أخبار الشركات

مليون يورو للجامعات الاردنية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

 يعد ادخال تكنولوجيا المعلومات في التدريس الجامعي، أمرا مهما في عصر الثورة المعلوماتية، لربط الطالب معرفيا ومهاريا في العملية التعليمية، وتكريس دور الحواس في التعليم، بحيث يكون قادرا للرجوع إلى الشبكة العالمية للمعلومات لتنمية روح البحث.

ويشير استاذ الهندسة الميكانيكية ومدير مشروع الاتحاد الاوروبي في الجامعة الاردنية الدكتور أحمد السلايمة، إلى إنشاء مختبر متخصص في الجامعة الاردنية لتدريب أعضاء التدريس في تحويل محاضراتهم الى مرئية وفيديو متعدد الوسائط عبر الانترنت، بمعنى تحويل المحاضرات الورقية الى تكنولوجية،ضمن مشروع اوروبي اردني.

ويوضح أن المشروع الاوروبي الاردني سيطلق قريبا ضمن ثلاث مراحل بقيمة مليون يورو، وسيتم تدريب (120) عضوا من الهيئة التدريسية للاستفادة من التجارب الاوروبية في التدريس الجامعي،المرحلة الأولى يتم فيها إدخال تكنولوجيا التعليم في كليتي الهندسة والعلوم ، وفي المرحلة الثانية سيتم تعميم التجربة على باقي الكليات والمرحلة الثالثة تعميمهاعلى بقية الجامعات الأردنية.

وتظهر دراسة أعدها مركز الاستراتيجيات والدراسات في الجامعة الاردنية،أن أكثر من نصف الطلبة يعبرون عن عدم رغبتهم بالتعلم من خلال اسلوب التلقين.

ويقول وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاسبق الدكتور عمر شديفات، من الاهمية الأخذ بالاعتبار إدخال تكنولوجيا التعليم في الجامعات كونها أحد المعايير الدولية في تصنيف الجامعات ، والعمل على مقارنة جامعاتنا بالجامعات العالمية، التي وصلت الى أعلى مراتب التصنيف، للعمل على تطبيق المعايير الدولية والحذو نحوها لتطوير العملية التعليمية للارتقاء بجامعاتنا إلى أعلى مراتب التصنيف العالمي، مشيرا الى أن معايير الجودة المتكاملة والبحث العلمي والمشاريع الابداعية تسهم في تحسين جودة التعليم.

وتسعى معايير الجودة في التعليم، بحسب شديفات الى تطوير كفاءة الطالب في التعلم والارتقاء بتفكيره وتنمية القدرات والمهارات الابتكارية وملكة النقد الفكري ليكون عضوا فاعلا ومشاركا في العملية التعليمية ، من خلال ايجاد أرضية تدعم وتطور البحث العلمي، واستثمار الطاقات الابداعية، والعمل على التدريب والتأهيل المستمر لكافة أعضاء العملية التعليمية، ومواكبة المستجدات التكنولوجية في هذا المجال.

يرى رئيس قسم الاعتماد وضمان الجودة في جامعة ال البيت، والحاصل على شهادة الدكتوراة في المناهج والتدريس/ تكنولوجيا التعليم من الجامعة الاردنية الدكتور فريد الخزاعلة،ان العديد من الجامعات عملت على حوسبة مساقاتها الدراسية وبعض الاختبارات التي يتوفر فيها عدد كبير من الطلبة كمتطلبات الجامعة الاجبارية والاختيارية، فيتم إنشاء بنك من الأسئلة داخل النظام ويدخل كل طالب برقمه الجامعي والرقم السري المزود به من قبل المدرس، فيختار النظام مجموعة من الأسئلة العشوائية، والتي تكون متكافئة في المستوى لجميع الطلبة ،وبذلك يتم توفير الكثير من الوقت والجهد والمال على المدرس والطالب والإدارة.

ويؤكد أهمية تكنولوجيا التعليم في رفع شأن الجامعة من حيث الإقبال الشديد عليها من قبل الطلبة والباحثين على حد سواء بحصولهم على مصادر متنوعة من المعرفة وتعدد الأدوات والوسائل التي يتعامل معها الطالب، والمساعدة على تنشيط حواس الطالب، بحيث تثير الانتباه ‏لديه وتجذبه باستخدام الإضاءة والألوان الزاهية ويتم من خلالها إعادة عرض المادة العلمية بصورة مختلفة مشوقة.

