مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، يستعد الطلاب للعودة إلى المدارس في عصر التعلم الرقمي، الذي أصبحت فيه التقنية والوسائل الرقمية جزءا لا يتجزأ من تجربة التعلم الحديثة، ولذلك يجب على الطلاب أن يكونوا مستعدين للتحديات الأمنية التي قد تواجههم في بيئة التعلم الرقمية لتعزيز مستوى التعلم وتحقيق النجاح الأكاديمي.
في البداية، يجب على الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية تتبع الأجهزة المحمولة في جميع الأوقات، حيث إن فقدان الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر ليس فقط مكلفا لاستبدالها، بل تفقد السيطرة على المعلومات الشخصية المهمة التي تحتوي عليها، لذلك يجب حماية جميع الأجهزة بكلمات مرور فريدة وصعبة التخمين، والأفضل من ذلك، القيام بتمكين كلمات المرور الحيوية مثل بصمة الإصبع أو تعرف الوجه للمحافظة على سلامة المعلومات الموجودة داخل الأجهزة المفقودة، وعدم مشاركة كلمات المرور، فعندما يحصل المجرم السيبراني على كلمة مرور خدمة البث المباشر الخاصة بالمدرسة، فقد يحاول استخدامها لاختراق حسابات أخرى حساسة عبر الإنترنت.
كما يجب حفظ البيانات والملفات بشكل آمن، وذلك من خلال نسخ وحفظ الملفات المهمة والمشاريع الدراسية على أجهزة تخزين خارجية أو خدمات سحابية موثوقة، والقيام بتنظيم الملفات واستخدام أسماء معقولة وواضحة لتسهيل العثور عليها في المستقبل.
وبشكل عام، يجب الاحتفاظ ببعض التفاصيل في غموض على وسائل التواصل الاجتماعي، فأثناء وجود الطلاب صغار السن على وسائل التواصل الاجتماعي، من المحتمل أن يقوموا بنشر تفاصيل حول يومهم، بعض التفاصيل قد تكون عادية ولكن عندما يبدأ الصغار بنشر صور أو تفاصيل حول مكان دراستهم، أو مكان ممارستهم للرياضة، ووضع علامات مكانية على عناوين منازلهم، فإن ذلك يفتح المجال أمام ارتكاب جرائم سرقة الهوية أو التتبع، لذلك يجب حث الطلاب على الاحتفاظ ببعض التفاصيل الشخصية لأنفسهم، خاصة أسماءهم الكاملة، وتواريخ ميلادهم الكاملة، وعناوينهم، ومكان دراستهم، وبالنسبة لحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، من المقترح استخدام اسم مستعار وعدم ذكر عام الميلاد.
ومن المخاطر التي تواجههم هي تعرضهم للتنمر الإلكتروني الذي يشكل مصدر قلق كبير للأطفال في سن المدرسة وآبائهم، ووفقا لتقرير “حياة وراء شاشات الآباء والمراهقين “ الخاص بشركة مكافي، يشعر 57 في المائة من الآباء بالقلق بشأن التنمر الإلكتروني، و47 في المائة من الأطفال يشعرون بالقلق نفسه، وعلى مستوى العالم، تعرض أطفال يبلغون من العمر عشرة أعوام للتنمر الإلكتروني، لذلك يجب تذكير الطلاب بأنه يجب عليهم الإبلاغ عن أي تفاعل عبر الإنترنت يجعلهم غير مرتاحين لأحد الكبار، سواء كان ذلك معلما أو مستشارا توجيهيا أو أحد أفراد العائلة، الاستراحات من منصات وسائل التواصل الاجتماعي صحية، لذا ينصح بأن تنضم العائلة بأكملها إلى عطلة جماعية عن وسائل التواصل الاجتماعي، بدلا من أن يقضي الجميع وقتهم في الغوص في هواتفهم.
كما يحدث التصيد الاحتيالي للجميع تقريبا الذين لديهم عنوان بريد إلكتروني، أو حساب وسائل التواصل الاجتماعي، أو هاتف ذكي، حيث يتنكر المجرمون الإلكترونيون بأعمال تجارية أو شخصيات معروفة للحصول على مكاسب مالية من الأهداف البريئة، بينما يمكن للبالغ الذي يقرأ مراسلاته عبر الإنترنت بعناية أن يحدد في كثير من الأحيان الفاعل الاحتيالي من المرسل الحقيقي، فإن المراهقين الذين يستعجلون قراءة الرسائل ولا يلاحظون علامات التحذير المميزة قد يقعون ضحية للصيد الاحتيالي ويكشفون عن معلوماتهم الشخصية الثمين، لذلك يجب حث الطلاب على عدم مشاركة كلمات المرور الخاصة بهم مع أي شخص، والحذر من المراسلات الإلكترونية التي تثير مشاعر قوية مثل الإثارة أو الغضب أو الضغط أو الحزن وتتطلب استجابة “عاجلة”، والرسائل التي تحتوي على أخطاء إملائية أو أخطاء نحوية أو كتابة مقطعية وهي سمات للرسائل التي تتم كتابتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ولعل الهندسة الاجتماعية تشبه التصيد الاحتيالي في أنها خطة يستغل فيها المجرم الإلكتروني المعلومات الشخصية الثمينة للأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمها للتنكر بهم في أماكن أخرى أو لتحقيق مكاسب مالية، يقوم المهندسون الاجتماعيون بتصفح الملفات الشخصية العامة وإنشاء عمليات احتيال مستهدفة بشكل خاص لاهتمامات وخلفيات الأهداف المحددة، لذلك من المهم تنبيه الطلاب للانتباه للأشخاص عبر الإنترنت الذين ليس لديهم نيات نقية، من الأفضل التعامل مع أي شخص غريب عبر الإنترنت بحذر شديد.
في سعي الطلاب للحصول على عروض مجانية من العروض التلفزيونية والأفلام وألعاب الفيديو والبرامج المقلدة، من المرجح أن ينتهي الأمر بالطلاب على موقع واحد على الأقل ذي خطورة، وقد يتحول تحميل المحتوى المجاني على جهاز من موقع خطير إلى تكلفة باهظة سريعا، حيث تكمن البرامج الضارة في الأغلب في الملفات، وبمجرد أن يصيب الجهاز برامج ضارة، يمكن لها اختطاف قوة الحوسبة للجهاز لمصلحة الجرائم الإلكترونية الأخرى أو يمكن للبرامج الضارة تسجيل ضغطات المفاتيح وسرقة كلمات المرور ومعلومات أخرى حساسة.