ترامب يتفوق في المنافسة الرقمية: “تروث سوشال” تتفوق على “إكس”

في تحول مفاجئ للأحداث، أصبحت شركة التواصل الاجتماعي الخاصة بدونالد ترامب “Truth Social”، الآن قيمتها أكبر من منصة إيلون ماسك، X (المعروفة سابقًا باسم Twitter). شهدت “ترامب ميديا آند تكنولوجي غروب”، الشركة الأم لشركة “تروث سوشيال”، ارتفاعًا حادًا في سعر سهمها مؤخرًا. هذا هو السبب الأكبر لهذا التغيير. ومع ذلك، فإن الأمر ليس بهذه البساطة.

نظرة سريعة على الأرقام

تجاوزت قيمة مجموعة للإعلام والتكنولوجيا ترامب 10 مليارات دولار، ما يجعلها أعلى من شركة “X” التابعة لماسك، والتي تم تحديدها مؤخرًا بحوالي 9.4 مليار دولار. وهذا انخفاض حاد عن 44 مليار دولار دفعها ماسك عندما تولى إدارة “تويتر” في عام 2022.

بالنسبة لترامب، الذي كان وضعه المالي مضطربًا على مر السنين، لم يكن هذا الارتفاع ليأتي في وقت أفضل. لقد أعطت قيمة مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا وحدها صافي ثروته زيادة كبيرة، مع تقديرات تضعها بين 7.5 مليار دولار و10 مليارات دولار.

ما الذي يعزز قيمة Truth Social؟

يبدو أن قيمة “Truth Social” أكثر من أدائها الفعلي. إذ يراهن المتداولون على أنه إذا استعاد ترامب البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة، ستظل قيمة المنصة مرتفعة أو حتى تزيد.

تضاعفت أسهم “Truth Social” بأكثر من أربعة أضعاف، خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أظهرت ارتفاعًا بنسبة 50% في الأسبوع الماضي فقط قبل أن تنخفض قليلاً إلى 40 دولارًا وقت كتابة هذا التقرير.

وكانت قد أعلنت “Truth Social” إيرادات بلغت 837,000 دولار في الربع الأخير، في حين سجلت خسارة ضخمة بلغت 16 مليون دولار.

لكن الارتباطات السياسية والمكانة البارزة التي يتمتع بها ترامب هي التي تبقي السهم في دائرة الضوء. وكما قال ماثيو تاتل، الرئيس التنفيذي لشركة “Tuttle Capital Management”: “إذا خسر ترامب، أعتقد أن هذا الاتجاه الصاعد سينتهي”، وهذا يوضح مدى ارتباط ثروات شركة “Truth Social” بآفاق ترامب السياسية.

إيلون ماسك: مغامرة مكلفة

اعترف ماسك علنًا بأنه دفع مبالغ زائدة للاستحواذ على “X”، ومنذ توليه المسؤولية، كانت المنصة تكافح للتكيف. حول ماسك انتباهه إلى نماذج الاشتراك في محاولة لتوليد إيرادات أكثر ثباتًا مع انخفاض إيرادات الإعلانات. وكا يتطلع ماسك لأن تصبح منصة “X” تطبيق كل شيء، ويشمل كل شيء من الاتصالات الاجتماعية إلى المعاملات المالية.

وكانت قد قامت شركة “Fidelity” مؤخرًا بتقييم حصتها في “X” بمبلغ 4.2 مليون دولار فقط – انخفاضًا من ما يقرب من 20 مليون دولار عندما استحوذ ماسك على الشركة لأول مرة. ومع ذلك، يظل ماسك متفائلًا، حتى أنه يشير إلى أن “X” لديها القدرة على الوصول إلى تقييم قدره 250 مليار دولار. ولكن في الوقت الحالي، فإن الواقع هو أن منصة “Truth Social”، بأسعار أسهمها المرتفعة، تفوقت على “X”.

“Truth Social” تعزز صافي ثروة ترامب

أدى استثمار ترامب في “Truth Social”، التي نمت لتشكل جزءًا كبيرًا من محفظته، إلى تحسين وضعه المالي بشكل كبير. لم يبع ترامب أيًا من أسهمه لتمويل حملته، واختار التمسك بالقيمة التي تجلبها المنصة. كما يعوض هذا الارتفاع بعض الضغوط المالية التي واجهتها ممتلكاته العقارية وسط انخفاض قيم العقارات المكتبية في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، حتى مع تدفق نقدي أكثر استقرارًا، تواجه منظمة ترامب ضغوطًا مالية من المعارك القانونية المستمرة لترامب، بما في ذلك التهم الجنائية وقضايا الاحتيال المدني. ومع الانتخابات القادمة في الأفق، فإن المخاطر أعلى، فإذا فاز، فقد تظل قيمة Truth” Social” قوية أو حتى تنمو، لكن الخسارة قد تؤثر بشكل كبير على قيمتها.

ماذا ينتظر Truth Social و X؟

تعد شركتا “X ” التابعة لإيلون ماسك، و”Truth Social” التابعة لدونالد ترامب عند مفترق طرق، إذ ستظل أهمية شركة “Truth Social” تتغير اعتمادًا على المسار السياسي لترامب.

من ناحية أخرى، على الرغم من عدم وجود ضمانات بأن العملاء سيقبلون المسار الجديد، يأمل ماسك أن تتمكن فكرته عن “تطبيق كل شيء” من استعادة القيمة لشركة X.