خلص تقرير نشر على موقع “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في واشنطن إلى أن حرب أوكرانيا وجهود الصين لتحديث قدراتها العسكرية أدت إلى زيادة اهتمام الجيوش الغربية بتحسين قدرات الحرب الإلكترونية لديها.
والحرب الإلكترونية إجراء عسكري يتضمن استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية للتحكم والسيطرة، وهي كما تعرفها شركة “بي أيه إي سيستمز”، إحدى أكبر الشركات العالمية العاملة في مجال الطيران، استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية لتنفيذ المهام العسكرية والاستخباراتية. وكلما استغلت قوة عسكرية هذه الطاقة، كلما نجحت في العمل بشكل استباقي ضد التهديدات والرد عليها إلكترونيا”.
وتحقق تقنيات الحرب الإلكترونية تقدما وتزيد الدول من إنفاقها على الدفاعات والأسلحة الرقمية الجديدة.
ودفعت العملية العسكرية الروسية الأخيرة في أوكرانيا والتحديث العسكري في الصين إلى زيادة اهتمام الولايات المتحدة ودول في آسيا وأوروبا بتعزيز قدرتها على إدارة واستغلال الحرب الإلكترونية.
الجنرال في القوات الجوية الأميركية، تشارلز براون، كان قد قال أمام أعضاء مجلس الشيوخ في يوليو: “على مدى العقود القليلة الماضية، فقدت القوة المشتركة بعض الذاكرة العضلية التي تدافع بها ضد الهجمات الكهرومغناطيسية”.
واستخدمت روسيا تقنيات الحرب الإلكترونية على نطاق واسع في أوكرانيا، مثل أجهزة التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) واستخدمت أنظمة إلكترونية مختلفة لمواجهة المسيرات والذخائر الموجهة.
وفي الوقت ذاته، كثفت الصين جهودها لتصبح قوة قتالية هائلة في هذا المجال، وقبل عدة سنوات رفعت مستوى الوحدة المسؤولة عن عمليات الحرب الإلكترونية.
ويقول البنتاغون إن الصين تعمل على تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية في الفضاء، بما في ذلك أجهزة التشويش على الأقمار الصناعية.
ومن المقرر أن تتسلم بحرية الجيش الصيني الطائرة J-15D، وهي مقاتلة مجهزة بأجهزة جمع المعلومات الاستخبارية الإلكترونية.
ولمواجهة جهود الصين وروسيا بهذا المجال، طلبت بولندا العام الماضي شراء سفينتين لجمع المعلومات، ومن المقرر تسليمهما في عام 2027.
وتمضي ألمانيا قدما في جهودها لاستبدال طائراتها القتالية والاستطلاعية “تورنادو” بمقاتلات “يوروفايتر” المعدلة التي سوف تزود بالصواريخ الموجهة المضادة للإشعاع 88E- AGM.
وقالت اليابان إنها تخطط لتعديل إحدى طائرات النقل من طراز C-2 الخاصة بها لتكون منصة حرب إلكترونية تركز بشكل أساسي على التشويش.
وتتقدم الجهود المبذولة لتحديث أسطول طائرات التشويش التابعة للقوات الجوية الأميركية، مثل تطوير طائرة الحرب الإلكترونية EC-37B التي قامت برحلتها الأولى في مايو الماضي.
وهذه الطائرة عبارة عن منصة تشويش تكتيكية من الجيل الجديد، مكلفة بتعطيل رادارات العدو وأنظمة الملاحة لديه.
ويسعى الجيش الأميركي إلى استخدام هذه الطائرة بدلا من طائرات الحرب الإلكترونية القديمة EC-130H – فالطائرة الجديدة أسرع وتعمل على ارتفاعات أعلى، وأكثر قدرة على التحمل، وعلى إجراء عمليات التشويش من مسافة أكبر.
وتعمل البحرية الأميركية أيضا على تطوير نظام التشويش بطائرة الحرب الإلكترونية EA-18G Growler.
ويقول التقرير إن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت للمسؤولين العسكريين أهمية تبادل المعلومات التي كانت تعتبر حساسة في السابق مع الحلفاء المقربين، بما في ذلك في مجال الحرب الإلكترونية.
وقال الجنرال جيمس هيكر، قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا، إن اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة تعمل على تحسين التعاون الثلاثي في مجال الحرب الإلكترونية.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أوجه قصور في جهود التطوير، ويشير إلى أن أوروبا تعاني من نقص الاستثمار في الحرب الإلكترونية، ولا يوجد تخطيط كاف لتأمين عملية تبادل المعلومات اللازمة بينما تواصل الجيوش جهود التحول الرقمي.