خاصمقالات

ريادي ورئيس تنفيذي من اليوم الأول

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

منذ اليوم الاول الذي بدأ العمل فيه على فكرته لمشروع ناشىء في تكنولوجيا المعلومات وانضمامه الى واحدة من مسرعات الاعمال التي ترعى وتدعم وتحتضن رياديي الأعمال، حرص الريادي ” X” على تصميم بطاقات تعريفية ” بزنس كارد ” تحمل اسمه بمسمى الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركته التي يحلم بتحويلها الى اسم عريق في العالم التقني، وهو يقول انه ” أسس شركته وأنطلق في عالم ريادة الاعمال” ، ولذا فمن حقّه ان يقدّم نفسه – بنفس الطريقة التي يقدم الرؤساء التنفيذيون الكبار أنفسهم بها – حتى ولو كانت شركته في أيامها الاولى.  

البزنس كارد” و ” المسمى الوظيفي”  اصبحا ” يليقان” بصديقنا الريادي ” X”  كما هو يعتقد ، وهي أدوات تقدمه باحترام للناس، لرجال الاعمال، والمستثمرين في المؤتمرات والملتقيات المتخصصة في ريادة الاعمال، ولكنني أتساءل : اليس هناك ما هو اهم من ” البزنس كارد” و ” المسميات الوظيفية” في شركة ما تزال في اولى خطواتها ؟  أعتقد ان هناك الكثير الكثير أهم من هذه ” المظاهر” …..

نعم اعتقد بان هذه الامور والادوات هي ” قشور” لا قيمة لها في السنوات الاولى من عمر الشركة الناشئة، الاهم هي الفكرة والعمل عليها وتطويرها ، نعم الفكرة واهداف المشروع اهم من ” الريادي” نفسه،  فلنقدمها قبل تقديم انفسنا…..

قد يعتقد البعض بان حديثي اليوم ينطوي على ” مبالغات” كبيرة، ولكن النموذج الذي قدمته ما هو الا مثال مما أشاهده يوميا في تغطياتي المستمرة لقطاع الشركات الناشئة…….. ، ساعود لصديقنا الريادي X الذي إكتسب الكثير من الغرور مبكرا واصبح ” رئيسا تنفيذيا لشركة” ولذا فهو لا يوفر جهدا للحصول على اية تغطية اعلامية للحديث عن حلمه وريادته وكيف تخلى عن وظيفته التقليدية ليحول فكرته الى مشروع انتاجي ناشىء،،،،،

من المهم ان نلتفت اعلاميا الى رياديي الاعمال، ومن المهم ان يبحث ويحصل الرياديون على الدعم الاعلامي، ولكن عدد منهم اصبح يبحث عن التغطية الاعلامية بشكل مجنون في اي وسيلة كانت….، وهنا اقول ابحث عن التغطيات التي تخدم فكرتك لا تلك التي تخدم شخصك، ومرة اخرى ادعو الى التركيز على الفكرة وتطويرها في السنوات الاولى والترويج في الاعلام للافكار وليس للاشخاص، كما ادعو الى البحث عن التغطيات الاعلامية التي تروج للفكرة وتشرح الحاجة منها للشريحة المستهدفة.

صديقنا الريادي ” X” لا يريد العمل على مشروعه منذ اليوم الاول الا من مكتب مجهّز حصل عليه من ماله الخاص، او من خلال حيز حصل عليه بدعم من حاضنة اعمال، وينسى ان كثير من الشركات الريادية وعمالقة العالم الرقمي بدات وانطلقت من مقار بسيطة : من منزل صاحب الفكرة، من مراب السيارات، من مقهى ………، عندما كان تركيز اصحاب هذه المشاريع ينصب على الفكرة وتطويرها اكثر من اي شيء اخر…….

وعلاوة على ما سبق لا يحب صديقنا الريادي ان يواجه اي صعوبات، وهو يتكدر ويصاب بالاحباط من اول هزيمة،…… دائم الشكوى من قلة الدعم للرياديين وضحالة الاستثمارات الموجهة للمشاريع الريادية ، يشكو في مرحلة ما اكثر من العمل على مشروعه……. ببساطة يريد ان يقول للجميع انا ريادي فليساعدني الجميع ..!!!   ولا اريد اية عقبات ….!!!!!، ولكن الامر معاكس تماما لما يعتقد صاحبنا فطريق ريادة الاعمال ليست مفروشة بالورود وعليك التعلم دائما من مراحل الفشل والهزائم ……..

اعتقد بان المظاهر والقشور هي صفة لا تصلح لرياديي الاعمال ابدا، خصوصا في البدايات حيث البحث الدائم عن تخفيض الكلف والمصاريف ، ولنا عبر وحكم من رؤساء تنفيذيين لكبرى الشركات التقنية  عندما يخرجون علينا في كل يوم خلال مؤتمرات ضخمة لتقديم منتجات واعلانات ضخمة بملابس بسيطة لا يتوقعها احد …….

 أنّ المظاهر والقشور لا تعبر عن حقيقة الشيء في معظم الاحيان وهي باهظة الثمن والتخلي عنها مكسب كبير وخصوصا  في بدايات عمر المشروع، ما ان عليك ان تستعد لكم هائل من الحواجز والعقبات فالطريق طويلة حتى تتحول الى ريادي بكل ما للكلمة من معنى

صديقي الريادي إرم بطاقتك التعريفية جانبا ، وعرّفنا على فكرتك وأختبر السوق واعمل على تطوير الفكرة وايصالها الى سكة النجاح والنمو وبعدها تحدث بصفتك رئيسا تنفيذيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى