منوعات

كيف ستساعد زراعة قمح البحر بتخفيف آثار التغير المناخي؟

هاشتاق عربي

يغير الاحترار المناخي أنماط الزراعة حول العالم، ويهدد المحاصيل الزراعية التي تعتمد عليها حياة مليارات من البشر، لكن في آلاسكا، وبالتحديد في مقاطعة كوردوفا، يحاول الصيادون زراعة أراض غير تقليدية، مغطاة بأمتار من مياه البحر.

والتقى صحفي واشنطن بوست، سلوان جورجيس، بصيادين من المقاطعة تحولوا – بعد تضاؤل حصيلة أسماك السلمون التي كانوا يعتمدون على صيدها – إلى “زراعة” أراضي المحيطات بأفدنة من عشب البحر.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يعتمد فيها البشر على أراضي المحيط لإقامة مزارع، لكن في السابق، اقتصرت المزارع على حقول تربية المحار والقشريات وغيرها من الحيوانات، ثم انتقلت إلى زراعة عشب البحر.

وتركزت هذه النشاطات في آسيا، قبل أن تتحول إلى أوروبا والأميركيتين.

وينقل التقرير إشادات خبراء بعشب البحر باعتباره “قمح الماء”، حيث يحتوي على كثير من المغذيات والألياف والأحماض الأمينية الأساسية والفيتامينات.

كما أن زراعته لا تثير سوى القليل من انبعاثات الكربون، وهو لا يتطلب الأسمدة أو الري، كما إنه يمتص الكربون من الجو ويطرح الأوكسيجين.

ويدرس العلماء طرقا أخرى يمكن أن تساعد بها الأعشاب البحرية الكوكب، من الحد من انبعاثات الميثان في الماشية إلى استبدال الخس في السلطة والوقود الأحفوري في البلاستيك والأسمدة.

وبالنسبة لآلاسكا، يقول صحفي النيويورك تايمز إن المجتمعات هنا تفقد سبل عيشها وطعامها بشكل أسرع من الأماكن الأخرى، ويمكن لزراعة المحيطات أن تمنح الساكنين هنا أملا جديدا.

وجذبت آلاسكا بالفعل شركات كبيرة تريد الاستثمار في مزارع العشب البحري على طول ساحل الولاية.

ونقلت الصحيفة عن دان ليش، نائب مدير مؤتمر الجنوب الشرقي، وهي مجموعة أعمال إقليمية في آلاسكا، قوله إن “هناك اقتصادا جديدا قائما على الأعشاب البحرية يمكن إنشاؤه” في الولاية.

مع هذا، لا يزال النشاط بحاجة إلى تنظيم، مع ارتباطه بمخاوف من زيادة الضغط على الأحياء البحرية.

ولا يعد أكل عشب البحر رائجا في الولايات المتحدة مثل آسيا، مما يجعل الطلب على المحاصيل أقل من المأمول.

وعلى الصعيد العالمي، فإن التوقعات بالنسبة لزراعة الأعشاب البحرية غير مؤكدة.

ويحتاج عشب البحر إلى سلقه وتجميده أو تجفيفه بعد فترة وجيزة من حصاده منعا لتحلله، ما يعني إنه بالنسبة للمزارع المنتشرة في المناطق النائية من آلاسكا، سيتطلب ذلك بناء مصانع معالجة.

وارتفع عدد الشركات الناشئة في مجال الأعشاب البحرية التي تم الكشف عنها العام الماضي مقارنة بعام 2021، وفقا لـ Phyconomy، وهي نشرة إخبارية مقرها بلجيكا تتعقب الصناعة.

لكن المبلغ الإجمالي المستثمر في تلك الصفقات انخفض بين عامي 2021 و 2022، من أكثر من 160 مليون دولار إلى 120 مليون دولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى