل الحكومات، لكن ذلك يتطلب وصول تبني واستخدام العملات المشفرة إلى مستوى عالمي واسع يجعلها مستقلة بذاتها. وحاليًا، لا يزال يُنظر إلى العملات المشفرة ويُستثمر فيها كأصول استثمارية وليست كعملات تستخدم في المعاملات اليومية.
وذكر أن التحركات العنيفة التي شهدها مؤشر S&P 500 وداو جونز وغيرهما في الأسبوع الماضي، والتي تضمنت انهيارات بنسب غير معتادة، لم يصاحبها تحركات مماثلة في سوق العملات المشفرة، الذي يشهد عادة تقلبات بنسبة 20% و30% خلال أسبوع واحد. وقد يستنتج من ذلك أن العملات المشفرة أصبحت أكثر ثباتًا وعزلة عن المؤشرات الدولية والأسواق والأحداث الجيوسياسية.