ومن ايجابيات المناهج المحوسبة سهولة الحصول على المعلومات واسترجاعها ، والعمل على ترسيخ المعلومة عند الطالب باستعمال أكثر من حاسة في التعلم، وإعداد نواة من الجيل المعتمد على المعلوماتية، والقادر على تلبية متطلبات العصر، وتشويق الطالب إلى الحصة، بفعل الحركة والألوان وأوراق العمل التي تضفي على المعلومة سهولة في فهمها وحفظها.

ويوضح انه على المستوى المحلي للجامعات الأردنية كان لهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الدور الكبير في حصول جامعاتنا على مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية وحصول بعضها على شهادة الجودة وذلك للاهتمام الكبير المنصب على الجامعات بشقيها الحكومية والخاصة.

وبين انه لا ينظر الى تكنولوجيا المعلومات فقط كأدوات أو آلات تستخدم في عملية التعليم والتعلم، فأصبحت الجامعات تركز كثيراً على استخدام تكنولوجيا التعليم في أساليب التدريس وتهيئة البيئة التعليمية، وتشجيع أعضاء هيئة التدريس لاستخدامها وتوفير دورات وورش عمل فصلية أو سنوية لهم، مع أن ذلك كله غير كافٍ.

ويشير مدير عام مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني الدكتور بهاء الدين الخصاونة الى أن وفرة المعلومات من خلال التكنولوجيا ، أسهمت بحل العديد من المعوقات والتحديات التي كانت تواجه العملية التعليمية بصفة عامة، حيث قامت بتذليل مشكلات متعددة مثل (نقص أعداد المعلمين، والفقر، واقتصار التعليم على فئة محددة، وغيرها)، إضافة لما قدمته هذه الثورة المعلوماتية الهائلة من معارف ومعلومات لمختلف الفئات العمرية وعلى اختلاف مواقعهم الجغرافية.

ويبرز دور تكنولوجيا المعلومات ،وفق الخصاونة ،في الجانب التعليمي عبر تمكينها للطلبة وخاصة الذين يقطنون في المناطق الريفية والنائية، إضافة إلى عملية “التعلم عن بعد” في مختلف المجالات والتخصصات الأكاديمية والمهنية من خلال التعليم الإلكتروني، والإطلاع على خبرات وتجارب الآخرين والاستفادة منها عبر تعاون المؤسسات التعليمية فيما بينها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتشبيك الطلبة مع بعضهم البعض.

ويبين الخصاونة بأن الفائدة التي تحققت للمؤسسات التعليمية جراء استخدام التكنولوجيا تمثلت في تطوير المناهج الدراسية والأساليب التعليمية، واستخدام الوسائط المتعددة في توصيل المعلومات بشكل جديد، وانتشار بوابات التعليم الإلكتروني، لافتا الى برنامج محطات المعرفة الذي جاء بمبادرة ملكية سامية في العام 2001 لإنشاء محطات مجهزة للمعرفة في المناطق الريفية والنائية، بهدف التعليم والتأهيل وتوفير فرص العمل للقاطنين في هذه المناطق باستخدام التكنولوجيا.

وحول أبرز التحديات التي تعيق من تطبيق التكنولوجيا في مختلف القطاعات ولا سيما التعليمية منها يقول الخصاونة، إن أكبر تحد يواجه العاملين في هذا المجال يكمن في التغيير الهائل على التكنولوجيا وتطورها السريع والمستمر،موضحاً بأن التدريب المستمر بالتكنولوجيا في هذه الظروف المتسارعة يعد التحدي الأبرز الذي يواجه العالم بأسره في هذا المجال.

ويؤكد أن استخدام التكنولوجيا بالتعليم يذهب باتجاهين؛ اتجاه يعتمد على تكنولوجيا المعلومات بشكل كامل في العملية التعليمية، واتجاه آخر يعتمد على التكنولوجيا بشكل جزئي إلى جانب العملية التعليمية الاعتيادية، موضحاً بأن لكل اتجاه سلبياته وايجابياته، إلا أن الدمج ما بين التكنولوجيا من جهة والتعليم بالأسلوب الاعتيادي من جهة أخرى هو الأصح، وهو ما يخدم الطلاب ليكونوا قادرين على استخدام مختلف الأساليب التعليمية والإستفادة منها بالشكل الصحيح .(بترا)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى