تكنولوجيا

المدن الذكية طفرة.. هل العرب جاهزون لها؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
في الوقت الذي تتطلع فيه بقاع كثيرة من المنطقة العربية نحو ضمان استقرار المتاح من حق الحياة فيها، فإن دائرة الأمل تتسع لدى كثيرين في المنطقة لما هو أفضل، لتحسين جودة الحياة عبر تطبيق أحدث ما توصلت إليه تقنيات تكنولوجيا المعلومات من مفاهيم حداثية كمفهوم المدن الذكية وإنترنت الأشياء.
وهذان مفهومان أكد خبراء في تقنية المعلومات مشاركون في مؤتمر البيانات الضخمة والمدن الذكية الذي استضافته كلية الشرق في العاصمة العُمانية مسقط الثلاثاء والأربعاء، على ضرورة تخطيط المدن على أساسهما في مقبل الأيام، مشددين على أن المدن الذكية لم تعد ترفا بل ستصبح ضرورة ملحة.
ويرى مدير أبحاث تكنولوجيا الاتصالات بمجلس البحث العلمي في سلطنة عُمان الدكتور علي الشيذاني، أن مفهوم المدن الذكية يتوسع كطفرة يقصد بها استخدام التقنيات الحديثة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع الاستفادة من الطاقة البديلة لتسخيرهما في إدارة قطاعات الخدمات وصولا لمرحلة تدار فيها المدينة بضغطة زر.
وللتأكيد على حداثة المفهوم وقابلية أن يفسره كلٌّ وفق رؤاه لنموذج مدينة المستقبل الذي يحلم به، استدعى رئيس مبادرة المدن الذكية البروفيسور الفرنسي جيلس بيتيس أسطورة الفيل والمكفوفين الثلاثة المشهورة عالميا بين المهندسين، إذ منهم من يصف أرجل الفيل بالأعمدة ومنهم من يصف ذيله بالحبل.
وبهذا فإن نموذج المدينة الذكية يظل متجددا بتطور تكنولوجيا المعلومات وليس جامدا، وبحسب بيتيس فإنه لا توجد شهادة يتم إصدارها لمدينة ما بأنها ذكية، بل الأمر يحدده مستوى استمرارية تطبيق المدينة لتقنيات الاتصال و تفادي الزحام المروري وسهولة الوصول إلى الخدمات، مع الحرص على جودة التعليم لغرس ثقافة المدن الذكية.
وفي ظل حرص المنطقة العربية -وخصوصا منطقة الخليج- على مواكبة تطور تكنولوجيا المعلومات، تظل الحاجة لتعزيز ثقافة الاعتماد على تقنية الاتصالات، وهذا ممكن في حال كون البرامج المصممة لإدارة الخدمات إلكترونيا في المدينة الذكية جاذبة للمواطنين ويعتمد عليها وعملية وآمنة ومرنة، وفق رؤية بيتيس.
ومن هنا يأتي الحديث عن مدى جاهزية المنطقة العربية لتطبيق هذا المفهوم، وذلك في وقت تسود فيه قناعة بأن الكثير من الدول العربية -كدول الخليج- لا تنقصها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، كونها قطعت أشواطا في تطبيق برامج الحكومة الإلكترونية.
إلا أن المنطقة -كما يشير مدير أبحاث تكنولوجيا الاتصالات في مجلس البحث العلمي بسلطنة عُمان تحتاج إلى تعزيز ثقة المواطن في تكنولوجيا المعلومات والحكومات الإلكترونية، إذ يرى كثير من المستخدمين أن دفع فواتير الكهرباء وتخليص المعاملات باليد أكثر ضمانا من الدفع بالهاتف النقال.
ولعلاقة الأمر بحياة الناس والخوف من القرصنة الإلكترونية في حال نجاح مدن المنطقة في أن تصبح ذكية بالكامل، أشار الباحث في جامعة لوكسمبورغ البروفيسور لطيف داد إلى أهمية وجود خطة وطنية في هذا الجانب تحتاط لتوقع الأسواء لضمان مكافحة القرصنة.
وعليه فإن التصنيف العالمي لدول الخليج بأنها جيدة في تطبيقها لخطط التحول للحكومات الإلكترونية، وفق تقارير إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بمنظمة الأمم المتحدة لعامي 2012 و2014، يعد أمرا مبشرا باستعداد جزء كبير من المنطقة العربية لنشر ثقافة المدن الذكية.
ويبقى الجانب المهم -بحسب تأكيد المشاركين في المؤتمر- هو رفع الوعي بين المواطنين لزيادة ثقتهم في الدور الذي يمكن أن تلعبه تكنولوجيا الاتصال، لتقليل تكلفة تحسين جودة الحياة والحرص على تخطيط المدن الجديدة، وفق رؤية أن تكون مدنا ذكية تستخدم إنترنت الأشياء لدرجة تتخاطب فيها إشارات المرور مع بعضها بعضا.
المصدر:الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى