باشرت شركة “لينوفو” (Lenovo) بناء خوادم الذكاء الاصطناعي في جنوب الهند، في خطوة جديدة تعزز مساعي الهند المتسارعة لتصبح قوة تكنولوجية كبرى.
أعلنت الشركة اليوم الثلاثاء أنها بدأت في تصنيع أجهزة الكمبيوتر الكبيرة والقوية في منطقة بونديشيري، الواقعة جنوب شرق الهند، متجاوزة بذلك تصنيع منتجات مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية. كما ستعمل الشركة الصينية على توسيع منشآتها في منطقة بنغالور، بما في ذلك إنشاء مختبر أبحاث يركز على الذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه الخطط كجزء من تحوّل أوسع بينما تسعى “لينوفو” لتعزيز مكانتها تأهباً لازدهار متوقع في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المدمجة بالذكاء الاصطناعي. قال أمار بابو، رئيس “لينوفو” لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، إن الشركة ستستثمر مليار دولار عالمياً خلال العامين المقبلين في أبحاث وتطوير منصات وأجهزة الذكاء الاصطناعي.
تمثل خطط “لينوفو” أيضاً انتصاراً جديداً للهند في وقت يسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى جذب المزيد من الاستثمارات التكنولوجية للبلاد. على الرغم من التوترات المتزايدة في العلاقات بين الهند والصين خلال السنوات الأخيرة، ترى شركات التكنولوجيا العالمية في الهند خياراً جذاباً لتوسيع عملياتها، في ظل النزاع التجاري بين بكين وواشنطن.
تشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي
تُستخدم الخوادم في إجراء العمليات الحاسوبية اللازمة لتشغيل خدمات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي اشتُهرت به تطبيقات مثل “تشات جي بي تي”. مع إضافة خوادم الذكاء الاصطناعي، ستتمكن “لينوفو” من إنتاج مجموعة متكاملة من الأجهزة في الهند، سواء للأسواق المحلية أو التصدير، مما يؤكد على أهمية الهند بالنسبة للشركة.
رغم أن قطاع التصنيع التكنولوجي في الهند لا يزال محدوداً مقارنةً بالصين، إلا أنه شهد تطوراً ملحوظاً، حيث أصبح يوفر منتجات متقدمة مثل هواتف “أيفون”. وتمثل خوادم الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة جديدة، حيث تُظهر قدرة الهند على أن تكون بديلاً لمناطق تتمتع بصناعات متقدمة في التصنيع عالي التقنية.
تُعتبر الهند أيضاً سوقاً سريعة النمو بحد ذاتها. يُقدر الطلب على الذكاء الاصطناعي في الهند حالياً بـ17 مليار دولار، وينمو بنسبة تتراوح بين 25% و30% سنوياً، وفقاً لتصريحات بابو.
تنتج تايوان حالياً معظم خوادم الذكاء الاصطناعي في العالم، والتي تستخدمها شركات تقنية عملاقة مثل “أمازون” و”مايكروسوفت” و”إنفيديا”. لكن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الصين والغرب، تتعرض الشركات لضغوط لنقل عمليات التصنيع خارج تايوان. أدى الطلب المتزايد على أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى ارتفاع كبير في الطلب على الأجهزة ذات الصلة. توقعت “فوكسكون تكنولوجي غروب” العام الماضي أن تصل مبيعات خوادم الذكاء الاصطناعي إلى 150 مليار دولار سنوياً بحلول 2027.