اتصالاتالرئيسية

بريطانيا تتخلف في منافسة تطور شبكات الجيل الخامس والسبب

هاشتاق عربي

المملكة المتحدة معرضة لخطر ألا يحالفها النصر في السباق العالمي لنشر شبكات الهاتف المحمول عالية السرعة من الجيل الخامس، القادرة على دعم جهود الحكومة لتحويل بريطانيا إلى وادي السيليكون التالي، وفقا لمحللين وتنفيذيين في الصناعة.
مع كونها واحدة من أولى الدول التي بدأت في تنفيذ شبكة الجيل الخامس للاستخدام التجاري في 2019، إلا أن المملكة المتحدة تتخلف الآن بسبب الاستثمار المحدود من جانب مشغلي الهواتف المحمولة والاضطراب الناجم عن حظر الحكومة استخدام معدات من “هواوي”، الشركة الصينية المصنعة لمعدات الاتصالات.
قالت أوفكوم، هيئة تنظيم الاتصالات، في مايو الماضي، إن تغطية شبكة الجيل الخامس للهاتف المحمول من مشغل واحد على الأقل كانت متاحة في 82 في المائة من الأماكن التي يعيش ويعمل الناس فيها في المملكة المتحدة، لكن الرقم ينخفض إلى 22 في المائة بالنسبة إلى المناطق التي يغطيها جميع مزودي الشبكات.
إن توافر شبكة الجيل الخامس، معبرا عنه بنسبة مئوية من الوقت الذي يتصل فيه مستخدم هاتف محمول بشبكات مخصصة بدلا من تكنولوجيات لاسلكية أخرى، هو 10.1 في المائة فقط في المملكة المتحدة، ما يضع الدولة في المرتبة الـ39 من بين 56 سوقا متقدمة ونامية، وفقا لتقرير نشرته “أوبن سيجنال”، شركة أبحاث، في يونيو.
سرعة تحميل شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة وضعت الدولة في المرتبة الـ21 من بين 25 سوقا متقدمة، وأبطأ من فرنسا وألمانيا وهولندا، وفقا لتقرير أصدرته “أوكلا”، شركة لتحليل شبكات الهاتف المحمول، في فبراير. تظهر هذه النتيجة رغم امتلاك المملكة المتحدة أكبر مبيعات للهواتف الذكية المزودة بتكنولوجيا شبكة الجيل الخامس في أوروبا.
قال باولو بيسكاتور، محلل في شركة بي بي فورسايت للأبحاث، “لم يتحقق الوعد بنشر شبكة جيل خامس حقيقية. حدثت ضجة كبيرة حول شبكات الجيل الخامس مع استثمار شركات الاتصالات المليارات (…) وإنشاء شبكات. يمكن القول إن المملكة المتحدة فقدت مكانتها لتصبح رائدة في شبكة الجيل الخامس”.
قال أندريا دونا، كبير مسؤولي الشبكات في شركة فودافون في المملكة المتحدة، “كنا من أوائل المتبنين لشبكة الجيل الخامس لكننا متخلفون الآن”، مضيفا أن بريطانيا فشلت في الإمساك بزمام المبادرة رغم أخطائها السابقة مع الإتمام البطيء لتكنولوجيات لاسلكية سابقة.
التوسع المتأخر لشبكات الجيل الخامس في المملكة المتحدة يبدأ رغم وجود أدلة على الفوائد الاقتصادية الواضحة وهدف الحكومة المتمثل في امتلاك شبكات هاتف محمول عالية السرعة.
قد تصل قيمة شبكة الجيل الخامس إلى 173 مليار جنيه استرليني لاقتصاد المملكة المتحدة على مدى العقد المقبل في تحسين الإنتاجية وتطوير المدن المتصلة بالشبكات والمركبات ذاتية القيادة وغيرها من التكنولوجيات، وذلك وفقا لأسمبلي ريسيرش، وهي شركة استشارية للاتصالات.
بإمكان شبكة الجيل الخامس أن تمكن الأنظمة في السيارات ذاتية القيادة من تلقي المعلومات، ومثلا، التأكد من أنها تستجيب في غضون جزء من الثانية لتصرفات المشاة غير المتوقعة.
كما يمكن لشبكات الجيل الخامس مساعدة المدن على إدارة إمدادات الطاقة على نحو أفضل ولتصبح مستدامة أكثر.
قالت الحكومة العام الماضي إنها حققت هدفها لـ2027 المتمثل في توفير شبكة جيل خامس أولية تستخدم أبراجا مخصصة وترددا لاسلكيا لكنها تعتمد على شبكات الجيل الرابع لأغلبية المملكة المتحدة. كما وضع الوزراء أيضا هدفا بأن تغطي شبكات الجيل الخامس جميع المناطق المأهولة بحلول 2030.
استخدم المستشار جيريمي هانت بيان الخريف للتأكيد على أهمية شبكة الجيل الخامس، حيث أكد أيضا على أولويته المتمثلة في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الابتكار.
قال، “أريد أن أجمع براعتنا التكنولوجية والعلمية مع خدماتنا المالية الهائلة لتحويل بريطانيا إلى وادي السيليكون التالي في العالم”.
لكن سيلويا كيشيش، المحللة في شركة أوكلا، قالت، “شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة في فئة الأداء المنخفض، وخطر تخلف المملكة المتحدة يمكن أن يترجم إلى نمو اقتصادي بطيء”.
يسلط مسؤولون تنفيذيون في صناعة الهاتف المحمول الضوء على قرار حكومة بوريس جونسون عام 2020 بإزالة “هواوي” من شبكات الجيل الخامس الناشئة في بريطانيا بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي كونه سببا في بطء إكمال تغطيتها.
قال ماثيو هاويت، الرئيس التنفيذي لشركة أسمبلي ريسيرش، “هذا سبب تأخر المشغلين بالتأكيد”.
كما لم تظهر دلائل تذكر على صخب العامة بشأن شبكة الجيل الخامس. فقد شعر واحد من كل ستة مستخدمين للهواتف المحمولة بأن قوة شبكة الجيل الخامس تمت المبالغة فيها، وقال أقل من نصفهم إنهم رأوا تحسينات ملحوظة في السرعة أو الموثوقية منذ ترقية أجهزتهم، وفقا لمسح نشرته يوسويتش، خدمة مقارنة أسعار، في أكتوبر العام الماضي.
تتباين فائدة شبكة الجيل الخامس حتى داخل المملكة المتحدة. كانت زيادة سرعة التحميل بالتحول من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس هامشية في لندن مقارنة بالمدن الأخرى، وفقا لدراسة أجرتها شركة أوبن سيجنال في مارس.
قالت “يوسويتش”، “شاغل المستهلكين الأساس بخصوص الضجة المبالغ بها هو الاختلاف بين ما تم وعدهم به فيما يتعلق بالتجارب الثورية وما يمكننا تحقيقه فعليا على أجهزتنا”.
قالت شركات تشغيل شبكات الهاتف المحمول إن أرقام استثمارات شبكة الجيل الخامس لم ترتفع بعد. ستنفق الشركات المشغلة البريطانية نحو تسعة مليارات جنيه استرليني بحلول 2030 على إنشاء شبكة الجيل الخامس، وهو ما يقل عن الـ34 مليار جنيه استرليني اللازمة حسب التقديرات لتقديم الخدمات التي تعتمد على هذه الشبكات، مثل السيارات ذاتية القيادة، كما قالت مجموعة ديجيتال كونكتفتي، مجموعة استشارية في الصناعة، في تقرير صدر في سبتمبر العام الماضي.
حذرت شركتا فودافون وثري، اللتان ترغبان في دمج شركاتهما لخدمات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة، من أنه سيكون هناك استثمار أبطأ حتى في شبكة الجيل الخامس إذا منعت سلطات المنافسة صفقة الاندماج.
سيؤدي الدمج إلى تقليل عدد مشغلي الشبكات في المملكة المتحدة من أربعة إلى ثلاثة، الشركة المدمجة، إضافة إلى شركتي أي إي وأوه 2. أعربت مجموعة المستهلكين ويتش عن قلقها من أن هذا يمكن أن يقلل الخيارات أمام المستهلكين ويرفع الأسعار.
وعدت “فودافون” و “ثري” باستثمار 11 مليار جنيه استرليني في المملكة المتحدة على مدى عشرة أعوام لإنشاء واحدة من أكثر شبكات الجيل الخامس تقدما في أوروبا.
قال روبرت فينيجان، الرئيس التنفيذي لشركة ثري في المملكة المتحدة، “هذا الاندماج كله متعلق بجودة البنية التحتية في المملكة المتحدة”.
مع ذلك، اعترض بيسكاتور على الحجة القائلة إن مصير شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة حدده الاندماج، قائلا إن مشغلي خدمات الهاتف المحمول كانوا متأخرين أساسا بأعوام في إثبات أهمية الشبكات عالية السرعة.
قالت عدة شخصيات في الصناعة إن شبكة الجيل الخامس قد تم تصميمها مع أخذ الاستخدامات التجارية المستقبلية في الحسبان.
قالت جيني يورك، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في شركة فيرجن ميديا أوه 2، “ينتظر الجميع في الصناعة في هذه الدولة التطبيق المثالي المناسب الذي سيساعدنا على جني عائد من استثماراتنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى