كشفت شركة “أبل” عن بداية “عصر جديد” لأجهزتها مع إطلاقها أولى ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بجانب الكشف عن جهاز “آي ماك” جديد بمقاس 24 بوصة مزود بمعالج “إم 4” (M4) يدعم الذكاء الاصطناعي.
وأعلنت “أبل” في بيانها أن سعر جهاز “آي ماك” الجديد يبدأ من 1,299 دولاراً، وهو نفس سعر النموذج السابق، ويأتي مزوداً بمحرك عصبي محسن للتعامل مع مهام الذكاء الاصطناعي بكفاءة أكبر. وأوضحت الشركة أنها بدأت تلقي الطلبات على الطراز الجديد أمس الإثنين، على أن يصل إلى المتاجر في 8 نوفمبر. ويحتفظ الجهاز الجديد بتصميم مشابه للنموذجين السابقين، لكنه يأتي بمجموعة من الألوان الجديدة، منها الأخضر والبرتقالي والوردي والأزرق والأصفر والأرجواني، بجانب اللون الفضي التقليدي.
من جهة أخرى، أكدت “أبل” أن برنامج الذكاء الاصطناعي “أبل إنتلجينس” (Apple Intelligence) أصبح متاحاً الآن لأجهزة “أيفون” و”أيباد” و”ماك”. ورغم أن “أبل” عرضت قدرات واسعة في الذكاء الاصطناعي خلال يونيو الماضي، إلا أن الميزات المبدئية تمثل جزءاً محدوداً من خططها الطموحة لهذه التقنية. وتشمل المجموعة الأولى أدوات لتحرير وتلخيص النصوص، وواجهة بصرية جديدة لمساعدها الرقمي “سيري”، وقدرة على تلخيص الرسائل النصية الواردة والإشعارات الأخرى.
قدرات الذكاء الاصطناعي
يمثل هذا التطور خطوة مهمة للشركة التي تعمل على استدراك موقعها في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث كانت “أبل” بعيدة عن المشهد عند إطلاق برنامج “تشات جي بي تي” التابع لشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) في أواخر 2022، بينما استقطبت شركات مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” اهتماماً كبيراً في هذا المجال. وتسعى “أبل” من خلال “أبل إنتلجينس” إلى إثبات قدراتها الريادية في مجال الذكاء الاصطناعي.
مع ذلك، لن تتوفر بعض الميزات المنتظرة من “أبل إنتلجينس” حتى ديسمبر، مثل التكامل مع تطبيق “تشات جي بي تي” وأدوات لتحرير الصور وإنشاء رموز تعبيرية مخصصة، وكذلك ميزة ترتيب الرسائل تلقائياً في تطبيق البريد الإلكتروني على “أيفون”. ومن المتوقع أيضاً أن تتأخر نسخة “سيري” المطورة ودعمها لأجهزة الاتحاد الأوروبي حتى أبريل المقبل.
وأكدت “أبل” أنها تعمل بجد لتقديم أدوات الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع قانون الأسواق الرقمية هناك، والذي دخل حيز التنفيذ العام الماضي.
وجاء في بيان الشركة من مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا: “منذ إطلاق أبل إنتلجينس، نسعى جاهدين لتوفير أكبر عدد من الميزات في الاتحاد الأوروبي مع الامتثال لقانون الأسواق الرقمية، والمحافظة على خصوصية وأمان المستخدمين، وتحديد التحسينات الهندسية المطلوبة لضمان هذه المعايير”.
“آي ماك”.. الجهاز الأكثر مبيعاً
في سياق متصل، يُعد “آي ماك” الجهاز الأكثر مبيعاً لدى “أبل”، إذ يُعتبر المنتج الذي أسهم في إنقاذ الشركة من الإفلاس في أواخر التسعينيات. ولا تزال فلسفة الجهاز قائمة على جمع كافة مكونات الكمبيوتر خلف الشاشة، مما يسهل الاستخدام دون حاجة إلى إعدادات معقدة.
ويأتي الطراز الأساسي من “آي ماك” المزود بمعالج “إم 4” بثمانية أنوية لوحدة المعالجة المركزية وثمانية أنوية لوحدة معالجة الرسومات، وهو مماثل لطراز “إم 3” الصادر العام الماضي، وتُعتبر الأنوية مقياساً لقدرات معالجة البيانات وتحليلها. كما يتضمن الإصدار الأعلى، الذي يبلغ سعره 1499 دولاراً، عشرة أنوية لوحدة المعالجة المركزية وعشرة أخرى لوحدة معالجة الرسومات، بما يتماشى مع معالج “إم 4” المستخدم في جهاز “أيباد برو” المتطور الذي أُصدر في مايو.
في بيانها، قارنت “أبل” أداء النموذج الجديد مع طراز عام 2021 المزود بمعالج “إم 1″، وأشارت إلى أن أداء الجهاز الجديد أسرع بنحو 1.5 إلى مرتين حسب نوعية المهام. لكنها لم تقارن المعالج مع طراز “إم 3” الصادر العام الماضي، مما يشير إلى تحسنات طفيفة في الأداء.
يشمل الطراز الأساسي منفذين قياسيين من نوع “يو إس بي- سي” في الجزء الخلفي، بينما تأتي الإصدارات الأعلى بأربعة مداخل من نوع “ثندربولت 4” الأسرع. كما تحتوي هذه الطرازات أيضاً على منافذ إيثرنت لاتصال الإنترنت السلكي، وتأتي مع لوحة مفاتيح “ماجيك” المجهزة بمستشعر بصمة الإصبع.
تضمنت التحسينات الأخرى لجهاز “آي ماك” كاميرا أمامية بدقة 12 ميغابكسل، وهي تحسين عن الإصدارات السابقة. ولأول مرة منذ أربعة أعوام، تتوفر إمكانية تقليل انعكاسات الشاشة والوهج من خلال خيار تحسين وضوح الشاشة (nano-texture glass)، لكن مقابل 200 دولار إضافي.
يبدأ جهاز “آي ماك” الآن بذاكرة وصول عشوائي بسعة 16 غيغابايت، وهي ضعف السعة البالغة 8 غيغابايت التي كانت “أبل” توفرها في الطراز الأساسي خلال الأعوام الماضية. ويمكن للمستخدمين اختيار ذاكرة وصول عشوائي بسعة 32 غيغابايت، وهو خيار يتطلب إضافة 400 دولار ومتاح فقط للطرازات ذات السعات التخزينية التي لا تقل عن نصف تيرابايت.
استياء بين مستخدمي “أبل”
يعترض بعض مستخدمي “أبل” على سعة ذاكرة الوصول العشوائي المحدودة مقارنة بتلك التي تقدمها شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام “ويندوز”. وستسهم الذاكرة الإضافية في تعزيز دعم ميزات “أبل إنتلجينس” الجديدة، التي يمكن أن تستهلك أكثر من غيغابايت في ذاكرة الوصول العشوائي عند الاستخدام كل مرة.
إلى جانب تحديث جهاز “آي ماك”، طرحت “أبل” ملحقات جديدة، تشمل “ماجيك تراك باد” (Magic Trackpad) ولوحة مفاتيح “ماجيك كيبورد” (Magic Keyboard) و”ماجيك ماوس” (Magic Mouse)، لأول مرة بمنفذ شحن “يو إس بي- سي”، مما يسمح لها بالتوافق مع لوائح الاتحاد الأوروبي، ويتيح لمستخدمي “أيباد” و”أيفون” و”ماك” استخدام نفس الكابل لشحن الملحقات.
وكانت”بلومبرغ نيوز” قد نشرت عن أحدث تطورات جهاز “آي ماك” بمعالج “إم 4” في أبريل الماضي، وأعلنت مؤخراً عن طرح الموديلات الجديدة هذا الأسبوع