خاصمقالات

” أحلام” و “ميسي” والإعلام الجديد

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

لو أننا شاهدنا الحلقة الأولى من برنامج ” ذا كويين” للفنانة الإماراتية أحلام ، واللقاء الأخير الذي بثته فضائية عربية مع النجم العالمي ” ليونيل ميسي”، في فترة ثمانينيات أوتسعينيات القرن الماضي – عندما كانت الانترنت غير معروفة، ولم تكن شبكات التواصل الاجتماعي قد وجدت بعد – أعتقد بان برنامج أحلام كان سيستمر لبضع حلقات قبل إيقافه بسبب رفض الجمهور لشكله ومضمونه، وبان الهجمة الشرسة على نجم برشلونة ” ميسي” نتيجة تبرّعه بحذاءه للبيع في مزاد لصالح الأعمال الخيرية في مصر – وهو ما أعتبره مصريون إهانة لهم – ستكون أقل شدة مما شاهدناه………..!!

قبل عشر ايام أعلنت قناة دبي إلغاء البرنامج الذي تقدمه الفنانة الاماراتية أحلام ” ذا كويين” بعد ساعات من عرض الحلقة الأولى منه ، حيث لاقى البرنامج إنتقادات شديدة على شبكات التواصل الإجتماعي ومن مختلف الدول العربية، فقد إعتبره كثيرون قائماً على تمجيد الفنانة أحلام المثيرة للجدل، فضلا عن الانتقادات التي وجهت لطريقة تعامل ” أحلام” مع المشتركين ، وسخريتها منهم، …..هذه الإنتقادات الشديدة والمطالبات بالغاء البرنامج دفعت القناة الفضائية الى إيقافه.

لم يتوقف الأمر بعدها، فقد تفاعل الجمهور على شبكات التواصل الإجتماعي مع الحدث، وقوبل قرار وقف البرنامج بترحيب كبير على الشبكات الاجتماعية ، فيما ثار جدال واسع بين الفنانة أحلام وجمهورها في بعض الدول العربية لا سيما لبنان ، حيث دشّن نشطاء تواصل اجتماعي هناك حملة لـ ” منع أحلام من دخول لبنان” بعد مهاجمتها اللبنانين ممن انتقدوا برنامجها الموقوف.

 بالتزامن كانت شبكات التواصل الإجتماعي في مصر وبعض الدول العربية شهدت جدلا كبيرا وحالة من السخط عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمستخدمون اعتبروا تبرّع ” ميسي” بحذاءه لأعمال خير في مصر إهانة للمصريين، حث تعتبر الثقافة المصرية والعربية الحذاء رمزا للإهانة.

لا أريد مناقشة وسرد تفاصيل كلتا الحالتينن : ” برنامج الفنانة أحلام” و ” اللقاء التلفزيوني مع ميسي ” أكثر من ذلك ، ما أود قوله بأنّ الحالتين تؤكّدان مدى قوة شبكات التواصل الإجتماعي، وما يمكن ان تحدثه من انتشار للخبر، والتفاعل معه، الى درجة التاثير في قرارات مؤسسات كبيرة….

يلفت الانتباه في هذه الشبكات ما وفرته من امكانيات تتيح طرح الأفكار وحشد الراي العام تجاه حدث او شخصية، والتفاعل مع الحدث في اللحظة.

في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كانت الصحف الورقية والتلفزيونات الرسمية هي مصادر الأخبار الوحيدة، والتفاعل مع الأحداث كان يحتاج الى يوم او اسابيع، وكان

 المواطن متلقي فقط للخبر.

ولكن اليوم في عصر الهواتف الذكية، وشبكات التواصل الإجتماعي، فالخبر والتعليق والمتابعة والبناء على الخبر والتفاعل معه يحدث في لحظات ودقائق وبانتشار واسع وأمام الجميع.

في يومنا هذا أصبح المستخدم” مواطنا صحافيا ” بوجود الهاتف الذكي وتطبيقات ” الفيسبوك” و ” تويتر” و ” انستغرام” والقائمة تطول ….. أصبح المستخدم صانعا للخبر ومؤثرا في القرار عندما يتمكن من طرح رأيه أمام الجميع بشفافية ، وهو امر اوجدته هذه التطبيقات والشبكات المفتوحة والتي احدثت بانتشارها وقوتها المتمثلة في سرعة نقل الخبار والمنشورات والتغريدات ثورة كبيرة في الإعلام وطريقة أو نوع تأثيره على حياة الناس.

لقد غيّرت شبكات التواصل الاجتماعي كثيرا في قطاع الإعلام وفي حياة الناس وطريقة تعاملهم وتفاعلهم مع الحدث، فالانتشار واسع، والسرعة رهيبة،….

 والهم من ذلك ان المستخدم مراقب عليه ان يراجع نفسه كثيرا قبل نشر اي محتوى، لا سيّما عندما يكون شخصية عامة، فكل شيء محسوب على هذه الشبكات حتى علامات الترقيم ….!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى