ألعاب إلكترونيةالرئيسية

مراجعة لعبة “إيج أوف ميثولوجي: ريتولد”: هل تستحق اللعب على “إكس بوكس”؟

هاشتاق عربي

قلّة من الألعاب تمتلك إرثًا عريقًا يرتبط به اللاعبون مثل لعبة “إيج أوف ميثولوجي” (Age Of Mythology) التي صدرت للمرة الأولى في عام 2002 لأجهزة الحاسب الشخصي، وبينما تنتمي اللعبة إلى فئة ألعاب التخطيط الإستراتيجي المباشر (RTS)، وهي فئة الألعاب التي تطلب من اللاعب بناء مستعمرة عبر جمع الموارد المختلفة من البيئة المحيطة بها ثم بناء وحدات مقاتلة تنتج الجنود أملًا في الفوز على المنافسين وهزيمة مستعمراتهم.

قديمًا، كانت تتمتع هذه الفئة من الألعاب بشعبية جارفة، لذا كان من المعتاد أن نرى العديد من النماذج المختلفة لها، بدءًا من الألعاب التي تستهدف الحضارات التاريخية مثل الحضارة الرومانية والحضارة المصرية فضلًا عن الألعاب المعاصرة التي كانت تقدم أسلحة معاصرة، ولكن مع تطور أساليب اللعب في بقية فئات الألعاب، بدأت هذه الفئة تندثر قليلًا حتى أصبح من النادر أن نرى ألعابًا جديدة بها.

تعود “إيج أوف ميثولوجي” في نسخة جديدة محسنة وملائمة للعصر تحت اسم “ريتولد” (Retold)، وبينما تحمل اللعبة مجموعة من التحسينات البصرية الفريدة التي تجعلها تبدو كلعبة معاصرة حقًا، إلا إنها تقدم تحسينات تتخطى هذا لتبدو وكأنها لعبة جديدة تمامًا.

أكثر من مجرد تحسينات رسومية
اختار فريق المطورين أن يعيد استخدام محرك “بانغ!” (!Bang) الذي طوره أستوديو “إن سيمبل” (Ensemble) المطور الأصلي للعبة في عام 2001، ورغم أن هذا الخيار قد يبدو غريبًا بسبب عمر المحرك ووجود خيارات عديدة أخرى، فإنه أثبت قدرته على تشغيل اللعبة وتقديم مستوى رسومي معاصر، ومن الجدير بالذكر أن هذا المحرك قد طور بالتزامن مع طرح لعبة “إيج أوف ميثولوجي 3” التي كانت من أوائل الألعاب الإستراتيجية التي تدعم الرسوميات الثلاثية الأبعاد، والآن بعد أكثر من 20 عامًا، يثبت المحرك قدرته على تقديم مستوى رسومي فريد.

تأتي اللعبة مع مستوى رسومي محسن للغاية، إذ أصبحت تمتلئ بالتفاصيل المتنوعة التي تناسب ألعاب العصر، بدءًا من تفاصيل الخرائط والمباني والوحدات المستخدمة في القتال حتى تفاصيل المقاطع السينمائية والشخصيات الظاهرة فيها، مما يجعل الاستمتاع باللعبة أمرًا هينًا، كما حصل المحرك على عدة تحسينات جديدة، من ضمنها القدرة على التقريب البصري في الخريطة والابتعاد عنها قدر الإمكان وذلك دون خسارة أي تفاصيل من الصورة.

شملت التحسينات مشاهد المعارك واستخدام القدرات الخارقة في اللعبة، وهي من الجوانب الفريدة التي كانت جاذبة للمستخدمين في الإصدارات القديمة منها.

قدم المحرك أيضًا تحسينات على أسلوب اللعب والتحكم في الوحدات، وأصبح هناك مجموعة من آليات التحكم الجديدة التي يمكن استخدامها في تبسيط اللعبة وجعلها تجربة أكثر يسرًا من الأجيال السابقة، بدءًا من ميزة إدارة الموارد بشكل آلي وحتى ميزة إدارة الوحدات أيضًا بشكل آلي.

خليط من القصص والحضارات
تصدر لعبة “إيج أوف ميثولوجي: ريتولد” مع مجموعة متنوعة من الحضارات المختلفة التي يمكن التحكم بها وتجربتها داخل عالم اللعبة، إذ تحمل اللعبة بداخلها عدة أطوار لعب من ضمنها طور القصة، وهو الطور الذي كان فريدًا من نوعه في وقت طرح الإصدار الأول، وذلك بفضل القصة الممتعة التي يمكن الاستمتاع بها كجزء سينمائي ذي حبكة متماسكة.

تحمل اللعبة بداخلها 3 حضارات مختلفة في طور القصة، إما الحضارة الرومانية أو النوردية أو الأطلنطية، ولكل واحدة من هذه الحضارات قصة مختلفة وآليات لعب مختلفة ووحدات مختلفة أيضًا، وبينما تمثل الحضارة الرومانية جوهر اللعبة والقصة الأساسية من الإصدار القديم، فإن بقية الحضارات كانت ضمن حزم محتوى إضافي يمكن تحميلها وشرائها بشكل منفصل، والآن هي جزء من اللعبة الأساسية.

تتبع القصص أبطالا مختلفين، يسعى كل بطل منهم لتحقيق العدالة بشكله الخاص، ويستخدم قدراته الخارقة وقدرات وحداته الخارقة بشكل يختلف عن الآخرين من أجل الوصول إلى نتيجة واحدة، وهي الفوز في المعركة.

ورغم كون طور القصة ممتعًا في لعبة “إيج أوف ميثولوجي: ريتولد”، فإنها ليست نقطة الجذب الأساسية في تجربتها، ويمكن النظر إليها كجزء تعريفي بالحضارات الثلاثة المذكورة فيها، فضلًا عن تعريف اللاعبين بطريقة استخدامها وآليات اللعب المختلفة، وتكمن براعة اللعبة الحقيقية ومتعتها في الأطوار الأخرى، وهي طور اللعب الفردي وطور اللعب الجماعي.

عند الدخول إلى طور اللعب الفردي أو طور اللعب الجماعي تجد أمامك مجموعة متنوعة ومركبة من الحضارات المختلفة التي يمكن الاستمتاع بها، بدءًا من الحضارة المصرية وحتى الحضارة الرومانية والنوردية وغيرها، كما يخطط الأستوديو لإضافة المزيد من الحضارات مستقبلا عبر محتويات إضافية.

أطوار أكثر متعة
تقدم اللعبة تجربة فريدة من ناحية أطوار اللعب المختلفة، ويمكن عبر طور اللعب الفردي أن تختار مواجهة خصم واحد من الذكاء الاصطناعي الخاص بها أو أكثر من خصم إذا كنت ترغب في ذلك، كما يمكنك التحكم في الخريطة وشروط الفوز في التحديات المختلفة فضلًا عن اختيار الحضارة التي تواجهها.

تحاكي أطوار اللعب الفردية تجربة الألعاب الإستراتيجية المعتادة التي تتطلب وقتًا أطول من طور القصة وتحتاج إلى مهارات متنوعة في إدارة الموارد والتحكم فيها من أجل الوصول إلى نتائج أفضل، وهذا يجعلها الخيار الأفضل لمحبي الألعاب الإستراتيجية التقليدية.

فضلًا عن ذلك، يوفر طور اللعب الجماعي عددًا أكبر من التحديات أمام خصوم أكثر شراسة ومهارة من الذكاء الاصطناعي لمحرك اللعبة، ويمكنك الاختيار من بين عدة خيارات متنوعة لأوضاع اللعب الجماعي أيضًا فضلًا عن الحضارات المختلفة المتوفرة فيه.

سهلة المنال لمختلف اللاعبين
تحاط الألعاب الإستراتيجية بوصمة تبعد العديد من اللاعبين عنها، فبينما ينظر لها محبو هذه الفئة بعين من الشغف والافتتان، إلا إن من لا يحبها أو لم يجربها سابقًا ينظر إليها بعين من الرهبة المدفوعة بصعوبة التحكم في اللعبة والاستمتاع بها.

يكمن الإبداع الحقيقي في لعبة “إيج أوف ميثولوجي: ريتولد” عبر كونها سهلة المنال يمكن الاستمتاع بها سواءً كنت لاعبا مخضرما للألعاب الإستراتيجية أو كنت هاويًا يرغب في تجربة هذه الفئة من الألعاب للمرة الأولى.

تقدم اللعبة مجموعة من الخيارات التي تجعل الاستمتاع بها سهلًا، مثل الإدارة الآلية للموارد والوحدات فضلًا عن طرق التحكم السهلة في الشخصيات وأدلة اللعب المتنوعة التي تجعل إتقان اللعب أمرًا هينا.

وذلك دون خسارة مستوى التعقيد والتفاصيل المتنوعة التي يفضلها محبو الألعاب الإستراتيجية طوال الوقت، لتحقق بذلك لعبة “إيج أوف ميثولوجي: ريتولد” المعادلة الصعبة ممثلةً إعادة انبعاث كاملة للعبة بدلا من مجرد إعادة تطوير وتحسين الرسوميات فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى