خاصمقالات

وأكتمل عقد ” الجيل الرابع”

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

لا تزال خدمات الجيل الرابع في بدايات إنتشارها، وفي أول طريقها في سوق الإتصالات المحلية، رغم مرور عام وعدة أسابيع على طرحها لأول مرة أمام المستخدم الأردني، فاتحة الباب للاستفادة من سرعات عالية للإتصال بالشبكة العنكبوتية تتيحها التقنية الاحدث في عالم الإتصالات، مقارنة بالأجيال السابقة للخدمة.

فلا يزال وعي وادراك المستخدم الأردني باهمية هذه التقنية وما تتيحه من سرعات جديدة، وخدمات اضافية محدودا، فتقديرات لمسؤولين في سوق الاتصالات تظهر بان نسبة انتشار الجيل الرابع اليوم وبعد عام على دخولها الى السوق المحلية تبلغ حوالي 8% من اجمالي مستخدمي الهواتف الذكية.

فالمستخدم قد لا يهتم  بما هو جديد، لأنّ تقنية ” الجيل الثالث” التي طرحت لاول مرة في العام 2010، قد نضجت للتوّ، وهي تلبي الإحتياجات الحالية له والتي تتركز في تصفح المواقع الاخبارية واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ومشاهدة الفيديوهات، يعزّز ذلك دعم معظم أجهزة الهواتف الذكية المتداولة والمستخدمة من قبل الاردنيين لـ ” الثالث”، ما يعطيها ميزة تتفوق بها على منافسها القادم ” الجيل الرابع” والذي تقول الارقام بان نسبة تصل الى 22% من هواتف الاردنيين الذكية فقط تدعم وتتيح خدماته.

إذا فحاجات المستخدم الاردني وتطورها ، ووعيه بالتقنيات الحديثة، وانتشار الهواتف الداعمة للتقنية الجديدة ” الجيل الرابع”، فضلا عن تطلع المواطن الاردني دائما للحصول على الخدمة باقل الاسعار، مع حرصه على اقتناء خدمة ذات جودة وسرعة عادلة وخدمات اضافية تلبي احتياجاته اليومية هي جملة عوامل ستحكم مسار انتشار خدمات الانترنت المتنقل عريض النطاق بتكنولوجيا الجيل الرابع خلال المرحلة المقبلة في السوق المحلية.

ولكن ما ود طرحه اليوم بان عاملا جديدا سيدعم انتشار ” الرابع” السنوات القليلة المقبلة، وسيحرّك جملة العوامل سابقة الذكر، الا وهو عامل ” المنافسة الكاملة” في السوق المحلية، مع اكتمال عقد الجيل الرابع محليا بطرح شركة أمنية للاتصالات قبل اكثر من اسبوع خدمات الجيل الرابع، بعد ان قامت شركات ” زين الاردن” و ” اورانج الأردن” بطرح الخدمة خلال العام الماضي.  

لقد ركبت شركة أمنية أمواج المنافسة في مضمار ” الجيل الرابع”،  وبدانا نشهد بوادر المنافسة قبيل طرح أمنية لخدماتها الجديدة منذ بداية العام الحالي ، عندما بدات الشركات تتسابق في طرح عروض جديدة واعادة صوغ اخرى ، وتقديم خدمات اضافية على الانترنت المتنقل عريض النطاق في مشهد يتوقع ان يتوسّع لتشتد المنافسة وتتسارع خلال العام الحالي والسنوات المقبلة، وخصوصا ان الشركات تسعى لتحقيق حصص سوقية اكبر وعائد مجز على استثماراتها في كل التقنيات الحديثة التي قامت بتبنيها.

أرى بان المنافسة الكاملة ايجابية بكل المقاييس ولكل الاطراف وخصوصا لصالح المستخدم، على ان لا تذهب الى مفهوم ” حروب الاسعار”، وهي محرك اساسي لانتشار الخدمة ورفع مستويات جودتها، وتقديم خدمات حديثة تطوع لصالح كافة القطاعات الاقتصادية مع توفير التقنيات الحديثة لسرعات عالية تدعم توجهات ومفاهيم حديثة في الاتصالات مثل : ” انترنت الاشياء”، ” خدمات الالة الى الة”، ” الصحة الالكترونية”، ” المنازل والمدن الذكية” وغيرها من الخدمات والمفاهيم.    

بلغة الارقام يبلغ عدد مستخدي الانترنت اليوم في الاردن بحوالي 8 ملايين مستخدم معظمهم يعتمدون على تقنية الجيل الثالث عبر هواتفهم الذكية التي تقدر نسبة انتشارها بنحو 70% من اجمالي مستخدمي الهواتف المتنقلة.

 ولكنني اعتقد بان كل هذه الارقام ستزيد المرحلة المقبلة،… سيكون هنالك تحول وانتقالة للمستخدمين من الجيلين ” الثاني والثالث ” الى ” الرابع” مع المنافسة الشديدة التي ستشهدها السوق مع حرص الشركات اليوم على رفع مستوى وعي المستخدم بالسرعات والخدمات التي تقدمها التقنيات الاحدث في عصر اصبحت فيه الانترنت السريعة ضرورة للحياة اليومية.

أوكّد مرة اخرى على أنّ إطلاق خدمات جديدة للجيل الرابع من قبل مشغل جديد سيحرك المنافسة، وسيسهم في رفع نسبة انتشار الإنترنت ، و سيوفر سرعات عالية لخدمات تراسل البيانات في النطاق العريض،..

ويتوقع ان تعمل المنافسة على تحسين واقع الخدمات وزيادة نسب الانتشار الجغرافي لخدمات ” الرابع” مع اضافة مواقع وابراج جديدة للخدمة من قبل المشغل الجديد والتي ستكمل التغطية الجغرافية لمواقع وابراج الشركات الاخرى.

واتوقع ان يكون للمنافسة اثر على أسعار الخدمات، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على المستخدم متلقي الخدمة، وأثر اخر في تحسين جودة خدمات الاتصالات والانترنت عريض النطاق.

ونأمل أن تفتح هذه المنافسة – وما ينتج عنها من خدمات وسرعات-  الباب أمام الشركات الناشئة وشركات تكنولوجيا للعمل على استحداث افكار وتطبيق وابتكار خدمات جديدة، فضلا عن تعزيز مؤشر البنية التحتية للاتصالات في المملكة وما ينتج عنه من تشجيع للاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، لان كل ذلك سيسهم في تحسين الواقع الإقتصاد بشكل عام.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى