اقتصادالرئيسية

هبوط حاد في قطاع البضائع الفاخرة

هاشتاق عربي

تستعد مجموعات البضائع الفاخرة لنهاية طفرة التعافي التي أعقبت الجائحة حيث أصبح المستهلكون الصينيون والأمريكيون أكثر انتقائية في مشترياتهم.
شهد القطاع أعواما عدة من النمو الاستثنائي المدفوع بمحركين: الصين والولايات المتحدة، أكبر سوق للبضائع الفاخرة، حيث أوجدت مدخرات فترة الجائحة والتحفيز المالي متسوقين جددا بأعداد كبيرة.
والآن هناك دلائل على أن وتيرة النمو قد تصل إلى ذروتها، خاصة في الولايات المتحدة.
قال مايكل كليجر، الرئيس التنفيذي لمنصة التجارة الإلكترونية للبضائع الفاخرة ميثريزا: “هناك تباطؤ في الولايات المتحدة، لكن مقارنة بـقاعدة مجنونة تماما. لقد خرج الناس من الجائحة وبدأوا بالإنفاق بجنون”.
سجلت مجموعات البضائع الفاخرة الكبرى هيرميس وإل في إم إتش نموا قويا حتى الآن هذا العام، المتخلفة عن جوتشي المملوكة من قبل شركة كيرينج، التي كافحت لإعادة إحياء علامتها التجارية الرائدة.
ومع ذلك، أبلغت الشركات التي تراوح من إل في إم إتش، إلى برادا الإيطالية، إلى ريتشمونت – الشركة المالكة لعلامة كارتييه في سويسرا – عن تباطؤ نمو مبيعاتها في الولايات المتحدة، وما زال الانتعاش في الصين من عمليات الإغلاق القاسية جراء الجائحة العام الماضي مستمرا، لكنه أبطأ مما توقعه البعض.
قال جان جاك جيوني، المدير المالي لشركة إل في إم إتش، أكبر شركة للبضائع فاخرة في العالم والرائدة في الصناعة: “لم يعد المزاج العالمي للشراء الانتقامي كما رأينا في عامي 2021 و2022، لذلك نحن نتحدث عن التطبيع أكثر من أي شيء آخر”.
أضاف: “في الولايات المتحدة، نرى أن الوضع ليس جيدا كما كان”.
لقد حطم نمو الصناعة الأرقام القياسية في 2022، حيث نما بنحو الخمس إلى 345 مليار يورو، وفقا لشركة الاستشارات باين ومجموعة الصناعة الإيطالية التاجاما، مع ازدياد الطلب على الكماليات بدءا من حقائب يد بيركين إلى سفر الرفاهية، ولا يزال متوقعا أن يتضاعف حجم قطاع البضائع الفاخرة بحلول 2030، لكن من المتوقع أن يكون النمو السنوي لعام 2023 أقل بكثير بنسبة 5 إلى 12 في المائة.
ولدهشة صانعي السياسة والاقتصاديين، فإن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة قد استمر بشكل مفاجئ رغم جهود البنوك المركزية على الصعيد العالمي لكبح الطلب عن طريق تكاليف الاقتراض المرتفعة بشكل حاد، لكن مع تباطؤ أسواق العمل، وتباطؤ مكاسب الأجور وشبح ركود يلوح بشكل كبير في الأفق، بدأ بعض المشترين في تقليل هوامش الربح لما يريدون شراءه.
انخفض الإنفاق على القوارب، والطائرات، والمجوهرات، متراجعا إلى مستويات ما قبل الجائحة.
كان رد فعل المستثمرين قويا على أحدث مجموعة من الأرباح. حيث هوت أسهم شركة ريتشمونت 9 في المائة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى هبوط أسماء أخرى في القطاع معها، بعد الإبلاغ عن مبيعات أمريكية باهتة في الربع الأخير. ونمت مبيعات شركة إل في إم إتش الرائدة في الصناعة 17 في المائة لتصل إلى 42.2 مليار يورو في النصف الأول من العام، لكن المستثمرين توقفوا عند انكماش 1 في المائة في الولايات المتحدة في الربع الثاني، ما أدى إلى انخفاض الأسهم 4 في المائة تقريبا بعد أن أصدرت نتائجها هذا الأسبوع.
يتوقع لوكا سولكا، المحلل في شركة بيرنشتاين، حدوث تغيير فيما يبحث عنه المستثمرون في القطاع “من لعبة زخم تطرد وراء مفاجأة إيجابية تلو الأخرى، إلى حال مستقرة، مع عودة طلب المستهلكين إلى طبيعته بعد نشوة ما بعد الجائحة”.
وأضاف: “من المرجح أن يؤدي هذا التحول إلى بعض الاضطرابات، كما رأينا أخيرا مع شركة ريتشمونت، لكن في ظل عدم وجود ركود صعب الهبوط، فمن المفترض أن يجد القطاع قريبا توازنا متكافئا”.
إن شركة هيرميس هي الاستثناء، حيث أدت قوائم الانتظار الطويلة للمنتجات، والاعتماد الأقل على إنفاق السياح لمصلحة العملاء المحليين وتحديد المواقع فائقة الجودة إلى مجموعة أخرى من النتائج الوفيرة دون انخفاض في المبيعات في الولايات المتحدة، وفقا للشركة. وكان الانخفاض في الصين بسبب قيود الإغلاق في بداية العام أقل وضوحا أيضا فيها من المنافسين.
تأمل شركة كيرينج، التي تمتلك علامات تجارية مثل سان لوران، وجوتشي وبوتيجا فينيتا، في أن تساعد بعض الصفقات، بما في ذلك اتفاقية الاستحواذ على 30 في المائة من دار الأزياء الإيطالية فالنتينو، والتعديل الإداري في جوتشي على إنعاش ثرواتها. لقد نمت مبيعاتها في النصف الأول 2 في المائة فقط لتصل إلى 10.1 مليار يورو بينما تقلصت مبيعات جوتشي، التي تمثل نصف إيرادات المجموعة.
حذرت فيديريكا ليفاتو، الشريكة في شركة باين في ميلانو، من أنه لا يوجد أداء “واحد يناسب الجميع” للسوق في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
قالت: “إن أداء العلامات التجارية مجزأ ومشتت للغاية. هناك علامات تجارية تنمو 30 في المائة في الولايات المتحدة، وهناك علامات تجارية تنخفض 30 في المائة”. مع ذلك، أضافت أن الفئات الأكثر معاناة هي الملابس اليومية، والحقائب الصغيرة والأحذية الرياضية للمبتدئين – وجميع الفئات معرضة لما يسمى بالمستهلكين الطموحين، الذين تأثروا بشكل أكبر بالتضخم.
أعطت مندوبة مبيعات في بيرجدورف جودمان، متجر فيفث أفينيو الراقي في مدينة نيويورك، التي لم ترغب في ذكر اسمها، صورة مختلطة للإنفاق. وقالت: إن السياح من كندا، والصين والهند ما زالوا على استعداد لإنفاق عشرة آلاف دولار أو أكثر في عملية واحدة. “لم أجر كثيرا من المعاملات التي تتضمن خصما أخيرا (…) لكن الناس أكثر حرصا من ذي قبل، بالتأكيد”.
قال جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين في بنك أي إن جي، إن “الحقائق الاقتصادية” بدأت بالتأصل، خاصة مع زيادة أسعار فائدة الاقتراض ببطاقات الائتمان عن 20 في المائة. “لا يزال الناس ينفقون على البضائع الفاخرة، لكن بمعدل طبيعي أكثر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى