تطور تكنولوجيا الشحن السريع يرفع مبيعات الهواتف الذكية

في الأعوام الأخيرة، شهدت صناعة الهواتف الذكية تطورا هائلا في مجال التكنولوجيا، ومن بين التحسينات الرئيسة التي شهدتها هذه الصناعة، ظهور الشحن السريع. لقد أصبح الشحن السريع خاصية أساسية يبحث عنها المستخدمون عند شراء هواتفهم الذكية، وقد أثر بشكل كبير في سوق المبيعات.
في الماضي، كان من المألوف أن تحتاج الهواتف الذكية إلى ساعات طويلة للشحن الكامل، ما كان يسبب إزعاجا للمستخدمين ويقيدهم في استخدام هواتفهم بشكل مستمر، لكن مع ظهور التكنولوجيا المتقدمة للشحن السريع، تغيرت هذه المعادلة بشكل كبير، فاليوم أصبحت عملية إعادة الشحن تتم في وقت قياسي، حيث يمكن للهواتف الذكية القادرة على الشحن السريع الشحن بنسبة كبيرة في غضون دقائق قليلة فقط، فالهواتف التي تدعم قدرة الشحن السريع تجعل من الممكن شحن الهاتف بالكامل خلال ساعة أو أقل، وهذا يوفر مستوى جديدا من الراحة والملاءمة للمستخدمين.
ولا يمكن إغفال تأثير الشحن السريع في مبيعات الهواتف، فقد أدى هذا التحسين التكنولوجي إلى زيادة كبيرة في الطلب على الهواتف الذكية المزودة بالشحن السريع، فالمستخدمون اليوم يبحثون عن هواتف توفر لهم تجربة استخدام مريحة ومن دون أي انقطاعات طويلة بسبب عملية الشحن. وبالتالي، ازداد الاهتمام بالشحن السريع عاما بعد عام، ما أثر إيجابيا في مبيعات صناعة الهواتف الذكية.
من جانبها، أدركت شركات الهواتف الذكية أهمية الشحن السريع كعامل تنافسي، وبدأت دمج هذه التقنية في مجموعات هواتفها وتقديمها في فئات الأسعار المختلفة. لذلك، أصبح الشحن السريع متاحا لشرائح أوسع من المستخدمين، بما في ذلك تلك ذات الدخل المحدود.
وبحسب أحدث التقارير، فإن مبيعات الهواتف الذكية المزودة بقدرة شحن سريعة تتجاوز قدرتها عشرة واطات، تشكل نحو 80 في المائة من سوق الهواتف الذكية العالمية في الربع الأول من 2023، مقارنة بـ74 المائة في الربع الأول من 2022، و29 في المائة في الربع الأول من 2018، يعزى الانتشار المتزايد للهواتف الذكية المزودة بقدرة شحن سريعة، إلى زيادة استخدام الهواتف الذكية والتطورات المستمرة في التكنولوجيا.
وأخيرا، زاد الطلب على الهواتف الذكية التي يمكن شحنها بسرعة لضمان استخدام متواصل لمدة يوم كامل على الأقل، وذلك بسبب أن أكثر من نصف مستخدمي الهواتف الذكية يقضون خمس ساعات على الأقل يوميا على أجهزتهم، واعتماد كثيرين على الهاتف الذكي للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، وتصفح الإنترنت، ومشاهدة المحتوى، ولعب الألعاب، إضافة إلى ذلك، تقدم التقنيات المتقدمة في الهواتف الذكية، مثل انتشار تقنية الجيل الخامس، وتحسينات في الكاميرات والشاشات والمعالجات، زيادة في احتياجات الهواتف الذكية للطاقة مع تعزيز تجربة المستخدم العامة.
ونتيجة لذلك، أدركت شركات الهواتف الذكية أهمية قدرات الشحن السريع، وبدأت دمجها في مجموعات منتجاتها، حيث تفوقت العلامات التجارية الصينية بالشحن السريع كنقطة بيع لجذب المستهلكين، على سبيل المثال، تقدم شركتا realme وXiaomi هواتف ذكية بقدرات طاقة تتجاوز 200 واط، علاوة على ذلك، قامت Xiaomi وOPPO أخيرا بعرض هواتف ذكية تتمتع بقدرة شحن سريعة مذهلة تبلغ 300 واط، وتهدف هذه العلامات التجارية إلى توفير سرعات شحن فائقة السرعة، ما يتيح للمستخدمين شحن هواتفهم في غضون دقائق قليلة.
وتركز شركات الهواتف الذكية على توفير تقنية الشحن السريع بسعر مناسب، حيث تضم شركات الهواتف الذكية الشحن السريع في نماذجها ذات الأسعار المنخفضة كعامل تمييز، في حين أن الشحن السريع أصبح بالفعل ميزة قياسية في فئة الأسعار التي تزيد على 200 دولار، وتركز شركات الهواتف الذكية الآن على توفير شحن بقدرة أعلى في هذه الفئة لتحقيق أسرع سرعات الشحن. في الربع الأول من 2023، بلغت الطاقة المتوسطة للهواتف الذكية المزودة بشحن سريع في جميع أنحاء العالم 34 واطا، مقارنة بـ30 واطا في الربع الأول من 2022، و18 واطا في الربع الأول من 2018. يمكن للهواتف الذكية التي تقدم أكثر من 30 واطا شحن الهاتف بالكامل في نحو ساعة واحدة في حالة نفاد البطارية تماما. ويمكن أن يكون شحن الهاتف الذكي في غضون ساعة واحدة نقطة بيع مقنعة لشركات الهواتف الذكية.
وتقود الشركات الصينية للهواتف الذكية هذا الاتجاه أيضا من خلال إدخال شحن ذي قدرة أعلى في فئات الأسعار المختلفة، خاصة في السوق الصينية حيث تبلغ الطاقة المتوسطة 50 واطا. من ناحية أخرى، ركزت العلامات التجارية مثل “أبل” و”سامسونج” أكثر على إعطاء الأولوية لسلامة البطارية والأداء العام عوضا عن التركيز على شواحن ذات قدرة أعلى.
وقبل بضعة أعوام، كان من الشائع أن تستغرق عملية شحن الهواتف الذكية ساعات. لكن الآن أصبح أمرا عاديا أن يتم شحن الهاتف في غضون ساعة أو أقل، مع أسرع الهواتف التي تتمكن من الشحن الكامل من الصفر في بضع دقائق. ومع ذلك، فإن السعي لتوفير شحن أسرع وصل إلى نقطة العوائد المتناقصة، ونتوقع تحول التركيز نحو مجالات أخرى في التكنولوجيا المتعلقة بالهواتف الذكية في الأعوام المقبلة.