شبكات اجتماعية

“سنابشات” و”إنستغرام” عالم مجهول يدخله الصغار

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

شعرت الثلاثينية أم باسل بإحراج وغضب كبيرين جراء محادثتها مع إحدى جاراتها حول برنامجي “سنابشات” و”إنستجرام”، خصوصا عندما علمت أن ابنتها تقوم بإنزال جميع تفاصيل عائلتها، وصور خاصة بها ليس من اللائق نشرها.
تقول أم باسل “أخبرتني هذه الجارة لدى رؤيتها تلك الصور ومقاطع الفيديو من ابنتها المضافة لدى ابنتي في هذا التطبيق، وأكثر ما أزعجني أنها بدأت تدلي بنصائحها حول استخدام “سنابشات” وضرورة مراقبة الأهل، وكأنني جاهلة لعدم استخدامي له”.
وتضيف “أعترف أنني استفدت من كلامها، لأنني بدأت أتابع ابنتي شيئا فشيئا حول استخدامها لهذا التطبيق، وما تقوم بنشره.. ويدور بخاطري أن أقوم بإنزال هذا البرنامج على هاتفي النقال”.
تتنوع وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل من خلال أجهزة وبرمجيات، تسمح بالاشتراك وإنشاء الحسابات المختلفة، والتواصل مع الآخرين. إلا أن لهذه الوسائل سلبيات خصوصا عندما تصبح هاجسا عند الكثيرين من أفراد الأسرة، ولا سيما الأبناء الذين لا يترددون عن إنزال برنامج أو تطبيق جديد مثل “انستغرام” أو “سنابشات” على أجهزتهم الخلوية بمجرد سماعهم عنه، في حين يبقى بعض الأهل مغيبين عن استخدام هذه البرامج، وفي الوقت ذاته مغيبين عن مراقبة أبنائهم في نشر جميع خصوصيات العائلة.
وتظهر تقديرات بأن عدد مستخدمي تطبيق “سنابشات” في الأردن يصل الى مليون مستخدم، فيما يقدر عدد مستخدمي “فيسبوك” بنحو 4.1 مليون مستخدم، أما “تويتر” فيبلغ عدد مستخدميه 350 ألف مستخدم.
و”سنابشات” هو تطبيق على الهواتف الذكية يسمح للمستخدمين بإرسال مقاطع الفيديو والصور، والتي تقوم بتدمير نفسها بشكل ذاتي بعد بضع ثوان.
كما أن “انستغرام” هو تطبيق مجاني لتبادل الصور والفيديو وشبكة اجتماعية أيضا، أطلق في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، يتيح للمستخدمين التقاط صورة أو فيديو وإضافة فلتر رقمي إليها، ومن ثم مشاركتها في مجموعة متنوعة من خدمات الشبكات الاجتماعية، وشبكة “انستغرام” نفسها وتضاف الصور على شكل مربع.
الطالبة الجامعية لين الخندقجي تعلق بقولها “أحب تطبيق “سنابشات” كثيرا، لكني أنزعج من مبالغة الآخرين في استخدامه.. مثلا، هناك فتيات يقمن بنشر تفاصيل حياتهن اليومية بشكل مزعج وممل يبدأ من صحوتهن من النوم وينتهي بخلودهن للفراش، كما تقوم أخريات بإنزال صور خاصة بهن وبالأخريات بدون إذن مسبق”.
وتضيف ضاحكة “من ضمن صديقاتي على “سنابشات” ثلاث أخوات، كل واحدة منهن تقوم بإرسال مقطع الفيديو أو الصورة ذاتها، فنراها ثلاث مرات وكأنها تأكيد للحدث”.
وتعترف الطالبة رنا فؤاد (14 عاما) أنها من الفتيات اللواتي يفضلن التطبيقات الحديثة، منها “انستغرام” و”سنابشات”، وتقول “توبخني والدتي دائما لانشغالي بهذه البرامج، لكني أراها وسيلة رائعة للتسلية والترفيه”.
وتضيف “لا تستخدم والدتي هذه البرامج، ومن حسن حظي ذلك، فلن يسرها ما أنشره، ولو أقنعتها طوال الوقت بأن هذه الصور أو مقاطع الفيديو لن تدوم.. فلن تصدقني”.
علي رضا (17 عاما) من مستخدمي “سنابشات” و”انستغرام” أيضا، يقول “لدي مجموعة من الأصدقاء والصديقات عبر هذين التطبيقين، وهما رائعان جدا، فخلالهما نرى صورا ومقاطع مضحكة.. ونهفات مقاطع الفيديو.. لكن أكثر ما يدهشني بعض الصور التي تقوم الفتيات بإنزالها، فلا أعتقد أن آباءهم على دراية بذلك مطلقا”.
ويبين الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي، أن نشر الصور ومقاطع الفيديو وبدون ضوابط أو شعور بالمسؤولية يؤدي إلى وقوع الشباب والفتيات في مشاكل اجتماعية، وخاصة إذا كانت هذه الصور والمقاطع تتعلق بخصوصية أفراد الأسرة.
ويحذر الخزاعي من التصوير العشوائي والذي يتم به التقاط صور بدون إذن مسبق أو عدم معرفة أصحاب الصور، وخاصة أن هذه الصور سيتم تداولها بين الأصدقاء، ويمكن أن تتعرض هذه الحسابات إلى القرصنة الإلكترونية.
يقول الخزاعي “إن الغيرة والتقليد الأعمى للأصدقاء والجهل في استخدام الوسيلة وعدم إدراك خطورة إرسال وتبادل الصور يوقع الأسر والأهل في إحراجات كثيرة أمام المجتمع”.
ويضيف “لقد تحول الشباب والأطفال والكبار والنساء والرجال والبنات إلى مصورين يصورون كل شيء وينشرون الصور عبر برنامجي “سنابشات” أو “انستغرام””.
وأوضح، أن استخدام الصور وكتابة التعليقات عليها بشكل سلبي ونشرها بصورة غير منضبطة من قبل الأصدقاء يؤدي إلى مشاكل وتوترات اجتماعية، كما أن تقنية هذه البرامج وسرعة اختفاء الصور يمكن أن تؤدي إلى اعتماد بعض الطلاب عليها لأغراض الغش في الامتحانات أو التزوير أو الابتزاز والتشهير.
ولفت إلى أن استخدام هذه البرامج في عمر المراهقة يزيد الأمر خطورة، وخاصة أن الشباب في هذه المرحلة يستخدمونها للتعارف وبناء علاقات مع الإناث.
ويضيف أن اضاعة الوقت وعدم الاستفادة منه في متابعة وحضور هذه الصور، يؤدي إلى تدني التحصيل الدراسي وعدم المشاركة والتفاعل مع الأسرة والمجتمع وتبديل الأولويات، فبدلا من الدراسة والتحضير يبقى الشباب يتابعون هذه البرامج.
ويحذر الخزاعي من المبالغة في التصوير ونشر الخصوصيات عن الأسر لأن ذلك فيه خطورة على العلاقات الشخصية.
وتبين الاستشارية الأسرية والتربوية سناء أبو ليل، أن لجميع وسائل التكنولوجيا استخدامات ايجابية ومنها السلبية، فعندما تخترق الخصوصيات تصبح مشكلة سواء على برنامج “سنابشات” أو “انستغرام”، ونرى هذه البرامج تشد الغالبية من المواطنين للاشتراك بها وخصوصا الأبناء.
تقول “يقوم الأبناء بنشر صور أعياد الميلاد والاحتفالات والتنزه وحتى مواقف خاصة، وهي جميعا تخترق خصوصية الأسرة، ومنه يجب إعادة منظومة القيم، لأن الشعب غير معد لهذه التقنيات”.
وتضيف “يجب أن يتم الوعي والإرشاد في كيفية التعامل مع هذه الوسائل سواء من قبل الأهل أو الأبناء، كونه عالما افتراضيا، ولا ننسى أن العديد من هذه البرامج نراها في التعليم والعمل.. فهي مفروضة من حولنا”.
من الممكن السيطرة على الأمور شيئا فشيئا مع الأبناء، وفق أبو ليل، من خلال لغة الحوار في أداء الواجبات، التفرغ للواجبات وقرارات حاسمة بالدراسة، ويجب أن يتم التعاون من قبل الجميع سواء في المدارس، المجتمع، الإدارات، والشركات لمعالجة هذا الإدمان.
وتضيف “نريد تفعيل البحث العلمي في هذا الموضوع (أفكار علمية) حول إدمان الهواتف الذكية والبرامج عليها، التركيز على مضارها الصحية، وتسببها بالعزلة الاجتماعية، كشف أسرار البيوت والجرائم الإلكترونية وغيرها”.

المصدر : صحيفة الغد الاردنية

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى