بعد طول انتظار أصبح بإمكان المستخدمين في السعودية الدخول على منصة “تشات جي بي تي” ChatGPT وتجربتها بشكل رسمي بعد أشهر من اللجوء إلى طرق ملتوية منها استخدام أرقام هواتف أميركية للوصول إلى روبوت الدردشة الذي أحدث ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ إطلاقه أواخر العام الماضي.
وعلى رغم أن “أوبن أي آي” (OpenAI)، وهي الشركة المسؤولة عن “تشات جي بي تي”، باتت اسماً مألوفاً، فإنها قد تصبح مهددة وينتظرها مستقبل مجهول، بل إن احتمالية إفلاس الشركة التي يقودها سام ألتمان قد تكون واردة أيضاً، بحلول نهاية عام 2024، إذ استمرت في دفع الكلف الحالية والعالية لتشغيل “تشات جي بي تي”، وفقاً لتقرير صادر عن مجلة “أنالتيكس إنديا” الرائدة في مجال التحليلات وعلوم البيانات.
تهديد متوقع
التقرير الصادر عن إفلاس المنصة يعد صادماً بشكل كبير، ولكن هناك أسباباً منطقية تجعل هذه التحليلات متوقعة، بخاصة مع ازدياد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تقدمها بعض الشركات بشكل مجاني، بعكس منصة “تشات جي بي تي” التي تفرض خدمة الاشتراك عالية القيمة، بالتالي عدم حدودية الاشتراكات، بعدما كانت العام الماضي أسرع منصات الذكاء الاصطناعي نمواً. ومع ذلك، فقد توقفت الزيادة الأولية المبهجة في أعداد المستخدمين في الأشهر الأخيرة، بسبب وجودة خيارات أخرى مجانية.
من ضمن الأسباب التي قد تنقل شركة “أوبن أي آي” من النجاح إلى الخسارة، هو عزوف المستثمرين من ضخ أموال جديدة فيها، خصوصاً أن معظم الشركات نجحت في إنشاء أنظمة ذكية خاصة بها، مما جعلها تعمل منصات بديلة بقيمة أقل، لذلك اهتمت الشركات الكبرى في بناء خدمات خاصة فيها وعدم الاستثمار في الشركة التي نجحت في اختراق قوى الذكاء الاصطناعي.
وركز التقرير على سبب آخر ربما يعجل بإفلاس الشركة وهو انخفاض عدد المستخدمين الفعليين للخدمة واتجاههم لخدمات بديلة ومختلفة تقدم خدمات تخصصية أكثر، فهناك حالياً منصات تخصصية أكثر في الذكاء الاصطناعي، مثل المنصات الخاصة بالمصممين فقط على غرار خدمة أدوبي أو منصات خاصة بالأطباء وغيرها، والتي في الغالب تعطي نتائج أفضل وأدق من المنصات العامة.
وبحسب SimilarWeb المعنية بتطوير البرمجيات، فإنه مقارنة بـ1.7 مليار مستخدم في يونيو (حزيران) الماضي، شهد “تشات جي بي تي” انخفاضاً 12 في المئة خلال يوليو (تموز) الماضي، على أساس شهري مع 1.5 مليار مستخدم.
وتعد المنافسة التقنية الحالية وظهور منصات ذكية ومدعومة من شركات تكنولوجية عالمية، هي ضمن أبرز أسباب انحسار “ChatGPT”، والتي تعد أبرزها منصة “غوغل بارد”، والتي انتقل لها عدد كبير من المستخدمين في غضون الأشهر الماضية.
ولكن في تاريخ الشركات التقنية يعد الإفلاس أمراً وارداً، ويحصل بشكل كبير، وتعد الهواتف الذكية مثل “نوكيا” و”بلاكبيري” من أبرز قصص الإفلاس التقنية التي لم تحقق المكاسب عالية بعد منافسة شركات هواتف أخرى. وأعلن الجمعة الماضي وصول “تشات جي بي تي” إلى السعودية بعد انتظار دام قرابة 10 أشهر، إذ قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز فيصل الخميسي في منشور له على منصة “إكس”، “خبر جميل. فتح خدمة ChatGPT رسمياً” بالبلاد.
المصدر: إندبندنت عربية