تسود التوقعات بأن تدخل العملات الرقمية المشفرة عصرها الذهبي خلال الفترة المقبلة في ظل حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيعود الى البيت الأبيض قبل نهاية الشهر الحالي، فيما كانت العديد من العملات الرقمية، ومن بينها “بيتكوين” قد سجلت أرقاماً قياسية خلال الأسابيع القليلة الماضية في أعقاب إعلان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال تقرير مطول نشرته جريدة “فايننشال تايمز” البريطانية، واطلعت عليه “العربية Business”، إن إبن ترامب الثاني، إريك، أكد خلال مؤتمر هام أقيم في أبوظبي الشهر الماضي أن والده سيفي بوعوده بأن يكون “الرئيس الأكثر تأييداً للعملات المشفرة”.
وأضافت الصحيفة إن “فجر ولاية ترامب الثانية يعد بأن يمثل نقطة تحول للعملات المشفرة، وإخراجها من الظل إلى التيار الرئيسي، وبدون مستويات التدقيق التنظيمي التي واجهتها في السنوات الأخيرة”.
ويعتقد العاملون في صناعة العملات المشفرة أن الرئيس المنتخب والكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون سيطلقون العنان لعصر ذهبي لهم.
وخلال الحملة الانتخابية، وعد ترامب بإنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين، والذي من شأنه أن يحوله في الواقع إلى أصل احتياطي، كما وعد بتعيين مجلس استشاري للعملات المشفرة.
ويشعر مالكو العملات المشفرة بالنشوة، حيث عندما اخترق البيتكوين مستوى 100 ألف دولار لأول مرة، بعد شهر من الانتخابات، اتصل إريك ترامب بوالده في الساعة السادسة صباحاً لنقل هذه الأخبار.
وتقول “فايننشال تايمز” إن إحياء العملات المشفرة يمثل تغييراً جذرياً في الحظوظ مقارنة بما كان عليه الحال قبل عامين فقط، عندما تسبب انهيار بورصة سام بانكمان فريد في أواخر عام 2022 بأزمة عالمية دفعت سعر البيتكوين إلى الانخفاض إلى 16 ألف دولار فقط ودفع الكثيرين إلى تجنب الصناعة خوفاً من الافلاس.
ويقول ييشا ياداف، العميدة المساعدة في كلية الحقوق بجامعة فاندربيلت: “هذا تحول بأبعاد شبه أسطورية، وأبعاد معجزة، وليس شيئاً يمكن التفكير فيه على الإطلاق، حتى في بداية هذا العام”.
وتشير الى أن الإدارة الأكثر ودية للعملات المشفرة يمكن أن تشجع التدفقات القياسية، والمزيد من الصفقات والأموال المؤسسية، حيث يقلق اللاعبون الماليون التقليديون بدرجة أقل بشأن الوقوع في قبضة الجهات التنظيمية.
ويقول إسوار براساد، زميل بارز في مؤسسة بروكينجز: “إن الجمع بين الشرعية الأكبر والتنظيم الخفيف هو ما يقلقني حقاً”. ويضيف: “إن التبني الأوسع للعملات المشفرة على مستوى التجزئة والمؤسسات قد يفرض بالتأكيد بعض المخاطر”.
ومع إغراء المزيد من المستثمرين بالعودة إلى السوق المتقلبة، فإن تأثير انهيار الأسعار قد يكون أكثر ضرراً من حالات انخفاض العملات المشفرة السابقة إذا أصبح الأصل متشابكاً بشكل متزايد مع النظام المالي التقليدي.
ويقول بيل هيوز، المستشار الأول في كونسينسيس، التي تعرضت لدعوى قضائية في الصيف: “هذه بداية جديدة من نواح كثيرة”، في اشارة الى وصول ترامب الى الحكم، ويضيف: “لقد اتخذت الإدارة الأخيرة موقف الأرض المحروقة فيما يتعلق بالعملات المشفرة”، ويمثل انتخاب ترامب “تطوراً من الطريقة العدائية للغاية التي تسير بها الأمور الآن إلى موقف متماسك مؤيد للسوق”، على حد تعبيره.
ويسارع الرؤساء التنفيذيون العاملون في قطاع العملات المشفرة إلى جذب ترامب، وكان كريس مارساليك، رئيس بورصة كريبتو.كوم، أحدث من التقى بالرئيس المنتخب في فلوريدا.
وبالإضافة إلى خطاب ترامب نفسه، فإن محبي العملات المشفرة متحمسون لآراء الأشخاص من حوله، والذين دعم العديد منهم العملات الرقمية بقوة، بحسب ما تؤكد “فايننشال تايمز”.
وفي الوقت نفسه، من المقرر أن يقود المستثمر ديفيد ساكس جهود العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي في دور استشاري بإدارة ترامب.
ويقول تايلر وينكلفوس، المؤسس المشارك لبورصة العملات المشفرة جيميني: “ساكس يعرف كيف يبني ويفهم السياسة”. ويضيف: “كان أيضاً في وقت مبكر جداً في مجال العملات المشفرة ودعم ترامب لجعل أمريكا مؤيدة للأعمال التجارية، ومؤيدة للابتكار ومؤيدة للعملات المشفرة”.
ويقول مايك نوفوجراتز، مؤسس مجموعة العملات المشفرة جالاكسي: “عندما يحب جميع الأشخاص حول الطاولة صناعتنا، عليك أن تفكر في أن أشياء جيدة قادمة”.
